بروكسل – ش قالت صحيفة "لو فيف" البلجيكية ، اليوم الثلاثاء، إن غالبية الليبيين أصبح لديهم الحنين للرئيس الراحل معمر القذافى وإلى الأوضاع التى كانت عليها البلاد خلال فترة حكمة، وأن الكثير أصبح فى ندم على خروجه على النظام والحرب ضده، وذلك بعد مرور خمس سنوات من وفاته وغرق البلاد فى الحروب والفوضى والمجازر.
وقالت فايزة آل ناس صيدلانية: "لقد كنا فى حياة مدهشة وأفضل هنا فى ليبيا خلال ولاية القذافى وقبل موته على يد المعارضة"، وأكد نحن أصبحنا نشعر بالخزى والعار من ناحيتين أولا من ناحية وقوفنا ضده باعتباره ديكتاتور ولابد رحيلة وثانيا وهو الاكثر أسفاً وألماً وهو الكم الهائل من الشباب الذى راح ضحية المواجهات والتحريض على استخدام القوة، والذى لم نكن نعرف عواقبه التى نعيشها اليوم، ولكن الهدف منها كان التحرير من الطغيان حتى قُتل فى 20 أكتوبر2011، ونلقى مصيرنا مع الإرهابيين والدواعش.
وقال ليبى آخر أنه بعد سقوطه الذى جاء بعد 42 عاما من وجوده فى السلطة، أصبحنا نعيش فى حالة من الفوضى العارمة وانعدام تام للأمن والاستقرار، كما ذكر المواطن الليبى عددا من المشكلات التى لم تكن تحدث خلال فترة القذافى وبات يشتكى منها الليبيون بإجماع وهى انقطاع المياه وكذلك الكهرباء وزيادة الطوابير على البنوك التى أصبحت تفتقر إلى السيولة المالية، كما أصبح هناك صراعات ومقاتلات بين القبائل الليبية والتى لم تكن تحدث أيام القذافى، لذلك فلا يوجد ليبى لم يندم على الإطاحة بالقذافى، الإرهابيون الذين يدعون إنهم ليبيون، وأن لديهم العزيمة فى إكمال مسيرتهم، وأكمل أن المستفيد الوحيد هم الإرهابيون أمثال تنظيميى القاعدة وداعش.
ووفقاً للصحيفة، قال المحلل السياسى محمد الجراح إن الليبيين فى حالة من الندم والخزى إزاء الوضع الراهن والذين هم كانوا طرف فيه، كما أنهم أصبحوا مجبرين على العيش فى خيار من اثنين، إما أن يكونوا محالفين للجيش وقائده خليفه حفتر، وتابعين لأى من التنظيمات الإرهابية المتواجدة على الأراضى الليبية.
وأشارت الصحيفة البلجيكية إلى ما قاله ماتيا تولدو المتخصص فى الشأن الليبى بالمجلس الأوروبى أن تخيل ليبيا فى وضع مستقر يعتبر مستحيلا إلا بعد مرور سنوات طويلة، بسبب تمزق النسيج الوطنى والفرقة التى أصبحت تسود قبائلها، إضافة إلى رغبة أطراف النزاع السيطرة على الشعب والتفنن فى سفك الدماء.
وأضاف السياسى الأوروبى، إنه بعد التسلط والقمع والمركزية التى كان يعيشها الليبيون تحت حكم القذافى، توجهوا إلى اختيار أكثر تعسفاً حيث مكثوا تحت شكل آخر وأقوى من التسلط والاستبداد واللامركزية والفوضى، سواء مع حفتر أو الملشيات المسلحة.