معززة بالثقة والكفاءة .. المرأة العمانية تقود المشهد الثقافي العماني

بلادنا الاثنين ١٧/أكتوبر/٢٠١٦ ١٥:٠٣ م
معززة بالثقة والكفاءة .. المرأة العمانية تقود المشهد الثقافي العماني

مسقط – ش

عشرات الأسماء التي لا يتسع المكان هنا لذكرها لنساء ساهمن جميعهن في إثراء المشهد الثقافي العماني شعرا ونثرا ورسما وكتابة وفي جميع المجالات الثقافية، ومن جميع الأجيال العمرية، وعلى مدار السنوات الماضية لم تتوقف المرأة العمانية عن العطاء لتثبت مراراً وتكراراً أنها على قدر ما يتطلبه بناء الوطن والإنسان .
هذا العطاء الكبير قابلته ثقة راسخة من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ثقة وضعت المرأة في مكانها المناسب لتشارك في قيادة المشهد العماني بمختلف تفاصيله..
في السطور القادمة نلقي الضوء على نموذجين رائعين لتلك النسوة اللاتي ساهمن بشكل مؤثر في رسم ملامح المشهد الثقافي الحالي. مريم الزدجالية، مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، والدكتورة عزيزة الطائية، عضو مجلس إدارة النادي الثقافي العماني.

مريم الزدجالية وعقد من العطاء

تأسست الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في عام 1993، بتوجيهات سامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتعتبر الجهة الرسمية للفن التشكيلي العماني. لتكون بمثابة البيت الذي يحتضن المبدع العماني في مختلف مجالات الفنون التشكيلية. كما أنها النافذة الرئيسية لتبادل الثقافات الفنية مع مختلف دول العالم، وتعد مريم الزدجالية من مؤسسي الجمعية مع مجموعة من الفنانين اللذين تم تعيينهم، وكان عددهم آنذاك 4 موظفين.

ويمكن النظر لمريم الزدجالية على أنها أخت لكل فنان وفنانة وداعمة لكل المواهب المبدعة على أرض هذا الوطن، وعلى عاتقها مسؤولية كبيرة بما يختص في مجال الفنون التشكيلية بحيث تأمل أن تساهم في الاستمرار في العطاء والعمل الدؤوب، ولديها طاقات وقدرات وترغب في تحقيق المزيد من الإنجاز لدعم الفنان العماني وتطوير الحركة التشكيلية والإرتقاء بها، وتنفيذ مشاريع ضخمة ذات أهمية وصله بمجال الفنون التشكيلية وكل هذه الرؤى والطموحات لا تتحقق إلا بتكاتف الجميع. سواء أكان مسؤولا أو عضوا أو متذوقا فالكل هو نسيج واحد يسعى لتحقيق الأهداف المنوطة بنا.

الفن التشكيلي النسائي

بعد ثمانية سنوات من عملها كمديرة للجمعية كان لابد من سؤال مريم حول واقع الفن التشكيلي العماني النسائي وما طرأ عليه خلال تلك السنوات. تقول: "مع تطور الدور التنموي في كافة المجالات والميادين المختلفة في البلاد وما أولاه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- من تكريم للمرأة العمانية وإتاحة الفرصة لها للمشاركة في بناء هذا الوطن بمختلف مؤسساته، مما لاشك فيه هذا الأثر قد وضع المرأة العمانية في تطور دائم سواء على المستوى الشخصي أو من خلال خدمتها لهذا الوطن الغالي ولذلك نجد أن المرأة العمانية كفنانة تشكيلية قد قدمت وساهمت بعطائها من خلال مشاركاتها وإبداعاتها في الساحة الفنية بشكل خاص وفي المحافل الدولية بشكل عام.

وعن كلمتها للمرأة العمانية بمناسبة يومها تقول: "بداية نلهج بالشكر والثناء إلى الله سبحانه وتعالى على هذه المكرمة التي أنعم بها علينا مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظة ورعاه- وتأتي هذه المبادرة انطلاقا من نهجه السامي لتخصيص يوما خاصا يحتفي بالمراة العمانية ايمانا منه بأهمية الشراكة والدور الذي تلعبه المراة للمساهمة في مسيرة التنمية بالسلطنة بالإضافة إلى أن هذا التكريم بحد ذاته يعتبر تكليفا بحيث أن المرأة العمانية تحرص في المستقبل على أن تبذل مزيدا من العطاء وتحمل المسؤولية التي منحت لها.

الدكتورة عزيزة الطائية

في عام 2014 تمّ تعيين الدكتورة عزيزة الطائية في إدارة مجلس النادي الثقافي. تقول عن ذلك اليوم: "لقد عنى لي ذلك الكثير من حيث ثقة المؤسسة العمانية وإيمانها بالدور المنوط بالكاتب والباحث والمثقف العماني، وإبراز دوره بالدعم والمساهمة في سبيل إبراز الفكر العماني المتنوع، وتطوير المشهد الثقافي بتعدد الرؤى والأفكار والمنتديات".
وتضيف: "أرى أنّ هناك حضورًا طيبًا للمرأة في المشهد الثقافي العماني على كافة الأصعدة التي تمثلها الثقافة من كتابة وبحث وتأليف، وما تعنيه الكتابة نثرًا وشعرًا، ناهيك عن بروزها في الصحف والمجلات، وحضورها في الندوات والمحاضرات، معدة ومخططة ومقدمة لبرامج ثقافية متنوعة.
وتتابع الدكتورة عزيزة: "هناك دلالات كثيرة تتضح من خلال قيادة المرأة للمنابر الثقافية في السلطنة، وهو ما يدل على حضور المرأة العمانية عبر مراحل التاريخ ووقوفها إلى جنب الرجل، وبروز أسماء نسوية تاريخية عديدة ساهمت في دفع المرأة إلى الأمام على مر العصور، الأمر الذي أهلّ الرجل العماني قبول نصفه الآخر إلى جانبه في كل موقع من مواقع العمل، فحين نقلب أروقة الماضي الجميل، وزوايا الحاضر المشرق، وسياج المستقبل المزهر نجد المرأة العمانية حاضرة بثبات... حثيثة الخطى بهمتها، واثقة التطلع بعزمها، رانية الأمل بمرامها؛ توقد الدروب بشموعها، وتضيء الرحاب بفكرها، وتنير القلوب بإخلاصها؛ فهناك الجدة التي منحت وعملت وعلَّمت، وهناك الأم التي دعمت وبنت وضحَّت؛ وبذلك قدَّمت النساء العمانيات دورا واضحا في رقي الوطن وتقدمه على مسار التاريخ يدفعها الرجل بحب وإخلاص، ويشد من أزرها بقوة وثبات... وها نحن بناتهن نسير على خطاهن بوعي وهمة وتصميم واقتدار ندفع النشء بحب، ونرسم العزم بتطلع نستلهمه من سياسة حكيمة تحلَّت بالموضوعية والاتزان والاقتدار والانجاز.
وحول كلمتها بمناسبة يوم المرأة العمانية تقول: "أجد عيدي متجددا بحلل زاهية، ومتألقا بشمس دافئة، ومتوقدا بسخاء غامر كل يوم في - صباحاتي ومساءاتي - تقوده همة النشء الواعد، وعطاء الشباب الطامح، وعزيمة الكهولة الصادقة - نساء ورجالا- دون كلل وملل، وتحتضنته رؤية ثاقبة راسخة على أرض بلادي عمان. وأرى في هذا العيد تذكير بدوري لدفع عجلة الحياة في خدمة بلادي، وبذل ما في وسعي طالما أن لدي القدرة والقوة.