صباحيات.. ليست صيفية

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٩/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
صباحيات.. ليست صيفية

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
alrahby@gmail.com
msrahby

أواخر أكتوبر، والصيف «لابد» كأنما لا يريد أن يفسح مكاناً لفصل آخر، نحن نسميه شتاء، وغيرنا لا يرى مواسمنا إلا واحداً، إن هو إلا صيف طويل به شهران من الاعتدال، وبخاصة في العاصمة مسقط.

تعبنا منك أيها الصيف.. غادرنا ولو بعض الوقت، لنأمن فواتير الكهرباء على الأقل!

**
ولذلك، ولأن صيف الثقافة ممتد، فإن الملتقى الأدبي للشباب سيكون هذه المرة في نوفمبر، حيث رأت «الجهة المنظمة» أن عملية إعدامه (ربما) تضرّ بصورة بعض المسؤولين فيها، وهي «ليست ناقصة» بعد إخفاقات تعاقبت، يسمونها إنجازات، ولا نراها إلا عملية إدارية تعتمد وتتعامل أولا وأخيراً مع مثقفي البلاد وفق كفاءة «الرضا»..
على الشباب الراغب في المشاركة الاستعداد لترك كلياتهم أو أعمالهم أسبوعاً كاملاً، للبقاء في البريمي من أجل عيون الملتقى، أو عيون الذين صعب عليهم أن يموت وقد بلغ سن الشباب!
**
وحيث هذه العناية بالثقافة مستمرة وفائرة (أقول فائرة وليست فاترة) فإن المسرح أبرز ضحاياها، وقد دفع المسرحيون ثمن «عدم إخلاصهم» لقضيتهم فانكفأوا دون مشروعهم في جمعية تضمّ شتاتهم.. وقد وجدوا أبواب «الجهة المعنية» لا تفتح إلا للمرضيّ عنهم.. ومن يقولون «تمام سعادتك»!
سيقولون إنهم افتقدوا للمبنى والدعم، إنما لو وقفوا معا لما احتاجوا إلى «ريال» من الحكومة، إذ أن «جمعية الصحفيين» على ما حدث فيها من وصول إلى المحاكم تهمّها أكثر من أي جمعية إبداعية أخرى، وبخاصة إن كانت محسوبة على المسرح، وهي لا تريد مسرحاً!! (وأنا مسؤول عن كلامي)..
**
اقترب العام 2016 من نهايته، وكل عام وأنت بخير يا مكتبة الطفل.
ربما سيكون العام المقبل عام خير عليك، وترين النور، أو ربما ستكونين ضمن برنامج «تنفيذ» إلا إذا كان الشعور بعدم أهمية مكتبة للطفل، أو الطفل أساساً، فلا حاجة لنا بك، ربما سيتم تغيير المبنى إلى فعل إداري آخر نحتاجه في إستراتيجيتنا المقبلة!
**
على قناعة تامة أن الازدواجية مركّب أساسي في غالبيتنا، حتى أن من يجلس على كرسي المسؤولية، أو يقترب منه ولو قليلاً، سيبدأ في التحدث برسمية تجعل من المثقفين وثقافتهم محض «هراء»، كما تأتي الترجمة في بعض الأفلام الأجنبية، للأسف.. أحياناً يصدق (البعض) في هذا الوصف (على البعض) رغم بشاعته.
**
من الرائع أن دار الأوبرا السلطانية لم تطل فعالياتها الأزمة الاقتصادية على ما يبدو، من يجرؤ أصلا أن يسألها إن كانت كل هذه البرامج ناجحة جماهيرياً، وإن كانت بحاجة إلى مراجعة كثرتها، مخافة الحسد على الأقل!