القاهرة – ش – وكالات
حلقة جديدة في مسلسل الإرهاب تشهدهُ مصر؛ إذ قتل 12 جنديا مصريا وأصيب 6 آخرون في هجوم على نقطة تفتيش في منطقة زقدان تابعة للجيش في شمال سيناء، في عمليةٍ هي الأحدث في سجل المواجهة بين القوات المسلحة المصرية وجماعات إرهابية.
وتشهد جمهورية مصر العربية عمليات إرهاب من حين لآخر، يعود أغلبها إلى سيناء، الأمر الذي جعلَ من تلك المحافظة مصدر قلقٍ أرق الأمن في مصر على مدار سنوات، لاسيما مع تصاعد العمليات الإرهابية، وتوجيه ضربات إلى الجيش المصري، أغلبها يقع نتيجة كمائن، في منطقةِ سيناء التي تتضمن مناطق وعرةً.
ديموجرافية شمال سيناء سهلت تواجد وتمركز تنظيم "ولاية سيناء" التابع لداعش بالمحافظة فهي مليئة بالسهول والوديان والجبال والدروب التي يسهل الاختفاء بها، وأبناء سيناء المنضمون للتنظيم أكثر الناس إلماما بها وبتفاصيلها وبطبيعتها، فضلا عن تواجد جبل الحلال وهو جبل يقع في منطقة وعرة يصعب وصول القوات النظامية إليها.
وتمثل سيناء 6% من إجمالي مساحة مصر الكلية؛ وهي محاطة بالمياه من جميع جوانبها عدا الجزء الشمالي الشرقي مع الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة وهو ما يعطيها طبيعة منعزلة نسبيًا. ونتيجة الطبيعة الوعرة في الجزء الأوسط والجنوبي من سيناء فقد نشأت مجموعة من الممرات الطبيعية التي تصل بين شرقها وغربها أشهر هذه الممرات ممر الجدي وممر متلا.
الدكتور إسماعيل نصر الدين عضو مجلس النواب المصري، شدد على ضرورة التفكير جديًا في تنمية سيناء، مشيرًا إلى أن غزو هذه المناطق بالمشاريع والاستثمارات هي الطريقة الوحيدة القادرة على محاصرة الإرهاب ودحره، مضيفًا أن استشهاد 12 من خيرة شباب مصر على يد عصابات الإرهاب الأسود لن تؤثر في عزيمتنا وإصرارنا على النجاح.
من جانبها؛ قالت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، يوم أمس السبت، إنها بدأت في عملية تمشيطية تهدف إلى الثأر لضحايا الهجوم الإرهابي، الذي تعرض له كمين زقدان الواقع على طريق بئر العبد بشمال سيناء، وأدى إلى سقوط 12 قتيلاً من القوات المصرية. بينهم ضابطان إضافة إلى 8 مصابين. وتبنّى تنظيم ما يسمى "ولاية سيناء" عبر بيان له الهجوم المسلح.
وجاء في بيان القوات المسلحة: "نتيجة لأعمال التمشيط والملاحقات من عناصر القوات المسلحة للعناصر الإجرامية والإرهابية التي قامت بتنفيذ العملية الإرهابية الخسيسة، وبعد ورود معلومات استخباراتية مؤكدة وبالتعاون مع أهالي سيناء تفيد بمناطق الإيواء وإعادة التمركز لمجموعات من العناصر التكفيرية المسلحة من المتورطين في التخطيط والتنفيذ والدعم للهجوم الإرهابي، الذي استهدف أحد نقاط الارتكاز الأمني الجمعة بسيناء، وثأراً لدماء الشهداء، أقلعت عدة تشكيلات من قواتنا الجوية فجر اليوم الموافق الخامس عشر من أكتوبر 2016، لاستطلاع مناطق الأهداف وتأكيد إحداثياتها وتنفيذ ضربة جوية مركزة استمرت لمدة 3 ساعات كاملة".
وأضاف البيان أن العملية "أسفرت عن تدمير مناطق تمركز وإيواء العناصر الإرهابية، وكذلك نقاط تجميع الأسلحة والذخائر التي تستخدمها تلك العناصر، وتدمير 7 عربات دفع رباعي تدميراً كاملاً، كما تم قتل عدد من العناصر التكفيرية التي قامت بعملياتها الإجرامية والعناصر المعاونة لها، وما زالت الأعمال مستمرة حتى الآن".
واختتم البيان بتأكيد القوات المسلحة على "أنها بمساندة شعبها العظيم عازمة على القضاء على العناصر التي تستهدف أمن واستقرار البلاد، ولن تثنيها تلك الأعمال الإرهابية عن القيام بواجبها المقدس في تأمين وحماية الشعب مهما بلغت الصعوبات وعظمت التضحيات".