سحر الريامي: "نعومي كامبل" قدوتي

مزاج الخميس ١٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
سحر الريامي: "نعومي كامبل"  قدوتي

- يجب على العارضة المحترفة أن تتابع العارضات العالميات لتطور من أدائها نحو المزيد من الاحترافية
- المجتمع ككل بدأ يعي أن عرض الأزياء هو مهنة محترمة ولا تسيء لصاحبها

مسقط –ش

لن تجد مثلها كثيراً في عُمان، حيث أن امتهان عرض الأزياء للعمانيات مازل في مراحله الأولى، تحد من نموه العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي القديم، إلا أن سحر كسرت هذه التابوهات لتثبت للجميع أن العمانية قادرة على شق طريقها في عالم عرض الأزياء ودون أن تقدم أية تنازلات يمكن أن تسجل عليها اجتماعياً. الريامية اليوم واحدة من أكثر عارضات الأزياء العمانيات (القلائل) شهرة، وعلى الرغم من أنها أم لشاب وشابة في مقتبل العمر، إلا أنها استطاعت وبنجاح التوفيق بين شغفها في عملها، ورعايتها لأطفالها على الرغم من غياب الأب .. عن مسيرة عارضة الأزياء سحر الريامية كان لنا معها هذا الحوار:

- بداية عرفينا عن نفسك أكثر؟

أنا سحر الريامي، حياتي كانت حافلة منذ الصغر، تزوجت في سن صغيرة ورزقني الله بطفلين بنت وولد، ولكن القدر شاء أن يتوفى زوجى وابنتي البكر مازلت في عامها الثاني (18 سنة حالياً) والولد في شهره الرابع فقط (16 سنة حالياً) فكان علي أن أترك دراستي الجامعية وأبحث عن عمل ليمكنني من إعالتهم، عملت في البداية بصالون تجميل، ومن ثم انتقلت للعمل في مجال الفنادق، ومن ثم دخلت قطاع النفط والغاز بالعمل لدى إحدى الشركات الناشطة في هذا الحقل. هذه التنقلات أكسبتني خبرة كبيرة في الحياة، ولدي اليوم عدة شهادات في مجالات مختلفة تؤكد هذا الكلام، منها شهادة في مجال التجميل من باريس جاليري بدبي، وشهادات في إدارة الأعمال واللغة الإنجليزية من عدة جهات، وأخرى في مجال الأمن والسلامة والحاسب الآلي من جهات أخرى .. باختصار أن تعلمت ذاتياً وعلى رأس العمل وليس على مقاعد الدراسة.

-إذاً متى دخلت عالم عروض الأزياء وكيف؟

بدأ الأمر بالصدفة عندما سمعت أن جمعية المرأة المرأة العمانية بصدد تنظيم عرض للأزياء ويبحثن عن عارضات عمانيات للمشاركة، كان ذلك في العام 2006 أي قبل 10 سنوات من اليوم، تقدمت للمشاركة بعد أن أعجبتني الفكرة، فأنا بالأساس أحب الأناقة ولدي ذوقي الخاص، وبالفعل قاموا بتجربتي على المسرح وأعجبتهم وكانت أول مشاركة حقيقية وأمام الجمهور، وأذكر إلى اليوم كم كنت متحمسة وأنا أقوم باستعراض التصاميم أمام حشد كبير من الحضور، إنه شعور لا يوصف ومن هنا كانت البداية.

-هل تلقيت أية تدريبات فيما يخص عروض الأزياء وطريقة السير على المسرح؟

تلقيت في العرض الأول بعض التوجيهات البسيطة التي لا يمكن أن تطلقي عليها مسمى تدريب، وفي المرة الثانية تلقيت تدريب احترافي من فريق المصمم العالمي وليد عطا الله الذي شاركت في عرض تصاميمه هنا في مسقط أمام حشود هائلة من الشخصيات الهامة وممثلي وسائل الإعلام والمصورين. والآن أشارك في عروض أزياء كثير وجلسات تصوير للأزياء والموديلات الجديدة للمجلات والكاتالوجات ولكني مازلت أشعر أنني بحاجة إلى المزيد من التدريب والخبرة العميقة في فلسفة عرض الأزياء ولذلك أتابع دائماً قناة "فاشن" المتخصصة في عروض الأزياء العالمية لكي أتعلم من كبار العارضات الأسلوب الاحترافي.

-كيف ترين واقع العمل هنا في عُمان وهل تلقيت أية نصائح أفادتك في تطوير نفسك؟

للأسف مازال هذا المجال لم يلق الاهتمام الكافي سواء لعدم إقبال العمانيات عليه أو لعدم معرفة الشركات بأهميته ودوره الترويجي وهذا ما يُصعب من إمكانية تطوير وزيادة شعبيته، كما أن العادات الاجتماعية تحد أيضاً من انتشاره علماً أننا بدأنا منذ بعض الوقت نشهد انفتاحاً جزئياً على هذا الأمر، حيث هنالك حالياً بعض عارضات الأزياء العمانيات اللاتي بدأن بشق طريقهن نحو الشهرة بشكل معقول. أما لجهة النصائح التي تلقيتها فأهمها على الاطلاق هو ضرورة التحلي بالثقة العالية بالنفس، فهذه هي الخطوة الأولى نحو النجاح في هذا المجال المليء بالتحديات والمنافسة الشديدة، كما يجب على العارضة المحترفة أن تتابع العارضات العالميات كما أفعل شخصياً لتطور من أدائها نحو المزيد من الاحترافية.

-على المستوى الشخصي، هل واجهت أية اعتراضات اجتماعية على عملك في هذا المجال؟

كما أسلفت، المجتمع ككل بدأ يعي أن عرض الأزياء هو مهنة محترمة ولا تسيء لصاحبها، حيث بتنا نرى العيد من عارضات وعارضي الأزياء الشباب أيضاً، بالطبع الأمر يحتاج إلى بضع سنوات أخرى ليتطور بالشكل المطلوب ولكن الأمر ليس سيئاً حالياً، على الصعيد الشخصي فأنا أنتمي إلى عائلة تؤمن بحرية الفرد في اختيار مستقبله وحياته التي يرغب بها وهو المسؤول بالكامل عنها، ولذلك لم ألق أية معارضة من عائلتي لدى اختياري هذا الطريق وهذا ما ساعدني على الاستمرار والتفوق.

-ما هي مواصفات عارضة الأزياء الناجحة برأيك؟

إلى جانب المواصفات العامة فيما يتعلق بالطول والوزن ونقاء البشرة وغيره، لابد للعارضة الناجحة أن تتصف بالثقة بالنفس، حيث أن هذا العمل يواجه الكثير من الصعوبات، فهو أقرب إلى التمثيل المسرحي حيث تجد العارضة نفسها محط أنظار مئات المتابعين وعدسات الكاميرات، ولابد لها أن تتجاهل كل ذلك وتسير بثقة كأنها في غرفتها الخاصة. هذا من جانب، ومن جانب آخر على العارضة أن تتابع التطورات التي يشهدها عالم عرض الأزياء بحيث تبقى على اطلاع بكل جديد، فهذا المجال يتطور بشكل متسارع جداً.

-هل تعتمدين نظام تغذية خاص للمحافظة على رشاقتك؟

بصراحة لست أتبع نظاماً صارماً للغاية كما تفعل بعض العارضات، فأنا أؤمن بالمظهر الطبيعي للعارضة، فإذا عرضت زي معين على عارضة تملك جسداً مثالياً وفق المعايير العالمية، لن يبدو هذا الزي بنفس الشكل عندما تشتريه زبونة ما، ولذلك أفضل أن أكون طبيعية والأزياء التي أعرضها ستبدو بنفس الشكل على المشتريات، أريد أن أكون مرآة لهم وليس "مانيكان" في واجهة العرض. هذا بالطبع لا يلغي التزامي بممارسة الرياضة وتناول الخضار والفواكه والابتعاد عن المأكولات التي تحوي نسب عالية من الدهون والنشويات وغيرها من الأطعمة التي تسبب البدانة.

-وهل لك أن تحدثينا عن عروض الأزياء والمصممين الذين تعاملت معهم؟

تعاملت خلال السنوات الماضية مع عشرات المصممين والمصممات العمانيين منهم والأجانب، أشهرهم كان بالطبع المصمم اللبناني العالمي وليد عطالله، والمصممة الإماراتية منى المنصوري، والمصممة العمانية العالمية الشهيرة نوال الهوتي. حالياً أعمل مع المصممة العمانية الرائعة ميثاء الحارثي صاحبة "ميثاني بوتيك" حيث قمنا بتصوير مجموعة لقطات داخلية وخارجية لمجموعتها الجديدة.

-من هي عارضة الأزياء التي تلهمك عالمياً والتي تطمحين للوصول إلى شهرتها؟

بالتأكيد "نعومي كامبل" هي أشهر من يمكن أن يحمل لقب عارضة أزياء مثالية خلال ربع القرن الماضي، فمنذ أن كنت طفلة وأنا أسمع اسمها يتردد على شفاه الكثيرات، لقد طبعت عالم عرض الأزياء بطابعها الخاص وهي مثالي الذي أقتدي به. من العارضات الحاليات أحب إطلالة البرازيلية اليساندرا امبروسيا التي تعتبر العارضة الرسمية لأزياء العلامة الشهيرة فيكتوريا سيكرت. أما عن طموحي فهو غير محدود وأسعى دائماً لتطوير موهبتي والبحث عن شركة تتبناني لكي أظهر طاقاتي الكامنة وأصل للعالمية.