تحرير الموصل بين بواعث الامل واحتمال الالم

الحدث السبت ١٥/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
تحرير الموصل بين بواعث الامل واحتمال الالم

اسطنبول – بغداد – ش – وكالات

قالت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء امس الجمعة إن مقاتلين دربهم الجيش التركي في معسكر بعشيقة بشمال العراق سيشاركون في العملية المزمعة لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل العراقية.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين شاركوا في محادثات بين تركيا والولايات المتحدة ومصادر عراقية قولهم إن العملية ستبدأ في غضون أيام "إذا لم يطرأ تطور استثنائي".
وتصاعد الخلاف بين تركيا والعراق بشأن من الذي يجب أن يشارك في هجوم الموصل. وأمس الاول الخميس حذر متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوجان من أن أي خطأ في العملية قد يسفر عن نزوح مئات الألوف من السكان.
والموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة هي معقل تنظيم داعش في العراق منذ 2014. ومن المتوقع أن تبدأ معركة تحرير المدينة هذا الشهر بدعم أمريكي.
وذكرت الأناضول أن مقاتلين دربتهم تركيا سيشاركون في العملية إلى جانب الجيش العراقي وقوات البشمركة -وهي قوات حكومة إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق- على أن تبدأ قوات البشمركة العملية.
ودرب قوات تركية مقاتلين سنة ووحدات البشمركة المتحالفة معهم في معسكر بعشيقة بشمال العراق.
وتعترض حكومة بغداد على الوجود العسكري التركي وتريد أن تكون قواتها في طليعة الهجوم. وتخشى تركيا أن تؤدي الاستعانة بفصائل مسلحة اعتمد عليها الجيش العراقي في الماضي إلى تفجير اضطرابات طائفية.

انتقاد واستغراب
من جانبه تفقد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى امس الجمعة القطاعات العسكرية فى كركوك، واجتمع مع القيادات الامنية والعسكرية فى محافظة كركوك شمالى العراق.
وقال العبادى، خلال زيارته لمدينة كركوك، أن القوات العراقية ستحرر أهالى الحويجة والرياض والرشاد من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابى وستدخلها قريبا، مؤكدا أهمية توحد كافة مكونات الشعب العراقى بوصفه قوة للعراق.
وأضاف: أن العراق يشهد حاليا أفضل وأقرب الأوضاع لتوحد العراقيين، معربا عن استغرابه من ارتفاع أصوات تحاول عرقلة تحرير باقى المدن التى يحتلها داعش، لاسيما مع اقتراب تحقيق النصر النهائى على التنظيم.. متسائلا أين كنتم عندما احتلت عصابات داعش المدن العراقية.
وشدد العبادى على أن المقاتلين العراقيين وحدهم هم من يقاتلون ويحررون الأراضى التى اغتصبها داعش، معربا عن شكره للقوات المسلحة العراقية لما قدمته من تضحيات من أجل العراق.. مؤكدا أهمية الشرطة المحلية ودورها فى مسك الأرض خلال الفترة المقبلة.
ويعانى قضاء الحويجة الذى يقطنه 115 ألف من المدنيين العراقيين الذى يسيطر عليه داعش من كارثة إنسانية، ونبهت تقارير المرصد العراقى لحقوق الانسان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من خطورة الوضع الإنسانى بالحويجة..
ونبه إلى أن تأخر الحكومة العراقية فى تحرير الحويجة يعنى المزيد من أعداد الضحايا إضافة إلى المئات الذين أعدمهم التنظيم أو الذين توفوا بسبب شح الغذاء والدواء، وأن مئات المدنيين قتلوا على يد التنظيم الذى يحتجز حوالى 3000 شخص كانوا يعتزمون الفرار من الحويجة بخلاف من يقتلون خلال عملية هروبهم من القضاء
يذكر ان الأمم المتحدة قالت في وقت سابق إنها تستعد لواحدة من أكبر جهود الإغاثة الإنسانية وأكثرها تعقيدا فى العالم خلال المعركة المرتقبة الرامية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق وهو ما قد يؤدى لتشريد ما يصل إلى مليون شخص فرارا من القتال الذى ربما يستخدم فيه المدنيون دروعا بشرية أو يتعرضون لهجمات بأسلحة كيماوية.
وتستعد قوات عراقية مدعومة من الولايات المتحدة لمعركة طال انتظارها على آخر المعاقل الكبيرة لتنظيم داعش فى العراق. وربما تكون هذه أكبر معركة تشهدها البلاد منذ الغزو الذى قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.