الحــروب تُغذي «الجــوع» فـي العــالم

الحدث الخميس ١٣/أكتوبر/٢٠١٦ ١٤:٥٢ م
الحــروب تُغذي «الجــوع» فـي العــالم

عواصم – ش – وكالات
رغم ما أحرزته دول العالم من تقدمٍ على صعيد مكافحة الجوع خلال الأعوام الفائتة، بحسب "مؤشر الجوع العالمي" الذي يصدره المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، إلا أن ذلك لم يمنع من انتشارهِ في مناطقَ جديدة، وتوسعهُ، ليشمل اليمن، وسوريا، وجنوب السودان، إذ تغذي الحروب والنزاعات المسلحة في تلك الدول الجوع وحالة انعدام الأمن الغذائي.
وجاء في مؤشر الجوع العالمي لعام 2016 أن الجوع تراجع على مستوى العالم منذ عام 2000 بنسبة 29%، إلا أنه لا يزال هناك 795 مليون شخص يعانون من سوء التغذية في العالم.
وأظهر المؤشر أن النزاعات المسلحة مثل التي في اليمن أو دولة جنوب السودان أو سوريا هي السبب الرئيسي في الجوع وسوء التغذية. ولم تظهر بعض هذه الدول في مؤشر الجوع هذا العام لتعذر الحصول على بيانات موثوقة منها بسبب وضع الحرب فيها.
وبحسب مؤشر عام 2016، فإن أفريقيا الوسطى من أشد الدول التي يعاني مواطنوها من الجوع، كما تعاني كل من تشاد وزامبيا وهايتي ومدغشقر واليمن وسيراليون من مشكلة جوع فادحة.
وفي المقابل، أظهر المؤشر تحقيق نجاحات كبيرة في مكافحة الجوع في كل من رواندا وميانمار. وقالت رئيسة منظمة "إغاثة جوعى العالم” الألمانية بيربل ديكمان: "حققنا نجاحات مهمة في مكافحة الجوع"، مؤكدة في المقابل ضرورة زيادة جهود الأوساط السياسية والاقتصادية والمجتمع المدني في هذا المجال إذا كانت هناك رغبة حقيقية في تحقيق هدف الأمم المتحدة للقضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030م.
من جانبه؛ أكد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) جوزيه جرازيانو دا سيلفا أن بناء تحالفات قوية بين البرلمانات في جميع أنحاء العالم مهم للغاية لتحقيق التقدم في القضاء على الجوع، مؤكداً على دعم المنظمة المستمر لتعزيز العلاقة بين أعضاء البرلمانات على المستوى العالمي.
وقال جرازيانو دا سيلفا في فعالية خاصة حول دور البرلمانيين في "تحدي القضاء على الجوع" عقد في مقر الفاو: "هدفنا بسيط وهو ضمان أن يكون أمن الغذاء والتغذية في صدارة الأجندة السياسية والتشريعية".
وأشار إلى أن الفاو تكثف تعاونها مع البرلمانيين بسبب المساهمات المهمة التي يقدمونها في مكافحة سوء التغذية والجهود الدولية لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 وأكد أنه "يجب اعتبار أمن الغذاء والتغذية قضية عامة ومسؤولية كل دولة".
وقال المدير العام للفاو إن التجربة أثبتت أنه عندما تكون السياسات والبرامج العامة في صلب القانون المناسب، فإن مؤشرات سوء التغذية تتحسن بشكل كبير.
وكمثال على مثل هذه المبادرات التشريعية لفت غرازيانو دا سيلفا الانتباه إلى وضع الملصقات على الأغذية وقال إن من حق الناس الاطلاع على المعلومات الكاملة الخاصة بفوائد ومضار ونوعية الطعام الذي يأكلونه. وأضاف: "يستهلك الناس في العادة كمية من السكر والملح تفوق الكمية الموصى بها. وفي معظم الأحيان لا يعرفون حتى ما الذي يتناولونه لأن الملصقات لا تزودهم بمعلومات سهلة الفهم".
كما أن التخفيف من تأثير التغيرات المناخية والمحافظة على الموارد الطبيعية القيّمة هي من المجالات الأخرى التي يمكن للقوانين أن تساعد من خلالها في التقدم نحو زراعة أكثر استدامة.
وأكد غرازيانو دا سيلفا على أن الإرادة السياسية لا تزال العامل الذي يحدد التقدم الحقيقي بشأن الجوع وسوء التغذية. وأشار إلى النجاح الذي لا يضاهى الذي تحقق في امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، مذكراً الحضور بأن معظم التقدم الذي تحقق في المنطقة كان بفضل أعضاء البرلمانات في القارة الذين جعلوا القضاء على الجوع أولوية سياسية.
وأكد غرازيانا دا سيلفا على أهمية تبادل المعلومات والآراء في بناء الإرادة السياسية. وأشار إلى "الجبهة البرلمانية لمكافحة الجوع وسوء التغذية في أمريكا اللاتينية والكاريبي" و"التحالف الأوروبي في مكافحة الجوع" كأمثلة على التعاون والشراكات المصممة لتكثيف الجهود لمكافحة الجوع. وسيتم يوم الخميس إطلاق "التحالف البرلماني الأفريقي من أجل أمن الغذاء والتغذية" الذي ساعدت الفاو في تشكيله.
وقال باولو دي كاسترو عضو البرلمان الاوروبي الذي يرأس تحالف مكافحة الجوع: "لقد حققنا تقدما كبيراً في مكافحة الجوع – ولكن الشوط الأخير سيكون حاسماً".