" المؤامرة " نظرية جاهزة للتنصل من الفشل

الحدث الأحد ١٦/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص

عواصم – ش

" المؤامرة " تعد واحدة من اكثر النظريات رواجا في عالم السياسة في العصر الراهن ، اذ انها لاتقتصر على العالم الثالث وانما يظهرا لها وجودا حتى في الديمقراطيات الغربية وادبيات سياستها الراهنة .
واذا كان الحديث عنها يلقى رواجا بين قطاع عريض حتى بين النخبة ، الا انه حديث يتجاهل البعد المصلحي في العلاقات الدولية ودور الفشل في الاخفاق في موجهة "مؤامرة " ..
هذا بخلاف الاستغلال السياسي لتلك النظرية في تمرير سياسات استثنائية قد تصب في التضيق على الحريات بخلاف تبرير الفشل السياسي .

هروب
يبدو أن المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، لم يجد سبيلا لمواجهة كم الأزمات التى يتعرض لها قبيل أسابيع قليلة على يوم الانتخاب سوى فى "نظرية المؤامرة".
ويرى ترامب "أن هناك نخبة عالمية لديها خطة لمواصلة هيمنتها على الشعب الأمريكى، وهيلارى كلينتون واحدة من هذه النخبة، بمساعدة الصحافة وعناصر من الحكومة الأمريكية لتعزيز أجندتها العالمية، فليس هناك إحصائية مالية أو استطلاع رأى أو قرار بيروقراطى بعيد عن متناول يديها حتى نتائج الاقتراح. وهذه الصلاحيات لديها القدرة على رفع امرأة ستكذب بخصوص الفضائح الجنسية".
تلك هى النظرية التى حاول ترامب الترويج لها فى خطاب له قبل أقل من أربعة أسابيع على يوم الانتخابات، مطالبا أنصاره بالانتباه والدفاع ليس فقط عن حملته ولكن أيضا عن الحضارة نفسها، بحسب ما قالت مجلة تايم الأمريكية.
صحيفة واشنطن بوست، ترى أن هذه المحاولة من قبل ترامب تشبه نظريات المؤامرة السابقة التى حاول الترويج لها مرارا، مرة عندما قال إن الرئيس باراك أوباما لم يولد فى الولايات المتحدة، وظل متمسكا بهذا القول خمسة سنوات كاملة، ومرة أخرى عندما زعم أن المباحث الفيدرالية "إف بى أى" تلاعبت بالتحقيق الذى تجريه عن أزمة البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون، ومرة ثالثة عندما تحدث عن الأجندة السياسية للاحتياطى الفيدرالى، ومرة رابعة عندما ربط والد منافسه السابق فى السباق التمهيدى تيد كروز باغتيال الرئيس كيندى.
وكان ترامب قد قال فى خطاب فى فلوريدا "إنهم يعرفون أنهم يستطيعون أن يلقون بكل ما يمكنهم من أكاذيب ضدى وضد عائلتى وضد أحبائى".

دوبليرة بدل كلينتون
في الثالث عشر من سبتمبر ذكرت مجلة فورين بوليسى أن بعض نظريات المؤامرة التى تدور حول صحة المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، هيلارى كلينتون، ذهب للقول أن دوبليرة شبيهة لها هى من خرجت لتحية الناس بعد ساعات قليلة من إغماء كلينتون وسقوطها خلال إحياء ذكر هجمات 11 سبتمبر
وبعد إغمائها ونقلها إلى منزل ابنتها تشيلسى التى تبعد قليلا عن مكان الواقعة، فى نيويورك، ظهرت كلينتون خلال ساعتين مرة أخرى وهى تلوح لتحية الناس فى الشارع وقد بدت فى صحة أفضل، وتحدثت للصحفيين مؤكدة أنها تعافت سريعا. كما أشارت حملتها إلى أنها أصيبت فقط بإعياء وارتفاع درجة الحرارة نتيجة إصابتها بالتهاب رئوى منذ الجمعة الماضية.
وقال البعض أن من خرجت من منزل تشيلسى مفعمة بالحيوية والنشاط ليست هيلارى كلينتون وإنما أخرى تشبهها للتغطية على الحالة الصحية لمرشحة الحزب الديمقراطى. وبحسب المجلة فإن المشككين قالوا إن هيلارى التى ظهرت بعد التعافى كانت ساقاها أكثر نحافة وشكل أنفها مختلف قليلا، فضلا عن أن شحمة الأذن مختلف مما هو عادة.

تدمير سوريا مجرد " مؤامرة "

في الرابع من اكتوبر الفائت وبعد مرور أكثر من 5 سنوات منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 دمرت خلالها البلاد وقتل الآلاف، أكد رئيس النظام السورى بشار الأسد، أن ما يجرى في بلاده هو "قضية مؤامرة من الخارج وعملية ضرب للوطن وتصب فى مصلحة الإرهابيين وليس لها علاقة بالإصلاح أو بأى شيء آخر".
وقال فى بيان للرئاسة السورية إن الغرب والأمريكان كانوا يريدون أن تبقى سوريا لقمة سائغة فى أيدهم لذلك دعموا الإرهابيين فيها لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف بشار الأسد، "أن ضرب الإرهاب فى سوريا سيحمى شعوب العالم من تأثيراته"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض الحروب بهدف ترسيخ مشروعها بالسيطرة والهيمنة على العالم عبر ضرب كل الدول التى تعارضه كما فعلوا مع إيران منذ طرح موضوع الملف النووى عام 2003 ومع سوريا مع ما يحصل فيها.

مؤامرة أمريكية
في التاسع عشر من يونيو الفائت اتهم الكرملين شركة "نتفليكس" العالمية لبث الأفلام بأنها جزء من مؤامرة أمريكية لتخريب المجتمع والثقافة الروسية، إذ قال "فلاديمير ميدينسكى" وزير الثقافة والمؤيد المخلص للرئيس بوتين إن الخدمة كانت على قائمة رواتب الحكومة الأمريكية جنبا إلى جنب مع عمالقة الشركات التكنولوجية، وأوضح نظريته إلى أحد القنوات الروسية، مؤكدا أن البيت الأبيض توصل إلى الطريقة التى يمكنه من خلالها الدخول إلى كل بيت والتسلل إلى كل التليفزيون، والوصول إلى كل عقل على وجه الأرض من خلال ذلك التلفزيون بمساعدة نتفليكس.
ووفقا للموقع البريطانى ibtimes أكد "ميدينسكى" أن منصة نتفليكس توسعت خلال الفترة الماضية بفضل الدعم والتمويل من إدارة أوباما، إذ لم تتمكن خدمة بث الأفلام والمسلسلات من النجاح وحدها اعتمادا على جهود موظفيها ومبتكريها، بل دعمت بالمليارات من الدولارات.
جاءت هذه التصريحات تزامنا مع محاولات "ميدينسكى" لزيادة تمويل السينما الروسية المحلية المستقلة للمساعدة فى مكافحة ما يسمى بهيمنة أفلام هوليوود، بعد أن أطلقت خدمة نتفليكس فى روسيا فى يناير الماضى وواجهت عددا من القيود منذ ذلك الحين، إذ حذرت روسيا من حظر الخدمة فى حالة فشلها فى دفع الضرائب أو إنتاج أقل عن 30٪ من محتواها فى المنطقة.
وذكرت صحفية هوليوود ريبورتر أن التغييرات على القانون الروسى تعنى أن جميع خدمات الفيديو على الإنترنت سيتم تشغيلها من خلال شركة تابعة مسجلة بروسيا، بالإضافة إلى ذلك، فإن التغييرات سوف تتطلب أن يكون 80٪ من خدمات الفيديو فى البلاد مدعومة بمحتوى مترجم إلى اللغة الروسية.