الاكل والشرب يحدد نتيجة العمليات الجراحية

رانيتا جانجولي
ترجمة: أحمد بدوي

إذا كنت قد نصحت بالخضوع لأي نوع من الجراحة ربما تكون على دراية بعبارة "لا يتناول شئ عن طريق الفم" أو NPO وهي اختصار "Nil Per Os" وتعني الإمتناع عن تناول الطعام لمدة 8-12 ساعة على الأقل قبل الجراحة. وحسب نوع العملية الجراحية قد يسمح للمريض بتناول كمية قليلة من الماء. وإذا كان مثل هذا الصيام قد يزعج البعض إلا أنه مهم للغاية ويمكن أن يؤثر على نتائج الجراحة. فتناول الطعام قبل الجراحة يمكن أن يزيد من خطر حدوث مضاعفات مختلفة. أما أسباب ضرورة الصيام فيمكن إيجازها فيما يلي:
-الحد من احتمال التعرض للعدوى: فتناول الغذاء بصورة مفاجئة قد يزيد من خطر إصابة المعدة والأمعاء بالإلتهاب عند المرضى الذين يخضعون لجراحة في الجهاز الهضمي، وهذا يحدث لأن محتويات الطعام في المعدة والأمعاء تتداخل مع اجراءات العملية الجراحية ومن ثم يؤدي الى تعقيدات قد ينجم عنها إصابة الأمعاء.
-التقليل من المخاطر أثناء التخدير: عندما يحقن الأطباء المريض بحقنة التخدير، تتوقف ردود الفعل الجسدية للشخص مؤقتا ويصبح الجسم في وضع سكون، وفي تلك الحالة يصبح البلع غير مجد، وعلاوة على ذلك يفقد الجسم القدرة الوقائية على وقف ارتداد الطعام من المعدة إلى الحلق تحت تأثير التخدير، وفي تلك الحالة يصبح خطر ارتداد المواد الغذائية (من المعدة إلى المريء) عاليا الى حد كبير. وبالإضافة إلى ذلك فقد يتجه محتوى المواد الغذائية المرتجعة مع الاستنشاق الى الرئتين، وهذه المواد الغذائية قد تمنع تدفق الهواء إلى الرئتين ما يؤدي إلى مضاعفات قد تصل الى الإصابة بالالتهاب الرئوي. وخلو المعدة من الطعام يقلل بشكل ملحوظ من الشفط الرئوي وبالتالي الالتهاب الرئوي.
-التقليل من من خطر الحموضة: بعض المرضى الذين يعانون من مشاكل مثل ارتجاع المريء أو شلل جزئي في المعدة (غالبا ما يحدث عند مرضى السكري) يكون عليهم الالتزام بالصيام الحازم طوال الليلة السابقة على الجراحة، فالوجبة الثقيلة قبل الجراحة قد تتسبب في حدوث حموضة لدى هؤلاء المرضى الأمر الذي يؤدي إلى القيء أيضا. وعادة ما ينصح هؤلاء المرضى بالصيام لفترة أطول من أجل سلامتهم.
ورغما عن أنه في السنوات الأخيرة تم تعديل المبادئ التوجيهية للصيام قبل الجرحة، إلا أن النصيحة تظل قائمة لمعظم المرضى بالتزام الصيام قبل الخضوع للجراحة لمدة قد تزيد على 12 ساعة وذلك يتوقف على الحالة الصحية للمريض ونوع الجراحة.
عن موقع thehealthsite.com