385 مليون طفل في العالم يعيشون في فقر مدقع

مؤشر الاثنين ١٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
385 مليون طفل في العالم  يعيشون في فقر مدقع

نيويورك -
وجد تحليل جديد أجرته مجموعة البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن احتمال أن يعيش الأطفال في فقر مدقع يزيد بمقدار الضعفين مقارنة مع البالغين. ووجد تقرير «إنهاء الفقر المدقع: تركيز على الأطفال» أن 19.5 في المئة من الأطفال الذين يعيشون في بلدان نامية يتربون في أسر معيشية يبلغ دخلها ما معدله 1.90 دولار يومياً أو أقل لكل شخص. وبالمقارنة، بلغت هذه النسبة 9.2 في المئة للبالغين. ويعيش حوالي 385 مليون طفل في جميع أنحاء العالم في فقر مدقع.

ويتأثر الأطفال على نحو غير متناسب، إذ إنهم يشكلون حوالي ثلث عدد الفئة السكانية التي تمت دراستها، إلا أن نصفهم يعيشون في فقر مدقع. ويواجه الأطفال الأصغر سناً القدر الأكبر من الخطر إذ إن أكثر من خُمس الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات في البلدان النامية يعيشون في أسر معيشية تعاني من فقر مدقع.

تأثيرات الفقر

وقال المدير التنفيذي لليونيسيف، آنتوني لاك، «لا يقتصر الأمر على زيادة أرجحية أن يعيش الأطفال في فقر مدقع؛ فتأثيرات الفقر تسبب بأشد الأذى للأطفال. ووضعهم هو أسوأ الأسوأ والأطفال الأصغر سناً هم في وضع أسوأ من الجميع، إذ يؤثر الحرمان الذي يعانون منه على نمو أجسادهم وعقولهم». وأضاف لاك: «من المذهل حقاً أن نصف جميع الأطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وخُمس الأطفال في البلدان النامية يكبرون وهم يعانون من فقر مدقع. فهذا لا يقيّد مستقبلهم فقط، بل يؤدي أيضاً إلى تراجع مجتمعاتهم».

يأتي هذا التحليل الجديد في أعقاب صدور الدراسة الرئيسية الجديدة عن مجموعة البنك الدولي، «مكافحة الفقر وتعزيز الرخاء المشترك في عام 2016: معالجة عدم المساواة»، والتي وجدت أن حوالي 767 مليون شخص في العالم يعيشون على أقل من 1.90 دولار يومياً في العام 2013، ونصفهم تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

نحو المساواة

وقالت آنا ريفينغا، وهي مديرة قسم الفقر والمساواة في مجموعة البنك الدولي «يشير هذا العدد من الأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع إلى وجود حاجة حقيقية للاستثمار بصفة محددة في السنوات المبكرة من عمر الأطفال – في خدمات من قبيل الرعاية السابقة للولادة للنساء الحوامل، وبرامج معنية بالنمو في الطفولة المبكرة، والتعليم العالي النوعية، والمياه النظيفة، والنظافة الصحية الجيدة، والعناية الصحية الشاملة. إن تحسين هذه الخدمات، وضمان أنه بوسع أطفال اليوم الحصول على فرص عمل لائقة عندما يحين الوقت، هو السبيل الوحيد لكسر حلقة الفقر المتوارث عبر الأجيال والمنتشر على نطاق واسع حالياً».

قارة الفقراء

يعتمد التقدير العالمي للفقر المدقع بين الأطفال على بيانات من 89 بلداً تمثل 83 في المئة من سكان العالم النامي. وتعاني منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من أعلى معدل للأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع، إذ يبلغ أقل قليلاً من 50 في المئة، كما توجد فيها الحصة الأكبر من أطفال العالم الذين يعيشون في فقر مدقع، إذ تزيد قليلاً عن 50 في المئة. أما ثاني أكبر حصة فتوجد في منطقة جنوب آسيا وتبلغ 36 في المئة – ويعيش أكثر من 30 في المئة من الأطفال الذين يعانون من فقر مدقع في الهند لوحدها. كما أن أربعة من كل خمسة أطفال يعانون من الفقر المدقع يعيشون في المناطق الريفية.

إضافة إلى ذلك، يكشف التقرير أنه حتى في الفئات الأعلى من فئات الفقر، يظل الأطفال يتأثرون على نحو غير متناسب. فحوالي 45 في المئة من الأطفال يعيشون في أسر معيشية يبلغ دخلها أقل من 3.10 دولار يوميا للشخص، مقارنة مع 27 في المئة للبالغين.
ودعت اليونيسيف مع مجموعة البنك الدولي، الحكومات إلى القيام بعدد من الخطوات لمحاربة الفقر، ومن بينها العمل بصفة منتظمة على قياس فقر الأطفال على المستويين الوطني ودون الوطني، والتركيز على الأطفال في الخطط الرامية للحد من الفقر الوطني، وذلك كجزء من الجهود الهادفة إلى إنهاء الفقر المدقع بحلول العام 2030.
فضلاً عن تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية المراعية للأطفال، بما في ذلك برامج التحويل النقدي التي تقدم مساعدة مباشرة للأسر الفقير لتغطية كلفة الغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم، وغيرها من الخدمات التي تحمي الأطفال من تأثير الفقر وتحسّن فرصهم في كسر حلقة الفقر خلال حياتهم. ودعت كذلك الحكومات إلى إيلاء الأولوية للاستثمار في التعليم، والصحة، والمياه النظيفة، والنظافة الصحية، والهياكل الأساسية التي تعود بالفائدة على الأطفال الفقراء، وتلك التي تساعد على وقاية الأشخاص من الوقوع في براثن الفقر بسبب تعرضهم لنكسات من قبيل الجفاف والأمراض وانعدام الاستقرار الاقتصادي. فضلاً عن صياغة القرارات بشأن السياسات بحيث يعود النمو الاقتصادي بالفائدة على الأطفال الأشد فقراً.
وتعمل اليونيسيف ومجموعة البنك الدولي مع شركاء من أجل كسر حلقة الفقر وتعزيز النمو في مرحلة الطفولة المبكرة – وذلك من خلال برامج تتراوح ما بين التحويلات النقدية، والتغذية، والعناية الصحية، والتعليم.
وتسعى اليونيسيف في جميع الأنشطة التي تقوم بها على تعزيز حقوق جميع الأطفال ورفاههم. وتعمل مع شركائها في 190 بلداً ومنطقة لترجمة الالتزامات إلى أنشطة ملموسة، وتركز جهوداً خاصة للوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفاً وعرضة للإقصاء، وذلك لمصلحة جميع الأطفال في كل مكان.
وتعتبر مجموعة البنك الدولي مصدراً حيوياً للمساعدة المالية والفنية للبلدان النامية في جميع أنحاء العالم، إذ نعمل معاً على إنهاء الفقر المدقع بحلول العام 2030 وتعزيز الرخاء المشترك في كل بلد. وهي أكبر ممول خارجي في العالم للتعليم، وأكبر ممول خارجي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وأكبر ممول دولي لمشاريع التنوع البيولوجي، وموارد المياه، ومشاريع النظافة الصحية. وتعمل بالتعاون مع 189 بلداً عضواً على مكافحة التحديات الإنمائية الأكثر إلحاحاً في جميع أنحاء العالم.