الاحتلال يكبل القدس

الحدث الأربعاء ١٢/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الاحتلال يكبل القدس

غزة - علاء المشهراوي

قامت قوات الاحتلال، فجر أمس الثلاثاء بإغلاق أمني شمل كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك بسبب حلول ما يسمى بـ"عيد الغفران"، حيث تم نصب عشرات الحواجز العسكرية في أحياء مدينة القدس والبلدة القديمة؛ لتأمين المستوطنين خلال احتفالاتهم بـ"الأعياد اليهودية".
وفي غضون ذلك أدى آلاف المستوطنون اليهود المتطرفون، فجر أمس الثلاثاء، طقوسا تلموديه في ساحة حائط البراق غرب المسجد الأقصى المبارك، احتفالا بما يسمى عيد" الغفران" العبري.
وقالت مصادر مقدسية إن آلاف من اليهود المتطرفين اقتحموا ساحة حائط البراق تحت حماية من قوات جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وقاموا بأداء طقوسا تلمودية احتفالا بعيد "الغفران" والذي يمتد على مدار يومين.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد حولت مدينة القدس وبلدتها القديمة، إلى ثكنة عسكرية، عقب تنفيذ الشاب الفلسطيني، مصباح أبو صبيح، عملية إطلاق نار أدت إلى استشهاده وقتل إسرائيليين اثنين وإصابة ستة آخرين ، لتأمين حماية المستوطنين عند اقتحامهم ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وزادت قوات الاحتلال من نشر عديد عناصرها ونصب الحواجز العسكرية والدوريات الأمنية في أحياء المدينة والبلدة القديمة، فضلا عن إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية لها، ضمن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها في القدس لتأمين حماية المستوطنين بما يسمونه "ليلة الكيبور- العفران"..
وقالت شرطة الاحتلال في بيان إنها "عملت على نشر عناصرها ضمن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها مع حلول عيد " الغفران" وأعلنت أن "قواتها ستقوم بإغلاق الطريق المؤدي من أحياء شرق القدس باتجاه غرب المدينة".
وواصلت قوات الاحتلال انتقامها من عائلة منفذ عملية القدس مصباح ابو مصبح، فمع ساعات الفجر، اقتحمت قوات كبيرة من قوات الاحتلال بلدة الرام شمال القدس، وأغلقت محل حلويات وقطايف أبو صبيح الذي يعود لأحد أفراد عائلة الشهيد مصباح.
وقامت قوات الاحتلال بوضع قضبان حديدية على بوابات المحلات وسلمتهم قرارا بإغلاقها لإشعار آخر، بذريعة أنه تم توزيع حلوى على الناس عقب وقوع العملية.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، في تصريح صحفي، "أنهم يتوقعون الأسوأ من الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية القدس".
وقال صبري "علينا أن نتوقع الأسوأ، لأن التصريحات الحاقدة التي صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين تُشير إلى ذلك". وأضاف إن "الإجراءات الإسرائيلية مستمرة في التضييق على المقدسيين ولم تتوقف للحظة واحدة، بما يدُل على الارتباك والفشل والتخبط في إدارة الاحتلال لمدينة القدس المُحتلة".
وأكد أن "تلك الإجراءات لم ولن تُعطي الاحتلال أي شرعية في هذه المدينة، لأنها مدينة محتلة، ولا بد من زوال الاحتلال عنها" وقال إن "على أهل القدس الاهتمام بأنفسهم والاعتماد عليها، في تمسكهم بحقوقهم الشرعية، والالتزام بالحفاظ على منازلهم ومقدساتهم وعلى رأسها المسجد الأقصى المُبارك".

*-*
مسؤول إسرائيلي يهدد بعقاب جماعي ضد الفلسطينيين
أعلن نائب رئيس بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس ورئيس لجنة التخطيط والبناء، مئير ترجمان، إنه سيمارس عقابا جماعيا ضد الفلسطينيين وسيوقف كافة مخططات البناء في الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة، زاعما أن السبب هو عملية إطلاق النار التي وقعت بالقدس.
وقال ترجمان لما تسمى "راديو يروشالايم": "لقد أزلت من جدول الأعمال كافة مخططات البناء المتعلقة بالقدس الشرقية. أنا أزلت كافة المخططات. يقولون العصا والجزرة ولم يتبقى جزر، (تبقى) عصا فقط".
ودعا ترجمان المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، إلى فصل بلدات في القدس الشرقية عن منطقة نفوذ بلدية الاحتلال، وذكر مخيم شعفاط للاجئين بشمال القدس. وطالب بطرد عائلة منفذ عملية أمس من القدس، وأضاف "يجب ان نضعهم في حافلة ونرسلهم إلى غزة."
من جانبه؛ طالب وزير مواصلات الاحتلال " يسرائيل كاتس" الجهاز القانوني بدولة الاحتلال بسن قانون يسمح بطرد عائلات منفذي العمليات الفدائية من الضفة المحتلة، ونقلت صحيفة "معاريف الأسبوع" العبرية عبر موقعها الالكتروني عن وزير المواصلات والاستخبارات ما كتبه عبر صفحته في "فيسبوك" حول طرد عائلات منفذي العمليات.
وقال كاتس "اقترحت القانون من أجل طرد عائلات منفذي العمليات في حال وقوع حادث وحشي كالذي وقع يوم أمس في القدس" وأضاف: "المنفذ كان يتعرض للتحريض بشكل مستمر، حتى انه تمت مقاضاته وإدخاله للسجن، عائلته تعلم جيدًا عن تصرفاته، وبعد وقوع العملية احتفلت وأعربت عن دعمها للقتل".
وشدد كاتس بالقول "لو كانوا يعلمون بأنه سيتم ترحيلهم لسوريا أو غزة لما كانوا سمحوا له بالقتل" وطالب الجهاز القضائي بأن "يسمح بإتمام هذا القانون في الكنيست، من أجل إنقاذ حياة الناس وخلق نظام ردع".