ترامب في مهمة شبه مستحيلة للثأر من كلينتون

الحدث الاثنين ١٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
ترامب في مهمة شبه مستحيلة للثأر من كلينتون

واشنطن - - وكالات

وجد المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض دونالد ترامب نفسه في وضع حرج جدا قبل المناظرة التلفزيونية الحاسمة التي جرت أمس الأحد أمام منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، بعد عطلة نهاية أسبوع كارثية. ففي الساعة 20:00 (1:00 تج اليوم الاثنين) في جامعة واشنطن في سانت لويس (ميزوري) يتواجه الملياردير ووزيرة الخارجية السابقة أمام ناخبين مترددين في مناظرة تبث مباشرة على القنوات الكبرى الأمريكية.

في حين تحاول كلينتون إقناع الناخبين بأن لديها الميزات لتولي منصب الرئاسة، قد يضطر ترامب إلى معالجة الأزمة التي برزت بعد تسريب الجمعة حوله تصريحات مهينة للمرأة أدلى بها في 2005 وأثارت استياء كبيراً. والنتيجة هي أن المرشح خسر في الـ48 ساعة الأخيرة كل الدعم الذي كان يحظى به بما في ذلك من كبار المسؤولين الجمهوريين.

«يمكنك القيام بأي شيء»

في الشريط الذي صورته قناة «أن بي سي» قبل 11 عاماً دون علمه يتباهى ترامب بالأسلوب الذي يلجأ إليه لجذب النساء باستخدام تقنيات هي أقرب إلى التحرش الجنسي.
وقال ترامب: «عندما تكون معروفاً تسمح لك النساء بالقيام بكل ما تريد، بأي شيء».
وتأتي هذه الفضيحة في وقت يحتاج فيه ترامب بشدة إلى أصوات الناخبات المعتدلات. وقد يخسر الآن هذه الأصوات الحاسمة لكي يحقق تقدما قبل أقل من شهر على الاقتراع في الثامن من نوفمبر.
وتوقع الكثيرون أن يكون النقاش حاميا خصوصا وأن ترامب اعتبر خاسرا بعد المناظرة الأولى مع المرشحة الديموقراطية.
فما هي الاستراتيجية التي سيعتمدها المرشح الجمهوري؟ الذي يجد نفسه في موقف دفاعي لتحسين موقعه الصعب بعد أن بات معزولا وعرضة للانتقادات حتى من أقرب المقربين منه. وتصريحاته مساء الجمعة والسبت تعطي فكرة عن الخطوة التالية لترامب الذي كرر اعتذاراته وأكد أنه تغير، وشن هجمات على هيلاري كلينتون مستهدفا زوجها بيل المعروف لمغامراته الجنسية السابقة خارج إطار الزواج.
والسبت نشر ترامب مجددا رسالة من امرأة أكدت في 1999 أن الرئيس بيل كلينتون اغتصبها في 1978.
كما سيكرر ترامب عزمه على مواصلة الحملة الانتخابية حتى النهاية باسم إخلاص مناصريه، ورغم دعوات مسؤولين جمهوريين له بالانسحاب من السباق.

خسـارة

كما قد يضطر ترامب إلى شرح كيف يعتزم توحيد الأمريكيين بعد أن أعلن مسؤولون كبار في معسكره السبت الفائت أنهم لن يصوتوا له.

وبين هؤلاء جون ماكين وميت رومني المرشحان السابقان إلى البيت الأبيض وأرنولد شوارتزنيجر الممثل السابق والحاكم السابق لولاية كاليفورنيا، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس.
وقال ماكين فى بيان: «لقد أردت دعم مرشح حزبنا. هو لم يكن خياري، ولكن كمرشح سابق اعتقدت أنه من المهم أن أحترم حقيقة أن دونالد ترامب فاز بغالبية المندوبين في إطار القواعد التي وضعها حزبنا. أعتقدت أنني مدين لأنصاره بهذا الاحترام». وأضاف: «لكن سلوك دونالد ترامب هذا الأسبوع، الذي يتلخص بالكشف عن تصريحاته المهينة حيال النساء وتفاخره بتهجماته الجنسية، يجعل مواصلة تقديم الدعم لترشيحه -حتى لو كان مشروطا- أمرا مستحيلا». وتابع ماكين «سندي (زوجته) وأنا لن نصوت لدونالد ترامب». وأكد السناتور الجمهوري «لم أصوت أبدا لمرشح رئاسي ديموقراطي، ولن أصوت لهيلاري كلينتون. سنكتب اسما جمهوريا محافظا جيدا مؤهلا ليكون رئيسا».
وأعرب الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول راين عن «اشمئزازه» من تصريحات ترامب. حتى نائبه مايك بنس أخذ مسافة من ترامب. وقال بنس: «لا يمكنني أن أدافع عن تصريحات المرشح الذي اختاره الحزب» لكنه في المقابل رحب باعتذارات ترامب في هذا الخصوص.
أما زوجــــة المليـــاردير ميلانيــــــا فقــــد طلبت مــن الأمريكييـــن أن يغفـــروا لزوجهـــا هــــذه التصريحات التي لا تعكس شخصيته الحقيقية.
وقال لاري سباتو خبير الشؤون السياسية في جامعة فيرجينيا إن شريط الفيديو الذي يعود إلى العام 2005 «سكين طعن بها ترامب في القلب. خلال المناظرة سيتم بالتأكيد التطرق إلى هذا الموضوع».
وأضاف «لن يخسر ترامب أي صوت في قاعدته الانتخابية لأنهم لا يكترثون. لكنه لن ينجح في توسيع قاعدة دعمه».
كما أعلن خمسة من أعضاء الكونجرس الأمريكي، عن الحزب الجمهوري، اعتزامهم عدم التصويت لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب بعد فضيحته الأخلاقية الأخيرة، حيث تم تسريب تسجيل صوتي له يعود للعام 2005، يسيء فيه للنساء.
وذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية الأمريكية أمس السبت أن مارثا روبي، عضو مجلس النواب عن ولاية ألاباما؛ ومايك كرابو، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أيداهو؛ وياسون شافيتز، عضو مجلس النواب عن ولاية يوتاه؛ وباربارة كومستوك، عضو مجلس النواب عن ولاية فرجينيا؛ علاوة على كيلى أيوت، عضو مجلس الشيوخ عن نيوهامبشاير؛ أكدوا جميعا اعتزامهم عدم تأييد ترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة.
من جانبها، وصفت باربارة كومستوك، عضو مجلس النواب عن ولاية فرجينيا -في بيان بهذا الصدد- الأوصاف التي صدرت عن ترامب، والتي ترجع إلى العام 2005، بأنها «مثيرة للغثيان وغير لائقة»، ولكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لن تصوت لصالح المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون.
وكان ترامب قد أعلن، في وقت سابق اليوم، اعتذاره عن هذا التسجيل قائلا: «لقد أخطأت بإطلاق هذه الأوصاف».

واشنطن - أ ف ب:تحتاج المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون إلى مشاركة كثيفة من الأقليات وخصوصا السود من أجل أن تهزم خصمها الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية وتصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة. فهل تنجح في تعبئتهم للمشاركة والإدلاء بأصواتهم في 8 نوفمبر في الولايات التي تشهد منافسة محتدمة مثل كارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا وفلوريدا؟

يجيب سانتي جونز (37 عاما)، رجل الأعمال الأسود، متحدثا لوكالة فرانس برس أمام ملعب في كارولاينا الشمالية قبل بدء مباراة لكرة القدم، أن «بوسعها تحقيق ذلك، لكن عليها أن تبذل جهودا أكبر بقليل».

شهدت الولايات المتحدة منذ العام الفائت سلسلة من الحوادث قتل فيها سود برصاص الشرطة، ما أجج التوترات العرقية في هذا البلد.
واتهم البعض رجل الأعمال الثري دونالد ترامب بالمساهمة في تعميق الشقاق من خلال الخطاب الاستفزازي الذي بنى حملته الانتخابية عليه، والسنوات التي قضاها يروج لفكرة أن باراك أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، لم يولد على الأراضي الأمريكية، وتقربه من أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض.
وحين سئل ترامب خلال مناظرته الأولى مع هيلاري كلينتون، عما إذا كان من الضروري معالجة الانقسام العرقي في الولايات المتحدة، في أعقاب اضطرابات دامية هزت مدينة شارلوت، رد مؤكدا «إننا بحاجة إلى فرض القانون والنظام في بلادنا».
وتعد كارولاينا الشمالية محورية في جهود كلينتون لحشد التأييد التاريخي الذي قدمه السود لباراك أوباما، وتكرار التجربة لصالحها هذه المرة في الولايات المتأرجحة التي ستحسم نتيجة الانتخابات. وفاز أوباما بفارق ضئيل في كارولاينا الشمالية العام 2008، لكنه عاد وخسر الولاية بعد أربع سنوات. وتكثف كلينتون حملتها حاليا لتحويل مسار الولاية لتصب لصالح الحزب الديموقراطي من جديد.
يشكل السود 12 % من الناخبين الأمريكيين، وهم يؤيدون هيلاري كلينتون بنسبة تقــارب 90 %، بحسب مختلــف استطلاعات الرأي. ورغم ذلك، لا يزال العديد منهم يبدون حماسة ضعيفة لها.
وفي مؤشر إلى حجم التحدي الذي تواجهه كلينتون، قال جونز نفسه إنه رغم تأييده لوزيرة الخارجية السابقة، ليس متأكدا من أنه سيدلي بصوته.
وفي أحد مكاتب حملة كلينتون في الشارع التجاري من مدينة شارلوت، كان متطوعون بينهم أرنيتا ستريكلاند (56 عاما) يجرون اتصالات هاتفية لتحفيز الديموقراطيين والناخبين المترددين وحضهم على المشاركة في التصويت.
حين سئلت ستريكلاند التي تعمل سكرتيرة طبية، عما إذا كان بوسع ترامب أن يفعل أو يقول أي شيء لحملها هي أو سواها من السود على تبديل رأيهم والتصويت له، هزت رأسها نافية.
وقالت: «إن السود ديموقراطيون بمعظمهم. ومهما قال، هم لن يصوتوا له. إننا معتادون على التكاتف في ما بيننا». ورغم ذلك، فإن ستريكلاند التي تطوعت لأوباما، أبدت شكوكا حول ما إذا كانت المشاركة لصالح كلينتون «ستوازي المشاركة لصالح أوباما».

أصوات السود أساسية لهيلاري كلينتون في الولايات المتأرجحة