القدس المحتلة - نظير طه - زكي خليل
ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، صباح يوم أمس الاثنين، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أبقت اليوم على حالة التأهب، خوفا من أن تؤدي عملية القدس عن قيام فلسطينيين بمحاولة لتقليدها وتنفيذ عمليات إضافية
وأشارت الإذاعة إلى أن نوعية عملية أمس الأول، لا سيما كون منفذها، معروفا في القدس المحتلة بنشاطه في حركة المرابطين، التي حظرتها سلطات الاحتلال العام الفائت، ومعروفا للسلطات الإسرائيلية، كان من المفروض أن يبدأ بتنفيذ محكومية لعدة أشهر، ستثير بطبيعة الحال تساؤلات كثيرة خاصة لجهة 'إخفاق' أجهزة الأمن الإسرائيلية وتحديدا" الشاباك" في توقع العملية.
وأضافت الإذاعة أن أجهزة الأمن عززت من انتشارها في القدس المحتلة، كما قامت أمس باعتقال 16 شخصا من أهالي سلوان، ممن أعربوا عن فرحهم للعملية، وأبدوا تأييدا لمنفذها، الذي تواصل الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظر نشر اسمه، أو تفاصيل إضافية عن ملف التحقيق.
ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية إسرائيلية قلقها من أن تؤيد العملية إلى عودة الفلسطينيين إلى استخدام الأسلحة النارية في تنفيذ عمليات قادمة. وتبدي إسرائيل خوفا من أن تتحول العملية إلى نقطة تحول، وإلى محاولات لتقليدها.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منعت مساء أمس الأول، إقامة بيت عزاء لمنفذ عملية القدس المحتلة، الذي لا تزال تفرض حظر نشر على اسمه وتفاصيله، واندلعت أمس الأول الاشتباكات في انحاء متفرقة بالقدس والضفة الغربية.
وبحسب مصادر فلسطينية، شن جنود الاحتلال وقوات خاصة حملة مداهمات واعتقالات في القدس والضفة الغربية، اعتقلت خلالها عددًا من أقارب الشهيد وأفراد عائلته.
وأفادت عائلة الشهيد أن قوات الاحتلال أفرجت عن الوالد بعد التحقيق معه عدة ساعات، وأخبرته خلال التحقيق بقرار يحظر على العائلة إقامة بيت عزاء للشهيد في القدس، دون إبلاغه بأي شيء عن موعد تسليم الجثمان.
وكانت اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الفائتة، خمسة شبان مقدسيين، بحجة "تصوير وتوثيق عملية إطلاق النار واستشهاد منفذها" في حي الشيخ جراح بمدينة القدس.
وقالت شرطة الاحتلال في بيان لها، أن وزير الأمن الداخلي أوعز الى الشرطة بالعمل وفقا لكافة الإجراءات القانونية، ضد كل نشاط "يحمل بطياته تأييدا لعملية اطلاق النار التي اجرت بالمدينة".
وأضافت شرطة الاحتلال انها اعتقلت موزعي الحلويات بعد العملية، ومنعت اقامة خيمة عزاء للشهيد في سلوان ، واعتقلت نشطاء طالبوا باغلاق المحلات التجارية في القدس، واعتقلت شبانا فلسطينيين قاموا بتصوير وتوثيق العملية وهم يكبرون ويهتفون " الله اكبر".
وأضافت شرطة الاحتلال أنها طالبت من الجيش بمنع أي مظاهر لتأييد عملية اطلاق النار في بلدة الرام.
وأوضح محامي نادي الأسير مفيد الحاج، أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 5 شبان حول تصويرهم عملية إطلاق النار باتجاه منفذ العملية والذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم: إبراهيم سليمان صندوقة وشقيقه معتز، رمزي محمد الجعبة، محمد هاني مهلوس، ومصطفى عويضة.
وبلغ عدد الاعتقالات منذ تنفيذ عملية اطلاق النار في حي الشيخ جراح، 21 شابا، فيما استدعت آخرين، وحسب مصادر محلية ومتابعة لوكالة معا الفلسطينية فإن المعتقلين هم : صبيح أبو صبيح- والد الشهيد مصباح-، وشقيقه تيسير أبو صبيح ومدير نادي الاسير بالقدس ناصر قوس، الحاج نهاد زغير، طارق أبو صبيح، معمر أبو صبيح، ونبيه أبو صبيح، سامر البيتوني، محمد الدقاق، أحمد الشاويش، محمود غيث، شريف طه، سامر أبو قدوس، عمر ابراهيم وشقيقه، وشابين من قرية الطور خلال مواجهات اندلعت في المنطقة، إضافة الى الشبان الذين قاموا بتوثيق اطلاق النار.
هذا وفوجئت قوات الاحتلال الإسرائيلي من طريقة تنفيذ الشهيد مصباح أبو صبيح الملقب ب "أسد الاقصى" عملية إطلاق النار ما يشير إلى تلقيه تدريبات مسبقة على استخدام السلاح.
وعثرت قوات الاحتلال على بندقية أخرى من طراز M16 في مركبة "أسد الأقصى" الشهيد مصباح أبو صبيح منفذ عملية إطلاق النار في القدس المحتلة أمس الأول، غير التي استخدمها في تنفيذ عمليته، بالإضافة إلى 6 مخازن محشوة بالرصاص.
واشارت تقديرات لقوات ومخابرات الاحتلال بخضوع الشهيد أبو صبيح لتدريبات خاصة لاستخدام السلاح، مشيرة إلى أنها بنت تقديراتها على شهادات لبعض الجنود بأن طريقة إطلاقه للنار كانت مركزة وليست عشوائية.
كما وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن شهادات الجنود الذين اشتبكوا مع الشهيد أبو صبيح أكدت على أن الشهيد كان يطلق النار وهو يتحرك وكان إطلاقه للنار بشكل متواصل وثابت ما يشير إلى تلقيه تدريبات مسبقة على استخدام السلاح.
ونقل عن مصادر بشرطة الاحتلال بأن العملية التي خطط لها الشهيد أبو صبيح كانت ستتطور بشكل خطير وتكون نتائجها خطيرة لو استمرت وقتا أكثر، "لأن نيران أبو صبيح كانت مركزة وقاتلة ولم تكن مشتتة وعشوائية، والدليل عدد القتلى والمصابين في عملية لم تستمر سوى دقائق معدودة قبل أن يتم إطلاق النار عليه