مؤتمر «عُمان في الصحافة العالمية» إشــراقــة حضــاريــة وتـاريـخ تلــيد

بلادنا الثلاثاء ١١/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
مؤتمر «عُمان في الصحافة العالمية» إشــراقــة حضــاريــة وتـاريـخ تلــيد

مسقط - عزان الحوسني
تصوير - جون استرادا

رعى وزير الإعلام معالي د.عبد المنعم بن منصور الحسني أعمال النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي السنوي "عمان في الصحافة العالمية" الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين والباحثين والمهتمين والمختصين في مجال الثقافة والإعلام وبمشاركة نخبة من أبرز الأساتذة، يناقشون خلاله وعلى مدار يومين 27 ورقة عمل مقسمة على ستة محاور رئيسية.

وألقى رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د. حمد بن محمد الضوياني في مستهل المؤتمر كلمة رحب فيها بالمشاركين المختصين في الجوانب التاريخية والإعلامية والثقافية والسياسية، الذين حضروا للمشاركة الإيجابية في المؤتمر المخصص هذا العام لـ "عمان في الصحافة العالمية" والذي يعقد في إطار البرامج والمؤتمرات التي دأبت الهيئة على عقدها وتنظيمها داخل الوطن وخارجه، بهدف التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لعمان وتاريخها التليد وحاضرها المشرق البهيج الذي أكدته الوثائق والخرائط والمخطوطات وكافة الشواهد التاريخية والحضارية عن أنماط مختلف العلاقات الدولية لهذا البناء والتواصل الحضاري.

الإرث الوطني
وقال سعادته: يتوجب العمل الحثيث على إقحام وتضمين هذا الإرث الوطني في المناهج الدراسية في مختلف المراحل العلمية والتعريف بالإنجاز الحضاري المعرفي من خلال إقامة المؤتمرات والدراسات الوثائقية فضلاً عن إقامة المعارض الدائمة والمؤقتة داخلياً وخارجياً، مشيرا إلى أن الإعلام بوسائله المختلفة والمتعددة يسهم في نقل المعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية ويفضي إلى إبراز الحوارات العلمية والجوانب التي تخدم الأهداف الاجتماعية والثقافية والسياسية والتقريب بين أفراد المجتمع وتوثيق العلاقات التي تساهم في عملية التنشئة الاجتماعية ومعالجة القضايا التي تهم الوطن والمواطنين بهدف خلق الوعي الاجتماعي والسياسي وغرس القيم الوطنية.

الأهداف
تهدف هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من خلال مؤتمر "عمان في الصحافة العالمية" إلى دراسة أهمية الصحيفة باعتبارها وثيقة تاريخية، إضافة إلى الاستفادة من التجارب العالمية في كيفية اعتماد المحتوى الإعلامي كوثيقة تاريخية، إلى جانب دراسة صورة عمان وتطورها الحضاري في الصحافة العالمية، واستعراض الوثائق والمحفوظات والآثار العمانية في الصحافة العالمية، كما تهدف إلى تسليط الضوء على أهم الشخصيات والمشاهدات التي رصدتها الصحافة العالمية في عمان، وتأصيل صورة عمان وتوثيقها من خلال الدراسات العلمية والصور الفوتوغرافية.

المحاور
تضمنت فعاليات المؤتمر حلقات وأوراق عمل مختلفة بمشاركة عدد كبير من الأكاديميين والأساتذة والباحثين المهتمين يمثلون العديد من الدول العربية إلى جانب السلطنة، حيث تم تقديم 13 ورقة عمل في اليوم الأول مقسمة على جلستين.
تضمنت الجلسة الأولى من اليوم الأول سبع أوراق عمل متنوعة ترأسها الأستاذ الدكتور العروسي الميزوري، حيث قدم الدكتور عبدين شندي أستاذ مشارك في الدراسات الأفريقية والإسلامية، بجامعة أديلفي نيويورك الولايات المتحدة الأمريكية، أول ورقة عمل في المؤتمر بعنوان "وسائل الإعلام القديمة ومرويات السفر بوصفها وثائق تاريخية عمان أنموذجاً".

عمان في كتابات السفر
فيما تناولت الورقة الثانية "صورة عمان في كتابات السفر الصحفية البريطانية في الفترة 1996 – 2001" وألقاها الأكاديمي والباحث في الحقل السياحي والتعليم العالي الدكتور محمد بن احمد الحبسي، حيث اهتمت عمان منذ عصر الاستكشاف وصولا إلى السياحة بدراسة وتحليل صورة عمان في كتابات السفر البريطانية: ككتاب الرحالة القديمة (1838-1959)، وكتابات السفر الصحفية خلال الفترة من (1996-2001) وشركات السياحة والسفر البريطانية عن عمان (2001).

توثيق العلاقة
وجاءت الورقة الثالثة "توثيق العلاقة" للخبير التربوي بوزارة التربية والتعليم الدكتور خالد بن حمد الغيلاني لتتحدث عن "علاقات التأثير والتأثر بين الصحفيين والمؤرخين"، وذكر فيها بأن العلاقات بين مختلف العلوم الإنسانية علاقات متداخلة ومتشابكة، وتتمايز هذه العلاقات من حيث المتانة والقوة بين علم وآخر من منطلق ما يقدمه أي مجال للمجال الثاني من دعم وتأييد يعمل على حفظه من جانب ونشره من جانب آخر، والتاريخ من العلوم الرائدة التي وطدت علاقتها بالإعلام لدوره في نشر الأحداث التاريخية، ووصولها لأكبر قاعدة من الجماهير.

إثراء الصحافة
وجاءت الورقة الرابعة خاتمة للمحور الأول "الصحافة والتاريخ" والتي قدمها المدير المساعد لدائرة الاطلاع على الوثائق الباحث طالب بن سيف الخضوري والتي تطرق من خلالها إلى إسهامات الصحافة في نواحي الحياة العمانية المختلفة من خلال ورقة عمل تحت عنوان "دور مجلة العقيدة في إبراز جوانب التاريخ العماني منذ بداية التأسيس وحتى 1995م.. دراسة تحليلية"، ففي عمان ومنذ بدايات النهضة المباركة لعبت الصحافة العمانية دوراً كبيراً في إثراء الوسط العماني والخارجي بمختلف الأخبار والعلوم المفقود منها والمعلوم، فهي المرآة التي يتعرف من خلالها الإنسان على أهم الأحداث والأخبار.

اعرف وطنك
أما الورقة الخامسة التي قدمتها باحثة التاريخ بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أحلام بنت حمود الجهورية فجاءت تحت عنوان "عمان من خلال مجلة العربي" استطلاعات سليم زبال نموذجاً (قراءة تاريخية) حيث قامت مجلة العربي بدور ثقافي مهم على مدى أكثر من نصف قرن، وذلك من خلال المحتوى الثقافي الرصين الذي قدمته للقراء.

الدور الحضاري للعمانيين
وفي الورقة السادسة من الجلسة قدم الأستاذ المشارك بجامعة الكويت الدكتور فيصل سيد طه حافظ ورقة بعنوان "الدور الحضاري للعمانيين في شرق أفريقيا في الصحافة الكويتية.. جريدة الجريدة نموذجا" حيث ارتبط العمانيون بالساحل الشرقي لأفريقيا منذ القدم، وتناولت الدراسة بالتحليل ما نشرته الصحف الكويتية عن الدور الحضاري العماني في شرق أفريقيا.

الحضور العماني
وجاءت الورقة الأخيرة من الجلسة الأولى بعنوان "الحضور العماني في صحف الخليج قراءة تحليلية في صحف دولة الإمارات العربية المتحدة.. أنموذجا" للأمين العام للجمعية الآسيوية، ومدير مركز التراث والدراسات الآسيوية، ومدير تحرير مجلة التجربة الآسيوية الدكتورة عفاف السيد عبد المجيد العلي، حيث قدمت الباحثة رصدا تاريخيا لأهم ما تناولته الصحف الإماراتية فيما يخص الشأن العماني.

الجلسة الثانية
الجلسة الثانية التي عقدت يوم أمس ترأسها الدكتور جمعة بن خليفة البوسعيدي، واحتوت على ست أوراق عمل بدأت بورقة عمل قدمها الأستاذ بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة الدكتور بدوي رياض عبد السميع بعنوان "تناول صحيفة الأهرام المصرية للقضية العُمانية" في الفترة (1954-1970) حيث ألقت القضية العمانية بظلالها على الساحة الإقليمية والدولية، وانعكست آثارها على الأوضاع في منطقة الخليج العربي من ناحية، وعلى العلاقات العربية – العربية من ناحية أخرى، ثم على مجمل العلاقات العربية البريطانية من ناحية ثالثة؛ باعتبار أن بريطانيا كانت صاحبة السيادة على منطقة الخليج العربي منذ عام 1820.

التاجر الفرنسي
وعرج عضو الدراسات والمتابعة في وزارة التربية والتعليم الباحث ناصر بن سعيد العتيقي من خلال ورقة العمل التي قدمها على "التاجر الفرنسي جوجير مراسل جريدة الأهرام المصرية من مسقط خلال الفترة 1904 – 1905" ويعتبر جوجير أحد التجار والمستشرقين الفرنسيين حيث عاش في مسقط اعتبارا من عام 1899 م واتخذ من مسقط مركزا تجاريا له وكان على علاقة بالسلطان فيصل والشيخ مبارك الصباح أمير الكويت. تناول الباحث أهم المراسلات التي كتبها جوجير من مسقط وتاريخها.

سياسة حكيمة
من جانب آخر تحدث أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر فرع المنصورة الأستاذ الدكتور عبد الحميد عبد الجليل شلبي في الورقة الثالثة من الجلسة الثانية عن "دور عمان السياسي والحضاري تجاه القضايا العربية في الصحافة المصرية 1970-1980م.. جريدتا الأهرام والجمهورية نموذجًا" حيث تعد السنوات العشر الأولى من حكم السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- من أهم مراحل الحكم في عُمان في تاريخها المعاصر، ففي تلك السنوات استطاع أن يضع اللبنات الأولى لسياسة عُمان الداخلية والخارجية.
وتمثلت تلك السياسة في إبعاد البلاد عن التحزبات والتوترات التي كانت تشهدها المنطقة، وكما كان لهذه الفترة أهميتها في السياسة العمانية تجاه القضايا العربية، فإنها أيضا تمثل أهمية قصوى في إبراز وجه عُمان الحضاري بعد أن طغت عليه بعض الأحداث السياسية قبيل حكم السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- وكان للصحافة العربية بوجه عام، دور في كشف خبايا السياسة العمانية الجديدة، وإبراز بعض الجوانب الحضارية والثقافية لدى المجتمع العماني وأثرها في اتخاذ القرار حيال القضايا العربية.

توطيد العلاقات
أما أستاذ الأدب الحديث والنقد بقسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب واللغات، بجامعة غرداية الباحث الدكتور محمد بن أحمد جهلان ففتش وغاص في الورقة الرابعة التي جاءت تحت عنوان "حوالي 100 سنة من الحضور العُماني في الصحافة الجزائرية" في أرشيف ضخم متعلق بعُمان في الصحافة الجزائرية على امتداد زمني يناهز قرنا من التاريخ، وهدف بحث إلى إبراز الحضور العُماني في الصحافة الجزائرية.

التأثير الثقافي والحضاري
وقدم التخصصي الأول في الشؤون الإدارية بديوان البلاط السلطاني الباحث إسماعيل بن أحمد الزدجالي، الورقة الخامسة وجاءت بعنوان "عمان في الصحافة الهندية" حيث حظيت عمان باهتمام الصحافة الهندية منذ بداية انطلاقتها عام 1780م والتي دشنت بصدور مجلة البنجال Bengal Gazette، وتزايد الاهتمام بعد ظهور الصحافة العربية بالهند عام 1902م وصدور صحيفة البيان برعاية الشيخ عبد الله العمادي، وما تبعها من ظهور العديد من الصحف والمجلات الناطقة باللغة العربية في الهند. وجاء هذا الاهتمام نتيجة للعلاقات التجارية والحضارية التي قامت بين الطرفين. حيث سلط الزدجالي الضوء على هذه العلاقات والتواصل الحضاري من خلال استعراض بعض ما أوردته الصحف والمجلات الهندية فيما يتعلق بالشأن العماني.

الصحف الفارسية
واختتمت الجلسة الثانية بورقة "عمان في الصحف الفارسية الصادرة في الهند في مطلع القرن التاسع عشر" للباحث بلال اصدق من جامعة دلهي حيث ركز البحث على دراسة الأخبار المتنوعة والمتعلقة بعمان ومسقط والتي تم نشرها في الصحف الناطقة باللغة الفارسية مطلع القرن 19.

جلسات اليوم
جدير بالذكر أن فعاليات المؤتمر لهذا اليوم تتضمن جلستين، سيتم التطرق خلالهما إلى عناوين عديدة، منها: دراسة تحليلية لصورة عمان الحضارية في صحيفة الفلق، وعمان في صحافة دول شرق أفريقيا، والتاريخ السياسي العماني في شرق أفريقيا، ودور الصحافة الزنجبارية في التثقيف والتنوير العماني، ودور الصحافة الأفريقية في إبراز الحضور الاجتماعي العماني في زنجبار، وعمان في الصحافة الإيطالية، والهوية السياسية العمانية في الصحافة الأوربية، وعمان في الصحافة الفرنسية والروسية.

المعرض الوثائقي
يشار إلى أن المعرض الوثائقي السابع المصاحب للمؤتمر يحتوي على أكثر من 300 وثيقة مختلفة من الصحف والمجلات المحلية والعربية والأجنبية وأصول الصحف والمجلات، حيث سيضم المعرض أربعة أركان مختلفة، الركن الأول يشمل "عمان في الصحافة المحلية" ويستعرض هذا الركن أهم المقالات والصور في الصحافة المحلية التي نشرت أخبارا عن عمان، سواء الصحف الصادرة من عمان أو من زنجبار كجريدة الفلق، وجريدة النهضة، وتايمز اوف عمان، وجريدة الوطن، وجريدة عمان وغيرها من الجرائد، إضافة إلى ركن "عمان في الصحافة العربية"، ويستعرض هذا الركن أهم الصحف العربية التي نشرت مقالات عن عمان كمجلة المصور المصرية، ومجلة العربي الكويتية ومجلة صباح الخير المصرية وغيرها من الصحف والمجلات، فيما يستعرض "ركن عمان في الصحافة الأجنبية"، أبرز وأهم الصحف والمجلات الأجنبية التي كتبت عن عمان ونشرت مقالات وصور كمجلة ساينتفيك لأمريكان، وجريدة لونيفرسي لوستريه الفرنسية، ومجلة ذا ناشيونال جيوجرافيك البريطانية، ومجلة ذا ايست افريكان انيول، وجريدة دو فوياج الفرنسية، ومجلة الإخاء الإيرانية وغيرها من المجلات. أما الركن الرابع فسيبرز الصور والمقابلات والمقالات الخاصة بصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في مختلف الصحف والمجلات العالمية، كما يضم المعرض باقة متنوعة من أصول الصحف والمجلات وأبرز الصحف المحلية والعالمية التي تمتلكها الهيئة.