كراكاس ش – وكالات
اعلنت الحكومة الكولومبية وحركة "جيش التحرير الوطني" المتمردة في كراكاس انهما ستباشران في 27 اكتوبر الجاري مفاوضات سلام في العاصمة الاكوادورية كيتو، لإتهاء نزاع مسلح يمزق البلاد منذ نصف قرن.
وقالت الحكومة والحركة المتمردة في بيان مشترك تلي في مقر وزارة الخارجية الفنزويلية ان "وفدي الحكومة وجيش التحرير الوطني قررا تنظيم الطاولة العامة للمباحثات في 27 اكتوبر في كيتو"، مؤكدتين انهما "تتعهدان توفير الاجواء الملائمة للسلام".
وفي بوغوتا قال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس ان "السلام سيكون شاملا" في كولومبيا اذا ما توصلت الحكومة الى اتفاق مع جيش التحرير الوطني، ثاني أكبر حركات التمرد في البلاد بعد حركة فارك التي ابرمت معها بوغوتا اتفاق سلام تاريخيا في 26 سبتمبر لانهاء نزاع اوقع اكثر من 260 الف قتيل في 52 عاما.
وفاز سانتوس الجمعة بجائزة نوبل للسلام للعام 2016 تكريما لجهوده في إنهاء خمسة عقود من الحرب في بلاده.
وقال الرئيس الكولومبي "نحن نسعى من نحو ثلاث سنوات إلى مفاوضات مع مقاتلي جيش التحرير الوطني لإنهاء النزاع معهم أيضا. واليوم لدينا أخبار جيدة الآن فيما نمضي قدما مع جيش التحرير سيكون سلاما شاملا".
واضاف سانتوس إن جائزة نوبل للسلام يجب أن تكون بمثابة محفز لجميع الكولومبيين للوقوف وراء اتفاق السلام المتعثر مع المتمردين اليساريين.
ودعا منتقديه الذين دفعوا إلى رفض اتفاق السلام فى استفتاء أجرى الأحد الماضي، إلى الانضمام إليه لضمان وضع نهاية للعدائيات.
انباء مشجعة
واعتبارا من 27 أكتوبر، سيلتزم الطرفان بذل كل الجهود "لخلق بيئة مواتية للسلام"، وهي أنباء مشجعة تأتي بعد ثمانية أيام من الرفض غير المتوقع عبر استفتاء لاتفاق السلام الموقع بين الحكومة و"فارك".
وصباح الاثنين، قالت مصادر مقربة من الطرفين لوكالة فرانس برس إن "الإعلان المهم"، المقرر في كراكاس، سيكون "على صلة بالتقدم في مشاورات السلام مع جيش التحرير الوطني".
وكان التفاؤل ساد نهارا مع قيام حركة التمرد باطلاق سراح رهينة مدني وتسليمه إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع أروكا على الحدود مع فنزويلا.
ووفقا للكنيسة الكاثوليكية، فإن الرهينة هو نيلسون ألاركون، وكان اختطف قبل ثلاثة أشهر. وهو الرهينة الثالث الذي يفرج عنه خلال أسبوعين من أصل أربعة موجودين لدى جيش التحرير، بحسب التقديرات الرسمية.
وحركة "جيش التحرير الوطني" تؤمن بمبادئ تشي غيفارا وهي لا تزال ناشطة بعديدها البالغ 1500 مقاتل.
تعديلات مقترحة
من جانبه اقترح الرئيس الكولومبي السابق الفارو أوريبي حرمان قادة جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) من حريتهم لمدة خمس سنوات على الأقل ومنعهم من الترشح لأي منصب في إطار تعديلات لاتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين.
وكان أوريبي وهو سناتور شهير في المعارضة الآن في مقدمة الأصوات الرافضة لاتفاق السلام مع فارك في استفتاء شعبي هذا الشهر الأمر الذي أصاب عملية تفاوض طويلة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 52 عاما بالارتباك.
وقدم ممثلون لمن صوتوا بلا في الاستفتاء أول مجموعة من التغييرات التي يريدون إدخالها على الاتفاق الذي وقعه الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وزعيم فارك رودريجو لوندونو الذي يشتهر باسمه الحركي تيموشينكو في 26 سبتمبر.
وعارض أوريبي الحكم على قادة فارك بعقوبات مثل إزالة الألغام وأصر بدلا من ذلك على ضرورة حرمان من يدانون بارتكاب جرائم أثناء الحرب من الحرية لفترة تتراوح بين خمس وثماني سنوات.
كما يرغب في حرمانهم من تولي المناصب بالانتخاب.
ورغم إعلان فارك استعدادها لسماع الأفكار الجديدة فإنه قد يكون من الصعب على قادة الجماعة قبول اقتراحات أوريبي لأنهم رفضوا مرارا بحث مسألة الحبس كما أنهم يرغبون في تشكيل حزب سياسي.
كما اقترح أوريبي العفو عن ما يصل إلى سبعة آلاف من مقاتلي فارك الذين لم يتورطوا في جرائم خطيرة وجعلهم يساعدون في القضاء على نبات الكوكا وهو المادة الخام التي تستخدم في تصنيع الكوكايين.