الخوف رفيق اﻷطفال في اليمن

الحدث الخميس ١٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٥ م
الخوف رفيق اﻷطفال في اليمن

عدن – نيويورك – ش – وكالات

انعكست الحرب على صحة اليمنيين النفسية، إذ أثارت الخوف والهلع في نفوس الأطفال، الفئة الأكثر تهميشاً في الحرب، والأضعف في حلقات الصراع.
"نيويورك تايمز" اﻷمريكية كشفت في تحقيق لها نشرته يوم أمس الأربعاء، أن هذه الحرب جعلت من الخوف رفيق دائم للأطفال، ونقلت عن محمد الأسعدي، وهو أب لأربعة أطفال في صنعاء، وصحفي سابق، ويعمل حاليا مع اليونيسيف أن ابنه "يوسف" يطلق على التفجيرات "ألعاب نارية"، إلا أنه يصاب بالهلع والخوف كلما وقع انفجار، فيسارع حينها إلى الهرب والاختباء خلف ذويه.
يقول الأب للصحيفة إنه ابنه سيبلغ 3 أعوام في ديسمبر المقبل ولكن بفعل ما صنعته الحرب، سيصبح بالفعل أكبر من 3 سنوات، ويتابع قائلا: سألت بناتي الثلاثة أن يكتبوا عما يجري حولهم، ابنتي خلود التي تبلغ من العمر 15 عاما كتبت: " نحن أبناء اليمن، نريد تحقيق أحلامنا للدراسة، واللعب .. ننام خائفين .. ونستيقظ خائفين أن نترك بيوتنا".
يعلق الأسعدي على كلماته بنته قائلا: عندما تكون القنابل قريبة جدا، صوت الانفجار يهز البيت بشكل عنيف الأبواب، والنوافذ تفتح، ونشعر كما لو أن التفجيرات بداخل رأسك، ابنتي الصغرى حنين 12 عاما تصرخ بشدة، وتركض في كل الاتجاهات.
وحلاً لهذه المشكلة، يقول: اتفقت أنا وزوجتي على تقسيم اﻷدوار، فهي تعتني بولدنا الصغير، الذي ينام في غرفتنا، وأنا أعتني ببناتنا في الغرفة المجاورة، الكلمات اﻷولى التي نقولها لهم بعد الانفجار:" أنتم على ما يرام.. نحن جميعا بخير.. الانفجار بعيد عن منزلنا.. لا داعي للخوف ... نحن جميعا على ما يرام".
ابنته أسماء (14 عاما)، تركت أثراً عميقا لدى والدها، فبكى لكماتها إذ قالت: خائفون من وقوع كارثة.. مؤلم جدا عندما يٌقتل أحد هؤلاء اﻷشخاص، الأمهات، والآباء، والأطفال، إنّ قلوب الشعب مثل الحجارة.. وكل شخص في السلطة يفعل ما يريد.
وعلى الصعيد الميداني؛ استعادت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، منفذا حدوديا في محافظة صعدة (شمال) معقل الحوثيين، في عملية انطلقت من داخل السعودية، بحسب ما افادت مصادر موالية.
وقالت مصادر عسكرية واخرى من "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لوكالة فرانس برس الاربعاء، ان القوات الموالية استعادت الثلاثاء "السيطرة على منفذ البقع الحدودي مع السعودية بمساندة من طيران التحالف".
واشارت هذه المصادر الى ان القوات "تقدمت من الاراضي السعودية". واكدت وكالة "سبأ" الحكومية ان المنفذ المغلق "تم تحريره بالكامل"، وان القوات تقدمت "عشرات الكيلومترات باتجاه مدينة صعدة" مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، والواقعة الى الغرب من المنفذ الحدودي.
واكدت المصادر ان من بين المسلحين الذين شاركوا في الهجوم، مقاتلون سلفيون سبق لهم القتال ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدلله صالح في جنوب البلاد.
وحظي السلفيون بتواجد في شمال اليمن واداروا بعض المدارس، الا انهم طردوا منه مع اندلاع النزاع في البلاد قبل عامين، اثر سيطرة الحوثيين، وحلفائهم على صنعاء في سبتمبر 2014، وتقدمهم للسيطرة على مناطق في الوسط والجنوب.
وبدأ التحالف عملياته في اليمن نهاية مارس 2015، ومكن القوات الموالية لهادي من استعادة السيطرة على خمس محافظات جنوبية. الا ان الحوثيين لا يزالون يسيطرون على مناطق واسعة في الشمال والوسط، اضافة الى اجزاء كبيرة من الساحل الغربي لليمن.
وادى النزاع الى مقتل اكثر من 6800 شخص ثلثاهم تقريبا من المدنيين، ونزوح ثلاثة ملايين شخص على الاقل، منذ مارس 2015، بحسب ارقام الامم المتحدة.