فرق عمل صحية للتعامل مع حالات الإساءة للأطفال

بلادنا الأحد ١٦/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

مسقط - ش
تعد إساءة معاملة الأطفال من المشكلات العالمية التي تؤدي إلى عواقب وخيمة ويعتبر التصدي لها مسؤولية مشتركة بين عده جهات. يتحمل القطاع الصحي فيها دور محوري في وقاية وحماية الأطفال من الإساءة تتلخص في مسؤولية الكشف المبكر والتبليغ عن الحالات وتقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية والوقائية الضرورية للطفل وأسرته.

وانطلاقا من الدور الحيوي لوزارة الصحة في هذا الجانب ، فإن الوزارة في صدد تشكيل فرق عمل مختصة في المستشفيات المرجعية لكل محافظة للتعامل مع حالات إساءة معاملة الأطفال ،يتكون كل فريق من عدة أعضاء من العامليين الصحيين المدربين على آليات الإبلاغ والتعامل مع هذه الحالات ،و يكمن دور هذه الفرق في تقديم المشورة للعامليين الصحيين في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية والتنسيق معهم في تقديم الخدمات العلاجية الازمة لحالات الإساءة المبلغ عنها من هذه المؤسسات، كما تقوم بالتنسيق والتواصل المستمر مع لجان حماية الطفل بالمحافظة من أجل توفير آليات الحماية الازمة ووضع الخطط العلاجية والتأهيلية المناسبة حيث تشكل عضوة وزارة الصحة بلجنة حماية الطفل حلقة الوصل بين هذه الفرق ولجان الحماية ، وسيقوم كل فريق بعقد اجتماعات دورية بهدف مناقشة جميع حالات الإساءة المبلغ عنها من المؤسسات الصحية للبت فيها وتصنيفها ووضع الخطط العلاجية ورفع التوصيات بشكل تقرير دوري للجان حماية الطفل بالمحافظة لاستكمال الإجراءات المطلوبة.

و الجدير بالذكر ومن أجل تعزيز الكفاءة المحلية لمقدمي الرعاية الصحية في التعامل مع حالات الإساءة ، فقد قامت وزارة الصحة ممثلة بدائرة صحة المرأة والطفل وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وتحت إشراف خبرات خارجية مؤخرا بتنظيم حلقة عمل تدريبية لمدة ثلاثة أيام هدفت إلى تدريب وتأهيل نخبة من العامليين الصحيين في مجال التعامل مع حالات إساءة معاملة الأطفال من جميع المحافظات بالإضافة إلى ممثلي وزارة الصحة في لجان حماية الطفل . ومن أهدافها أيضا تعزيز القدرات التدريبية للمدربين الوطنيين والأساسيين وتأهيلهم لأخذ هذا الدورالقيادي التدريبي في هذا المجال.
وتناولت الدورة التدريبية العديد من المحاور المتعلقة بسوء معاملة الأطفال مثل كيفية التعرف على حالات الإساءة وأنواعها وآلية تشخيصها والعوامل المساعدة لحدوثها. ومن أهم المحاور التي تتم التطرق لها سبل الوقاية الأولية والثانوية من الإساءة وكذلك الخدمات التأهيلية للأطفال ضحايا الإساءة. كما تم مناقشة آليات الإبلاغ عن الحالات الواردة للمؤسسات الصحية، وسبل التشخيص وتقديم الخدمات العلاجية.
وعلى صعيد متصل فإن هناك العديد من الجهود المبذولة من عدة قطاعات لحماية الطفل قدر الإمكان من هذه الإساءات، يأتي في مقدمتها صدور قانون الطفل بموجب المرسوم السلطاني (22/2014) والذي يتضمن عدة مواد لحماية الطفل من العنف والإساءة والإستغلال. كما تم إنشاء لجان حماية الطفل في مختلف محافظات السلطنة والتي تشكلت بموجب المادة (60) من قانون الطفل والتي من أهم إختصاصاتها تلقي الشكاوي والبلاغات عن أي إنتهاكات لحقوق الطفل وتقديم الحماية الازمة متى ما لزم الأمر، وتضم في عضويتها وزارة التنمية الإجتماعية، وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، الإدعاء العام، شرطة عمان السلطانية، بالإضافة إلى جمعيات المرأة العمانية. بالإضافة إلى الجهود الحثيثة في الحد من إنتشار الإساءة وتوفير برامج الحماية المختلفة والبرامج التأهيلية.