مؤتمر «عُمان في الصحافة العالمية» يختتم أعماله مؤكداً: الصحيفة مصدر مهم من مصادر التاريخ

بلادنا الأربعاء ١٢/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
مؤتمر «عُمان في الصحافة العالمية» يختتم أعماله مؤكداً:
الصحيفة مصدر مهم من مصادر التاريخ

مسقط -

اختتمت صباح أمس فعاليات المؤتمر الدولي الرابع "عمان في الصحافة العالمية" الذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وذلك تحت رعاية وكيل وزارة التعليم العالي سعادة الدكتور عبد الله بن محمد الصارمي، والذي تواصل على مدار يومين متتاليين، تم خلالهما تقديم سبعة وعشرين ورقة بحثية توزعت على ستة محاور مختلفة، ناقشت مكانة عمان في الصحافة العالمية.
ويندرج المؤتمر في سياق إبراز الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة عبر العصور التاريخية، وقد شاركت فيه مجموعة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمفكرين من بلدان شقيقة وصديقة شملت كلاً من مصر واليمن والسودان وتونس والجزائر وروسيا وفرنسا وأمريكا وأوكرانيا والهند وجزر القمر وكينيا فضلاً عن نخبة من الباحثين العمانيين من مختلف المؤسسات الحكومية والأكاديمية.
ختام المؤتمر جاء عبر طرح مجموعة من التوصيات، أدلى بها مدير دائرة الاطلاع بالهيئة الباحث طالب بن سيف الخضوري، وكان من أهمها إنشاء وحدة متخصصة عن الصحافة داخل الهيئة تكون مهمتها التواصل مع المؤسسات الإعلامية وتحليل المقالات والأخبار المتعلقة بالسلطنة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتقوم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بانتقاء جملة من الوثائق والصور المعبرة عن الحضور العماني في الصحافة العالمية، ورقمنتها وإتاحتها للباحثين في الفضاء الرقمي (الإنترنت)، إضافة إلى إعداد ببلوغرافيا بالمواضيع المتعلقة بعمان في الصحافة العربية والعالمية وطباعتها وجعلها في متناول الباحثين في الجامعات والمراكز البحثية العمانية والعالمية، إلى جانب الاستمرار في عقد مثل هذه المؤتمرات داخل السلطنة وخارجها لتعريف بالدور الحضاري، والفكري، والتاريخي لعمان على مر العصور. وأوصى الباحثون بالتعاون مع جمعية الصحفيين العمانية لدعوة بعض الشخصيات الإعلامية المتميزة من كافة الدول العربية والأجنبية لإلقاء محاضرات متخصصة عن عمان في الصحافة العالمية، وكذا عقد محاضرات لقدامى الصحفيين العمانيين لنقل خبراتهم إلى الأجيال اللاحقة، إلى جانب التعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لإنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية تتتبع مسألة الحضور العماني في الصحافة العالمية، وتقديمها للمستمع والمشاهد داخل السلطنة وفي كل أنحاء العالم، بجانب التواصل مع المؤسسات التربوية والأكاديمية والإعلامية لتنظيم مسابقات عن "عمان في الصحافة العالمية" لتدريب الشباب العماني على كيفية قراءة الخبر وتحليله.
كما خرج المؤتمر بالمطالبة بإدراج موضوع "الحضور العماني في الصحافة العالمية" ضمن مواضيع المقررات الجامعية ذات التخصص وتوجيه طلبة الدراسات العليا للتعمق في دراسة جزئيات هذا الموضوع، وتشجيع الباحثين العمانيين على المشاركة في مثل هذه المؤتمرات عن طريق الإعلان عنها في كافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وستعمل الهيئة على طباعة أوراق العمل للمؤتمر وتوزيعها على المؤسسات العلمية ومراكز الدراسات المختلفة وكذلك السفارات العمانية في الخارج لتكون متاحة أمام المهتمين بشأن العماني في الدول المختلفة، وستتاح جلسات المؤتمر على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) للوصول إلى أكبر شريحة من الفئات المستهدفة من مثل هذه المؤتمرات.
كما شدد الباحثون على إيلاء مزيد من الاهتمام لإعداد أفلام وثائقية عن عمان في الصحافة العالمية باللغات العربية والأجنبية لإلقاء الضوء على كل ما يكتب عن السلطنة في الجوانب الحضارية والتاريخية والتنموية في الوقت الراهن، إلى جانب مطالبتهم بأهمية دراسة محتوى المجلات العمانية التي لم تعد تصدر في الوقت الحالي، وعقد بعض المؤتمرات التي تتناول منجزات النهضة العمانية في الصحافة العمانية العالمية منذ عام 1970م وحتى الوقت الراهن، علاوة على قيام الجهات المختصة بإنشاء متحف متكامل يعنى بتاريخ الصحافة العمانية في الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والحضاري.

الاهتمام بالبحوث العلمية
وقد استهل حفل الختام بكلمة ألقاها رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، توجه فيها بالشكر الجزيل وعظيم التقدير للمشاركين في أعمال المؤتمر الدولي الرابع "عمان في الصحافة العالمية" ما كان له الأثر الإيجابي في إثراء المؤتمر بالحوارات الهادفة والمناقشات القيمة، للأخذ بها في تعزيز ما قدم من أوراق العمل من قبل الأساتذة، فضلاً عما يتوجب علينا المضي فيه قدماً من عقد المؤتمرات العلمية والتاريخية التي تسهم في التعمق بحثاً ودراسة لمسيرة التاريخ العماني على مر الحقب الزمنية المختلفة، وأضاف الضوياني أن الوثائق والدراسات تمدنا بمعلومات تقودنا إلى التعمق أكثر فأكثر في كتابة تاريخ عمان وحضارتها والإسهام العماني في مختلف العلوم الإنسانية، كما وتطلع سعادته إلى قيام الباحثين في الجامعات والكليات القائمة في السلطنة بإيلاء البحث العلمي جلَ الاهتمام والمبادرة في المشاركة بالمؤتمرات واللقاءات العلمية، وتوجيه طلاب العلم نحو استغلال الوثائق والمواد الأرشيفية في بحوثهم ودراساتهم العلمية.

كلمة المشاركين
من جانب آخر ألقى رئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر الأستاذ الدكتور عبد الحميد شلبي، كلمة نيابة عن المشاركين في المؤتمر، قال فيها إنه لمن دواعي الاعتزاز والتقدير أن تحتضن سلطنة عمان ممثلة في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المؤتمر الدولي الرابع بعنوان "عمان في الصحافة العالمية" وهذا ليس بجديد على هذه الهيئة الموقرة التي حملت على عاتقها جميع الوثائق المتعلقة بالشأن العماني في كافة المجالات، ومن كافة الأرشيفات ودور الوثائق الدولية والعربية، والأفريقية، والآسيوية، والأوروبية، والأمريكية، من أجل إتاحة المعرفة والمصادر العلمية للباحثين والعاملين في المجلات العلمية المتعلقة بالتاريخ العماني.
وأضاف بأنه لا يمكن للمتابع المنصف لنشاط الهيئة أن ينكر جهودها في جمع الوثائق المتعلقة بالشأن العماني عن طريق التواصل مع كافة الأرشيفات في كافة الأقطار، وقد عقدت الهيئة عددا من البروتوكولات مع العديد من الأرشيفات لذات الهدف.
وفي الداخل حملت الهيئة على عاتقها تعريف الأجيال العمانية بتراثها الثقافي والحضاري عن طريق تنظيم المعارض الوثائقية، تلك المعارض التي انتقلت بها الهيئة من ولاية إلى ولاية ومن محافظة إلى أخرى لتكون نبراسا يهتدي به أبناء عمان في استكمال مسيرة التقدم والتحديث، ومن الفعاليات والوسائل التي تستفيد بها الهيئة في تحقيق أهدافها إقامة المؤتمرات العلمية المتخصصة التي تجذب الباحثين من كافة أنحاء العالم، فقد أقامت الهيئة العديد من المؤتمرات الدولية داخل السلطنة وخارجها منها المؤتمرات التي عقدت في تركيا، زنجبار، بوروندي، فرنسا، وهذا هو المؤتمر الدولي الرابع "عمان في الصحافة العالمية" والذي تضمن ستة محاور رئيسية استهدفت إبراز الحضور والوجود العماني في الصحف العربية، والإفريقية، والآسيوية، والخليجية، والأوروبية، والأمريكية.
كما تنوعت بحوث المؤتمر التي وصل عددها إلى سبعة وعشرين بحثاً أعدها أساتذة متخصصون ومتميزون من أقطار شتى، عرضوا بحوثهم خلال يومي المؤتمر بطريقة علمية رصينة بعيدة عن السرد والإسهاب.
وأضاف الدكتور شلبي أن أهمية هذا المؤتمر ترجع إلى أنه لأول مرة يقام مؤتمر بهذا الحجم والزخم العلمي سواء فيما يخص أعداد المشاركين أو الحضور المشرف من كافة المؤسسات العمانية.
ولا شك أن موضوعات المؤتمر قد اشتبكت فيها الدراسات الإعلامية بالدراسات التاريخية، ولا عجب، فالتاريخ والصحافة صنوان، إذ لا غنى للمؤرخ عن الصحافة، ولا غنى للصحفي عن التاريخ، وأكد المؤتمر على أهمية الصحيفة كمصدر هام من مصادر التاريخ.
وفي النهاية ذكر د.شلبي حديث النبي صلى الله عليه وسلم "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" فمن المعلوم إن تنظيم مؤتمر علمي دولي بهذا المستوى الرائع من التنظيم والإعداد لم يكن بالأمر اليسير فقد احتاج إلى جهود حثيثة من التأمل، والبحث، والتخطيط، والاتصال، والحوار، ونشهد إن ما قامت به الهيئة من جهد قد فاق التوقعات.
واختتم شلبي كلمة المشاركين بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وإلى المسؤولين عن تنظيم المؤتمر وعلى رأسهم رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، ومعاونوه الأكفاء وكافة اللجان المنظمة للمؤتمر ممثلة في اللجان التحضيرية، والعلمية، والإعلامية، والاستقبال، والبرتوكول ولجنة الصياغة والتوصيات، كما وجه خالص الشكر إلى معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام لرعايته حفل الافتتاح.
بعد ذلك قام سعادة الدكتور راعي الحفل بتكريم الأساتذة الباحثين المشاركين في المؤتمر.