المدنيون بين فرار الى المجهول والبقاء كدروع بشرية للتنظيم تحرير الموصل لن يكون سهلا

الحدث الأربعاء ١٩/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
المدنيون بين فرار الى المجهول والبقاء كدروع بشرية للتنظيم 
تحرير الموصل لن يكون سهلا

عواصم – ش

مخاوف متزايدة تجددت بقوة مع بدء عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة متشددي تنظيم داعش الارهابي ، خلافا لصعوبة انجاز المهمة والتي قد تتجاوز عدة اشهر يثار القلق على مصير الفارين من المدنيين جنبا الى جنب مع حالة تأهب دولي لمنع عبور ارهابيي التنظيم من العودة لاوطانهم عقب فرارهم من المدينة ...

دروع بشرية
من جانبها قالت المنظمة الدولية للهجرة امس الثلاثاء إن تنظيم داعش قد يستخدم عشرات الآلاف من المدنيين في مدينة الموصل العراقية كدروع بشرية للدفاع عن معقله.
وقال توماس ويس رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق إنه يتوقع كذلك زيادة حادة في عدد الأشخاص الذين سيجبرون على النزوح مع وصول العمليات العسكرية إلى أطراف المدينة.
وأضاف عبر الهاتف من بغداد أن المنظمة بدأت في توفير أقنعة واقية من الغازات خشية استخدام أسلحة كيماوية في معركة الموصل لكنها لم توفر حتى الآن إلا عددا قليلا منها.

كارثة إنسانية
من جانبها قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى العراق سارة الزوقرى إن الموصل تشهد وقوع كارثة إنسانية ضخمة يزيد من تفاقمها الهجوم العسكرى الذى بدأ اليوم.
وقالت الزوقرى "إن أكثر من 3 ملايين شخص فروا من المنطقة وباتوا بمثابة نازحين ويتوقع أن ينضم إليهم حوالى مليون آخرين بعد بدء العملية ضد داعش والسكان يفرون بذعر وهلع من الموصل".
وشددت على أن الصليب الأحمر مستعد لتقديم المساعدة للاجئين، حيث قام بتنظيم مراكز استقبال بشمال المدينة، فضلا عن أن موظفى المنظمة يبذلون جهودا مضنية لمساعدة السكان فى الخروج من المدينة إلى مناطق آمنة.وأشارت إلى أن بغداد تتعرض لحملة من التفجيرات التى تستهدف المدنيين وقد وقع آخرها قبل فترة وجيزة ولم تتوفر حتى معلومات دقيقة عن عدد الضحايا.

تحذيرات
فيما حذرت منظمة العفو الدولية من أن الفارين من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش فى العراق، وخصوصا فى الموصل يواجهون التعذيب، والاختفاء القسرى والإعدام خارج نطاق القضاء، فى هجمات انتقامية من جانب الميليشيات والقوات الحكومية العراقية.
ونقلت مصادر اعلامية يوم امس الثلاثاء، عن تقرير للمنظمة ، جاء فيه " إن الأدلة المستمدة من مئات المقابلات تكشف عن "رد فعل مرعب ضد المدنيين"، الذين يفرون من الأراضى الخاضعة لسيطرة داعش ، وتعكس خطرا لانتهاكات جماعية فيما تجرى العملية العسكرية لإعادة السيطرة على مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة التنظيم الارهابي .
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى منظمة العفو الدولية فيليب لوثر، إن "العراق حاليا يواجه تهديدات أمنية حقيقية للغاية ومميتة من جانب داعش، لكن لن يكون هناك مبرر لأعمال الإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسرى والتعذيب والاعتقال التعسفي".

حرب شوارع
من جانبه قال منتظر الزيدى صاحب واقعة ضرب الرئيس الأمريكى الأسبق "جورج بوش" بالحذاء أن قوام الجيش العراقى الذى يحارب فى " الموصل" يبلغ 60 ألف فى مواجهة 4000 داعشى ، لكنها ليست حرب بمفهومها الكلاسيكى وإنما هى حرب عصابات ، حيث تقوم عناصر التنظيم بالتدرع بالمدنيين العزل، ويقوم التنظيم بقصف المنازل وأى منشأة مدنية بغض النظر عن وجود أطفال أو نساء أو شيوخ ، وهو ما يعوق اقتحام المدينة من قبل الجيش العراقى الذى لديه التزامات أخلاقية ووطنية ودولية وإنسانية تجاه المدنيين، وهذا يحتاج إلى وقت طويل لتحرير الموصل من التنظيم مثل ما حدث فى معركة "الفلوجة".
وأكد على أن تحرير الموصل سيحتاج إلى وقت بسبب تحصن التنظيم الإرهابى فى المدينة بالمدنيين لكن الأطراف الخارجية للمدينة سيتم تحريرها قريبا ، مضيفا أن مدة تحرير المدينة ستستغرق 3 شهور على أقصى تقدير.

مفخخات
من جهة اخرى قال الأمين العام لوزارة البيشمركة، فى حكومة كردستان العراق إن الإرهابيين (داعش) استخدموا عدة وسائل لتعطيل تقدم القوات العراقية، من حفر للخنادق وملؤها بالنفط الأسود، واستعملوا المفخخات والانتحاريين.
وأكد الفريق ياور أن الإرهابيين لم ينسحبوا بسهولة من المناطق التى حررتها القوات المشتركة والبيشمركة، مشيرا إلى أن المعارك مع تنظيم داعش الإرهابى ستنتهى خلال أسابيع، وليس كما يعتقد أو يروج لها البعض "أنها ستستمر لفترات طويلة".
وأشار إلى أن الإرهابيين سيقاومون، إلا أنه فى نهاية الأمر سيطردون من الأراضى العراقية، مشيرا إلى أن الهدف الأساس للعملية هو إبعاد خطر داعش عن الإقليم أولا وعن العراق ثانيا وعن المنطقة ككل.

إحراز تقدم
من جانبها أعلنت القوات الحكومية العراقية والقوات الكردية امس الثلاثاء إحراز تقدم في أول أربع وعشرين ساعة من هجوم لاستعادة الموصل آخر معقل لتنظيم داعش في العراق.
وقالت بيانات صادرة عن الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية إنه تمت في المجمل استعادة 20 قرية من التنظيم إلى الشرق والجنوب والجنوب الشرقي من الموصل.
ويهاجم الجيش العراقي الموصل من الجبهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية في حين تشن قوات البشمركة هجومها على الجبهة الشرقية.
في نفس السياق أعلن البنتاجون أن اليوم الاول من عملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش سار كما هو متوقع، محذرا فى الوقت نفسه من أن هذا الهجوم "صعب ويمكن أن يستغرق وقتا".

المعركة قد تمتد لأوروبا
أعرب المفوض الأوروبي للأمن، جوليان كينغ، عن خشيته من أن تؤدي خسارة داعش لآخر معاقله في العراق، الموصل، إلى تدفق العناصر المتشددة إلى أوروبا.
ونشرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية، أمس الثلاثاء، مقابلة مع كينغ وسط استمرار العمليات العسكرية الرامية لاستعادة الموصل التي سقط بقبضة داعش في يونيو 2014. وقال كينغ، في المقابلة، إن "استعادة الموصل، معقل داعش في شمال العراق، يمكن أن تؤدي إلى عودة مقاتلين من التنظيم إلى أوروبا، مصممين على القتال".
وأضاف "حتى عدد ضئيل (من المتشددين) يشكل خطرا جديا علينا أن نستعد له"، من خلال "زيادة قدرتنا على الصمود في وجه الخطر الإرهابي".
وفي السياق؛ تشرت صحيفة تلغراف مقالًا لرافايولا بانتوشي بعنوان "تنظيم داعش سيبقى خطرًا على الغرب حتى بعد دحره في الموصل". وقال كاتب المقال إنه "في حال استعادة السيطرة على الموصل، يجب على الغرب البقاء متيقظًا لأن المتشددين سيعودون".

العائدون
وصلت اصداء عملية تحرير الموصل الى ماليزيا حيث قال أحمد زاهد حميدي نائب رئيس الوزراء امس الثلاثاء إن ماليزيا عززت إجراءات الأمن على حدودها تحسبا لمحاولة مقاتلين ماليزيين العودة للبلاد بعد أن شنت القوات العراقية هجوما كبيرا لاستعادة مدينة الموصل معقل تنظيم داعش في العراق.
وقال أحمد زاهد في مؤتمر صحفي إن ماليزيا عززت إجراءات الأمن في المطارات والحدود الماليزية في الوقت الذي تتم فيه مراقبة الطرق غير الشرعية التي يسلكها عادة المهربون.
وأضاف "نتبادل معلومات المخابرات مع وكالات المخابرات الدولية ولدينا قائمة بأسماء المشتبه بهم تضم أسماء من يُعتقد أن لهم صلة بداعش .
ولم يوضح أحمد زاهد عدد الماليزيين الموجودين حاليا في الموصل ولكن أرقاما نشرتها الشرطة الشهر الماضي أوضحت أن 90 ماليزيا انضموا إلى التنظيم في سوريا والعراق منذ 2013.