السلطنة مفتاح سلام اليمن

الحدث الاثنين ١٧/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٣:٢٥ م
السلطنة مفتاح سلام اليمن

عدن - إبراهيم مجاهد

مع تصاعد حدة الصراع في اليمن، يبرز التباين الإقليمي والدولي حيال آليات حل الأزمة اليمنية، إذ تذهب بعض الأطراف إلى حسم المعركة عسكريا، مقابل أطراف أخرى ترجح الحل السياسي، بيدَ أن "الحل السياسي" يحتاج إلى وسيط نزيه يقف على مسافة واحدة من كافة أطراف النزاع، وهو ما يتجسد في السلطنة، المؤهلة لهذا الدور بحسب عدة معطيات.

دور الوساطة

وفي هذا السياق؛ قال المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع في تصريح لـ"الشبيبة" إن عُمان تعتبر مؤهلة للقيام بدور الوساطة في اليمن، إذ أن هناك الكثير من الإنجازات لوساطات عُمانية في أكثر من قضية، وبين أكثر من طرف.

وأكد المودع أنه في الوضع الحالي فإن عُمان لم تنضم لدول التحالف، ووفرت أراضيها لعقد لقاءات بين الأطراف المتصارعة في اليمن، مشيراً إلى أنه من المحتمل في حال كان هناك عملية سياسية أن تلعب عُمان أدوارا عدة من قبيل الانخراط في لجان أمنية وعسكرية للإشراف على أي اتفاقيات في هذا الشأن.

ويضيف المودع: من الناحية النظرية جميع الأطراف قد تقبل بالوساطة العُمانية؛ فكل الأطراف علاقاتها جيدة بعُمان، وفي نهاية الأمر نجاح أي وساطة يعتمد على الأطراف المتصارعة وما إذا كانت لديها الاستعداد للسلام وتقديم تنازلات، وبعدها تأتي أدوار الوسطاء لتسهيل ذلك.

نكبة إنسانية..

وتأتي المحاولات العُمانية عبر خارطة طريق لحل الأزمة في وقت تؤكد تقارير الأمم المتحدة خلال الفترة الأخيرة عن الأوضاع باليمن تراجع فرص الحل السلمي وتصاعد فرص الحرب والدمار، وتتولى التحذيرات من انفلات بوصلة الأحداث واتجاهها نحو تحول الصراع إلى نكبة إنسانية مزمنة..

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 10 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، قتلوا في الحرب باليمن. ومنذ بدء الحرب في أفقر بلد في منطقة الشرق الأوسط، شرد الملايين من اليمنيين من منازلهم كما انهار نظام الرعاية الصحية السيء أصلا في البلاد، واقتصادها في حالة من الفوضى والتدهور المخيف. ووفقا لتقارير أممية فان أكثر من نصف سكان اليمن البالغ عددهم 28 مليون نسمة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء.

عُمان لم تدخل في العاصفة

وقال معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية ، الخميس الفائت، في تصريح لصحيفة "عكاظ" السعودية إن هناك خارطة طريق للأزمة اليمنية، وتم الاتفاق عليها في لقاء مجلس التعاون وبريطانيا وأمريكا، وإنها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ستكون منتهية.

وأكد أن الحل في اليمن بيد الممثل الأممي، بناء على مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي يصفها بأنها خريطة طريق. وأشار الى عدم مشاركة السلطنة في عاصفة الحزم والدخول في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لأن عُمان تريد الدخول في حرب مع أحد. وأوضح بأن العاصفة جاءت بطلب رئيس شرعي ولتنفيذ القرار الأممي إلاّ أن الانقلاب هو بين اليمنيين، واليمنيون هيئوا لأنفسهم هذا الصراع فسقط الحكم.

تجربة سابقة

من جانبه أوضح د. علي الذهب، الخبير الاستراتيجي اليمني في النزاعات المسلحة، بأن السلطنة تنتهج مسارا مستقلا في علاقاتها الدولية والإقليمية، متحررة من إملاءات وهيمنة بعض القوى الخارجية في أغلب القضايا، وبحرفية سياسية عالية جعلت منها دولة خليجية وعربية واضحة الموقف وعلى مسافة متساوية من أشقائها وأصدقائها، وهو موقف مقبول رسمياً من أغلب فُرقاء الأزمة في اليمن، إن لم يكونوا كلهم.

واستدرك الذهب خلال تصريحه لـ"الشبيبة": كان للسلطنة تجربة سابقة في إحلال السلام في اليمن في مراحل مختلفة، كحرب صيف 1994 والحروب الستة بين نظام الرئيس السابق والحوثيين (2004-2010) لكنها لم تستطع منع وقوع الحرب، لتعقد الصراع؛ كما أن صراع اليوم، في اليمن، امتداد للأمس في كل تفاصيله.