غارة صنعاء تحرج واشنطن

الحدث الأربعاء ١٢/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
غارة صنعاء تحرج واشنطن

واشنطن – ش – وكالات

وجدت الولايات المتحدة نفسها في وضع حرج بعد القصف الدامي الذي تعرضت له صنعاء السبت الفائت، لاسيما وأنها تأتي بالتزامن مع انتقادات واشنطن لموسكو، واتهامها بارتكاب مجازر مماثلة في حلب، الأمر الذي قوض جهود الولايات المتحدة في الملف السوري.
وفي اليمن، يظهر العجز الأمريكي مرة أخرى، حيث لم تمتلك الولايات المتحدة إلا التنديد بغارة السبت الدامي التي استهدفت مجلس عزاء في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، موقعة 140 قتيلا و525 جريحا، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى السعودية في هذه المجزرة، فما كان من الرياض إلا النفي، وتأكيد عدم مسؤولية التحالف عن هذه الغارة.
وقال الخبير في منظمة هيومن رايتس ووتش فيليب بولوبيون لوكالة فرانس برس "يبدو أن الكيل طفح مع هذه الغارة، وأثارت الغارة تنديدا من واشنطن وباريس ولندن والولايات المتحدة، وكذلك من طهران ودمشق.
وعلى إثرها، اعلنت الولايات المتحدة مراجعة دعمها للتحالف العربي، بعدما كانت خفضته في الأشهر الفائتة، وحذر البيت الأبيض بأن "التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض".
لكن غضب الأمريكيين لا يحجب الموقف الحرج الذي تجد واشنطن نفسها فيه حيال حلفائها السعوديين الذين عقدت معهم في أغسطس صفقة جديدة بقيمة 1,15 بليون دولار، اشترت بموجبها الرياض 150 دبابة ومئات الرشاشات الثقيلة.
ووقعت مجزرة السبت في اليمن في وقت صعدت واشنطن بشكل واضح اللهجة ضد روسيا وحليفتها دمشق، وقد طالب كيري بتحقيق في "جرائم حرب" على خلفية الهجوم الدامي على حلب والقصف الروسي المركز على أحيائها الشرقية.
ورأى بولوبيون أن "الوضع لم يعد يحتمل" بالنسبة للولايات المتحدة. غير أن ديفيد واينبرغ العضو في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" المحافظ للابحاث اعتبر أن على واشنطن ألا ترضخ لنظرية "كل شيء أو لا شي" وتقطع الجسور مع حليفها العسكري السعودي.
وذكر الخبير بأن العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن تهدف إلى إعادة إرساء سلطة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي بوجه الحوثيين. وهو يعتبر أن "الولايات المتحدة ستخرج ضعيفة في حال سحبت بشكل متسرع دعمها للعملية السعودية في اليمن".
وعلى صعيد آخر؛ قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، أمس الثلاثاء، إن أكثر من 6 آلاف من اليمنيين فقدوا أطرافهم بسبب الصراع الذي بدأ في البلاد منذ أكثر من عام ونصف. وقالت اللجنة في تدوينة على حساب مكتبها باليمن بموقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” إن أكثر من 6 آلاف من اليمنيين فقدوا أطرافهم وباتوا معاقين منذ بدء الصراع في البلاد.
وأضافت اللجنة أن” حياة هؤلاء لن تكون كما كانت في السابق بعد فقدان أطرافهم،دون ذكر المزيد من التفاصيل. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت نهاية سبتمبر الفائت أن أكثر من 40 ألف قتيل وجريح من اليمنيين تم تسجيلهم من قبل المرافق الصحية في البلاد منذ مارس 2015، مشيرة إلى أن العدد الفعلي لضحايا الصراع أكبر من ذلك بكثير.