وزيرة التعليم السودانية لـ «الشبيبة»: الشهادة العامة في السلطنة تضمن كفــاءة الطالـب ومنـافستـه دوليـاً

بلادنا الأربعاء ١٩/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
وزيرة التعليم السودانية لـ «الشبيبة»:
الشهادة العامة في السلطنة تضمن كفــاءة الطالـب ومنـافستـه دوليـاً

حوار - خالد عرابي

أشادت وزيرة التربية والتعليم السودانية معالي د.سعاد عبدالرازق محمد سعيد بمستوى التعليم في السلطنة مؤكدة على أنه يعكس مدى اهتمام القيادة السياسية المتمثلة في شخص جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- به منذ فترات بعيدة ومراحل مبكرة واعطائه مساحة كبيرة على كافة الجوانب، وأكدت على أن جوانب ذلك تظهر جلية من مظهر المدارس والاهتمام بالمناهج وبالمعلم والتقانة والحداثة والنظام.
وقالت وزيرة التربية التعليم السودانية في حوار خاص لـ "الشبيبة" على هامش زيارتها الحالية للسطنة أنه من خلال اطلاعها على النظام التعليمي في السلطنة تستطيع أن تجزم بأن عمان رائدة في نظامها التعليمي -الذي وصفته بأنه شامل ويهتم بجميع الجوانب التي يمكنها تأهيل الطلاب وجعلهم متميزين ولا يقلون عن أي طالب في أي مكان في العالم كما أشادت معاليها باستفادة السلطنة من التجارب العالمية مثل فيلندا وأستراليا وبريطانيا في التعليم قائلة: "هذا النوع من الانفتاح يساعد على الحداثة والتطور".
وقالت بأن هذا الاهتمام المبكر بالتعليم وبمساعدة الكثافة الطلابية المعقولة ساهم في خلق نموذج مثالي من حيث المعلم والمبنى والمنهج والمراكز التأهيلية وكذا في جميع مفردات العملية التعليمية العمانية مما جعلها مثالية.
وأكدت على أن علاقات التعاون السودانية- العمانية ومنها التعليمية أزلية وتاريخية، فالشعب العماني يعرف السودانيين من خلال التعليم في القطاعين (العام والجامعي) ونحن سعدنا في الدولتين بهذه المسيرة الطويلة والممتدة.
مشيرة إلى أن هذه الزيارة كان معد لها أن تكون سلفا ولكن نظرا لبعض الظروف في السودان فقد تم تأجيلها.

مباحثات

وعن المباحثات التي تمت خلال الزيارة قالت: الزيارة كان لها شقين، الأول يتعلق بتعزيز العلاقات وتطويرها والاطلاع على تفاصيل متطلبات السلطنة من المعلمين السودانيين والوقوف على أداء المعلمين السابقين الذين تم ابتعاثهم وإعارتهم من قبل إلى السلطنة. أما الشق الثاني فهو الاطلاع على التجديدات والتطويرات التي تقوم بها السلطنة والتي نسعى إلى أن يكون لنا فيها تنسيق جيد بين التعليم في السودان والسلطنة ولذلك بدأنا اللقاء بجلسة ثنائية بمقر وزارة التعليم بين الوفدين برئاسة الوزيرتين واطلعنا على بعض التفاصيل واستمعنا إلى تقرير عن أداء المعلمين السودانيين الذي أشاد بهم الأخوة العمانيين وأدائهم وتميزهم، واستمعنا أيضا إلى ملاحظات مسؤول التدريب بالوزارة حول القوة العاملة السودانية التي تعمل بالسلطنة.
وأكدت معالي الوزيرة السودانية أنه كان هناك محورا أساسيا للاطلاع على المركز التخصصي لتدريب المعلمين والذي يشبه عندنا مركز تدريب المعلمين القومي واطلعنا على البرامج التفصيلية التي تقوم بها السلطنة لتدريب وتأهيل المعلمين وهو برنامج في تقديري طموح وراقي ويساعد على تجويد منهج التعليم داخل السلطنة وأنا أحيي السلطنة على هذا الإنجاز.
وأضافت: أطلعنا أيضا على التطويرات والتحديثات داخل مركز التطويرالتربوي: وهو مركز متطور استطاعت السلطنة من خلاله أن تجود الاداء فكان نموذجا للعمل المتقدم في السلطنة من حيث ضبط الامتحانات وشفافية الأداء وتسهيل الإجراءات وهذا عمل متقدم جدا وأتمنى أن يكون هناك تنسيق بيننا وبين السلطنة في الاستفادة منهم به.
وعن الشيء الأكثر تميزا والذي لفت نظرها قالت: هي نماذج من الريادة والتمهين الوظيفي للطلاب في مرحلة مبكرة والمنهج الجيد والذي تطبقه السلطنة ويمكن ابناءها فيستطيعون خلال مرحلة التعليم العام أن يكتشفوا مواهبهم المبكرة ويستطيعوا أن يجدوا القيادة والتوجيه الصحيح نحو وظائف في المستقبل.
اما عن أوجه التشابه في العملية التعليمية بين البلدين قالت: نعم يوجد الكثير ومن ذلك مثلا الاهتمام بالتقانة فعمان لها باع كبير في ذلك ونحن نهتم كذلك بتجويد العملية التعليمية وصناعة أجيال مواكبة لما يحدث في العالم من تطور، بحيث يمنحهم قدرات إضافية تساعدهم على المنافسة في سوق العمل وتجعل للطالب من القيم والأهداف والغايات ما يساعده على أن يكون مواطنا صالحا نافعا لنفسه ومجتمعه ووطنه.

وعن الاستفادة من النظام التعليمي في السودان قالت: أنا في تقديري أن وزارة التربية والتعليم العمانية منفتحة جدا على تجارب التعليم العالمية وحريصين على نقل هذه التجارب للسلطنة، وأهم ما يميز تجربتنا في السودان أنها تتعامل مع نظام تعليمي ضخم من حيث العدد ولذلك التجويد واستخدام التقانة والتطوير في نظام التعليم في السلطنة يأخذ نظام أسرع، وكذلك تجربة السودان في حل مشكلات المناطق البعيدة والنائية في التعليم يمكن أن تساعد السلطنة في هذه الخبرة.

أما عن الاستفادة السودانية من تجربة التعليم العماني فقال: تتم من خلال ابتعاث المعلمين السودانيين حيث نستطيع أن ننقل خبرات السلطنة عند عودتهم لأنهم يمثلون المناطق المختلفة في السودان ولكن سيظل تبادل الوفود الفنية بين البلدين هو الأهم في نقل الخبرة للاطلاع على التجربتبن.

وبسؤالها عن تقييمها من خلال الاطلاع على نظام الشهادة العامة في السلطنة أجابت: في تقديري هو نظام قوي جدا ومتميز فالسلطنة لديها لجان وخبراء يضعون هذه الشهادة باحكام شديد يساعد على أن تكون عادلة ويتم تصحيحها وطباعتها على درجة عالية من السرية مما يجعلها قوية ومعتبرة وتؤهل حامليها من الالتحاق بأي جامعة عالمية بقوة.

المناهج التعليمية

وعن أهمية المناهج للعملية التعليمية أكدت قائلة: ما شاهدته في السلطنة يؤكد أن لديها اهتمام كبير بالمناهج حيث أنهم حريصون على الحداثة وكذلك إدراج القيم والمبادي بها، ويقومون بتطوير وتحديث المناهج بصورة دورية.

وعن نظام الرخص التعليمية الذي تم مناقشته خلال الزيارة ايضا قالت معاليها: رخصة التعليم تعتني بمهنية المعلم مثل الطبيب أو المحاسب أو الصحفي وغيرهم وهو إذن بمزاولة المهنة وأن يكون المعلم من الكفاءات المطلوبة، بما يساعده على أداء مهام عمله داخل وخارج الوطن، وهي تقيس مهاراته وليس معلوماته فقط، ومن ثم تصنف المعلم في واحد من تصنيفاته السبع التي تبدأ من معلم أولي وتنتهي إلى مدير مدرسة وهي تحرص على التأكد من مناهج كليات التربية وكفاءة المعلم للقيام بأمانته نحو تحديد مستقبل الطلاب وتكوبن بناءهم الفكري.