الموصل تشهد نزوح متواصل خوفاً من "أم المعارك"

الحدث الثلاثاء ١١/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الموصل تشهد نزوح متواصل خوفاً من "أم المعارك"

عمّان – ش – وكالات

أكد المجلس النرويجي للاجئين يوم أمس الاثنين، في بيان صحفي صدر عنه، أن مدينة الموصل تشهد نزوحاً متواصلا ومستمراً، وذلك خوفاً من المعركة الكبرى والحاسمة لتحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش.
وقال المجلس في بيانه، إن 100 ألف عراقي نزح من الموصل خلال الفترة التي تم فيها التحضير لعمليات تحريرها، فيما فرّ أكثر من 62,000 آخرين من الموصل والمناطق المحيطة. ويُعتقد أن ما مجموعه 1.2 مليون عراقي محاصرون داخل الموصل.
وتابع المجلس أنه من المتوقع أن يتحرك 100 ألف شخص نحو إربيل والسليمانية، بينما يتوقع أن يتحرك 250 ألف شخص نحو شمالي نينوى و350 ألف نحو جنوبي نينوى وصلاح الدين.
وقال عراقيون داخل الموصل ممن تحدثوا إلى المجلس النرويجي للاجئين بالإخبار عن أن هناك أشخاص يمرضون نتيجة شربهم لمياه المدينة. فأدوات معالجة المياه غير متوفرة مما يؤثر على جودة المياه. كما تحدثوا عن عدم توفر الغذاء والوقود للطهي، وعن غلاء الأسعار، والافتقار للمال والموارد. العديد يخافون ترك المدينة ويعيشون في خوف على حياتهم. كما أخبر الآباء عن قيامهم بإخراج أطفالهم من المدارس فور تغيير داعش للمنهاج الدراسي مما جعل العديد من الأطفال يخسرون تعليمهم لمدة تصل إلى سنتين.
وحول الأوضاع في المخيمات أشار المركز إلى أن مواقع النزوح حالياً كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص النازحين، كوجود سقف فوق رؤوسهم ومياه للشرب. مع ذلك، أعرب المجلس عن قلقه نظراً لترجيح نزوح المزيد من الناس من ممر الموصل والمناطق المحيطة به، وفي سباق مع الزمن تم تخصيص أرض مناسبة أكثر لبناء المخيمات حيث يتم توفير مستويات لائقة أكثر من المساعدات فضلاً عن التخزين المسبق للخيم وطرود الغذاء ومياه الشرب الآمنة والرعاية الطبية وغيرها من المساعدات الطارئة.
وصل المجلس النرويجي للاجئين حتى الآن إلى 6,793 نازحاً من خلال تقديم الطرود الغذائية ومياه الشرب ولوازم النظافة وعدد الأطفال لهم في مخيم ديبكة. وفي إربيل، وصلت فرق التعليم التابعة للمجلس النرويجي للاجئين إلى 1,018 طفلاً من غيارى وجوير وقرى أخرى بين تكريت ومخمور. كما قدم المجلس النرويجي للاجئين مساعدات خاصة بالسجل المدني والإسكان والأراضي وجقوق الملكية إلى 878 شخصاً من منطقة الموصل.
وقال المدير القطري المؤقت للمجلس النرويجي للاجئين في العراق، وولفغانغ جريسمان: "تم إجبار عشرات الآلاف من العراقيين على الفرار من منازلهم في الأسابيع والأشهر الأخيرة لدى تقدم القوات العراقية نحو الموصل. فالاعتداء وشيك الحدوث على المدينة سيضع 1.2 مليون شخص آخرين على خط النار ما لم يتم ضمان طرق تؤدي بهم إلى السلامة. ولسوء الحظ، يتم إطلاق الهجوم على الموصل في الوقت الذي تكافح فيه الوكالات الإنسانية للحصول على التمويل ليتسنى لها الاستجابة للضغط الهائل عليها لتلبية الاحتياجات الأساسية جداً لمئات الآلاف من الناس في الأسابيع القادمة."
ويعمل المجلس النرويجي للاجئين مع بقية المجتمع الإنساني في العراق على مدار الساعة لتنسيق الاستجابة وتخزين المساعدات الطارئة بشكل مسبق وتحديد أرض مناسبة أكثر لاستضافة العائلات النازحة عليها. وعلى الرغم من ذلك، ونظراً لحصولنا حتى الآن على نصف قيمة التمويل المطلوبة في النداء العاجل لشهر تموز والبالغة 280 مليون دولار أمريكي، فمن المرجح أن تبدأ العملية العسكرية النهائية قبل أن نستعد للتعامل مع التداعي الإنساني."