أكثر من 1500 مرشح يتسابقون نحوالبيت الابيض الحملة الرئاسية الامريكية .... خليط من المفاجات والغرائب

الحدث الخميس ٢٨/يناير/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
أكثر من 1500 مرشح يتسابقون نحوالبيت الابيض
الحملة الرئاسية الامريكية .... خليط من المفاجات والغرائب

واشنطن – ش – وكالات

مايكل بيتيو نجار وجندي سابق من جنود البحرية الأمريكية وجد وقائد للفرقة الموسيقية بكنيسة ارثوذكسية روسية يحب أن يتباهى بما تصنعه يداه في البيت من العجائن الملفوفة بالمكسرات.
وهو إلى جانب كل ذلك مرشح لرئاسة الولايات المتحدة.
وليس لبيتيو (66 عاما) الذي يعيش في ولاية انديانا ممولون كبار كما أن خبراته السياسية محدودة لا تتجاوز محاولتين فاشلتين للفوز بعضوية الكونجرس الأمريكي كما أن فرصه في الفوز في انتخابات الرئاسة معدومة.
لكن هذا لم يمنعه من التفكير في أنه الشخص المناسب لخلافة الرئيس باراك أوباما في هذا المنصب.
وبيتيو من بين عدد متزايد من الأمريكيين الذين يطمحون لشغل مقعد الرئاسة بسبب ما يصفه خبراء علم النفس بأنه نرجسية متزايدة وارتياب في القيادات وكذلك قوة وسائل التواصل الاجتماعي في تيسير الوصول إلى الجماهير.
ويسلم بيتيو بأنه لا فرصة له في النجاح لكنه يعتقد أنه لا يحتاج سوى لبعض الاهتمام ويقول "كيف يدركون أنني لست الشخص التالي الذي عليه الدور."
وتقول اللجنة الاتحادية للانتخابات إن أكثر من 1500 مرشح تقدموا لخوض انتخابات الرئاسة.
وقد زاد عدد المرشحين الساعين للرئاسة إلى أكثر من ثلاثة أمثاله إذ بلغ العدد 417 مرشحا في انتخابات عام 2012 رغم أن بعض المتقدمين رشحوا أنفسهم بأسماء ربما تكون مستعارة مثل ديسكو دادي ودارث فيدر.
ومن المرشحين هذا العام سوزان يونج مدرسة الدراسات الاجتماعية في كاليفورنيا التي تهدف لإعطاء طلبتها درسا عمليا في الديمقراطية وكذلك تيري جونز القس المعروف في ولاية فلوريدا بتنظيم عمليات حرق المصاحف إلى جانب رائد برامج مكافحة فيروسات الكمبيوتر جون ماكافي.
ومنهم أيضا إيدي بوكوايج التي نشرت على موقعها على الانترنت وصفة لأكلة تطهوها جدتها بالفلفل الحامي ووعدت الناخبين بأن العامين الأخيرين من فترة رئاستها سيتسمان بالملل لأنها ستكون قد أصلحت كل ما لحق بالبلاد من ضرر. وأخطأت في كتابة كلمة ضرر.
وهؤلاء المغامرون الذين يدفعهم الطموح ليسوا عنصرا في استطلاعات الرأي التي توضح أن دونالد ترامب والسناتور تيد كروز من ولاية تكساس يتصدران السباق على الفوز بترشيح الجمهوريين لانتخابات الرئاسة بينما يتسابق السناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت ووزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وذلك قبل المؤتمرات الانتخابية في ولاية ايوا والانتخابات التمهيدية في نيوهامبشاير الشهر المقبل.

* "عسل رأسا من خلية النحل"
في مقابلة مع رويترز تبنى بيتيو نظريات المؤامرة فزعم أن مقر إدارة الإيرادات الداخلية (الضرائب) الأمريكية في بويرتو ريكو وأن أعضاء تنظيم القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر عام 2001 تلقوا مساعدة من داخل الحكومة الأمريكية وأن الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ تقيم معسكرات اعتقال في مختلف أنحاء البلاد.
وقال خبير علم النفس السياسي بارت روسي إن المهم بالنسبة لأمثال بيتيو إيجاد مواطنين أمريكيين مستعدين للإنصات لما يقولونه.
وأضاف روسي "فهم يريدون نشر آرائهم وأفكارهم. يريدون أن يكونوا في الساحة حتى إذا لم يكن الفوز في السباق من نصيبهم."
وقال المحلل النفسي وخبير القيادة مايكل ماكوبي إن العالم يمر بتغيرات عميقة وإن أعداد المرتابين في القيادات الحالية تتزايد.
وتابع "من المفهوم أن يكون هناك كثير من الناس الذين يعتقدون أن لديهم الإجابة."
وبيتيو جمهوري لكنه يرفض التصنيفات الحزبية لأنه يؤيد الاتحادات العمالية - وهو الموقف المعتاد للديمقراطيين - وفي الوقت نفسه يؤمن بأن الشركات الأمريكية يجب أن تدفع ضرائب قليلة أو لا تدفع ضرائب على الاطلاق.
وقد ضمن بيتيو صوتا واحدا على الأقل. فقد قال صديقه القديم ونصيره جيم رايت (65 عاما) وهو مهندس متقاعد يتولى توزيع منشورات لصالح بيتيو إنه سيصوت لصالح بيتيو رغم أنه يعلم أن فرصه في النجاح "أشبه بفرصة بقاء كرة ثلج في الجحيم".

مفاجات
في حملة رئاسية اميركية مليئة بالمفاجآت، اضاف رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ بعض الشكوك معلنا انه ينوي خوضها كمرشح مستقل.
واكد مقربون من بلومبرغ لصحيفة "نيويورك تايمز" ان الاخير مستاء من هيمنة دونالد ترامب لدى الجمهوريين، وغاضب لتردد هيلاري كلينتون وتقدم السناتور بيرني ساندرز لدى الديموقراطيين.
وبلومبرغ (73 عاما) الملياردير المؤسس لوكالة المعلومات المالية التي تحمل اسمه، كان اشار في الماضي الى رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية. لكن في بلد لم يتم فيه يوما انتخاب اي مرشح مستقل رئيسا، لم يتخذ ابدا هذه المبادرة.
وهذه المرة قد يكون حدد مهلة حتى مطلع مارس لاتخاذ قراره بعد الاقتراع في اول ولايتين ايوا ونيوهامشير. حتى انه استعان بخدمة مستشار لمساعدته في اطلاق حملته المحتملة واجرى استطلاعا للرأي الشهر الماضي لتقدير فرصه في الفوز امام دونالد ترامب وهيلاري كلينتون وفقا لنيويورك تايمز.
وبلومبرغ وهو برغماتي اكثر منه ايديولوجي، يبحث اولا عن نتائج ويعشق الارقام، ولطالما كان ديموقراطيا قبل ان يصبح جمهوريا في 2001 ليترشح لرئاسة بلدية نيويورك ثم كمستقل في 2007.
وبلومبرغ صاحب اكبر عاشر ثروة في الولايات المتحدة وقيمتها 36,5 مليار دولار بحسب مجلة "فوربس"، اكد انه مستعد لانفاق مليار دولار لحمتله.
وبلومبرغ شخصية سياسية قريبة من وول ستريت، لا يتساهل بتاتا مع القضايا الامنية ويعارض بقوة الاسلحة النارية ويؤيد اصلاحا لنظام الهجرة. كما انه منذ زمن بعيد يؤيد فكرة الزواج للجميع والخيار الحر في الاجهاض وهي امور لا تلقى تأييدا لدى اليمن واليسار سواء.

معارك اصحاب المليارات
وكرئيس لبلدية نيويورك (2002-2013) روج ايضا كثيرا للقضايا الصحية ومنع التدخين في الحانات والمطاعم والاماكن العامة وارغم شبكات المطاعم على نشر لائحة بالسعرات الحرارية على قائمة الطعام.
وفي حال خاض الانتخابات ستكون المعركة صعبة جدا خصوصا وانه غير معروف على الصعيد الوطني.
وبحسب خبراء من المستبعد ان يجازف في حال اختار الديموقراطيون هيلاري كلينتون في اول الولايات التي ستقترع.
وفي الواقع اعلنت كلينتون انها لن تمنحه هذه الفرصة. وصرحت الاحد لقناة ان بي سي، "انه صديق عزيز سابذل كل جهدي لاكون مرشحة الحزب الديموقراطي وسنرى ما يحصل بعد ذلك". واضافت "حسب ما فهمت في حال لم اكن المرشحة سيفكر في الامر. ساوفر عليه عناء ذلك".
اما النيويوركي دونالد ترامب الذي وصل في المرتبة الاولى في استطلاعات الرأي في صفوف الجمهوريين فقال انه من دعاة سروره ان يتبارز مع رئيس البلدية السابق.
وصرح لقناة سي ان ان "اعرف مايكل جيدا ساكون في غاية السرور ان اتنافس معه" مشيرا الى ان لديه افكارا مختلفة تماما في مجالي الاسلحة النارية والاجهاض.
ودان بيرني ساندرز سناتور فيرمونت المعارض لوول ستريت الذي يأتي بعد هيلاري كلينتون في ايوا ويتقدم عليها في نيو همبشر، بقوة "تنافس مرشحين مليارديرين لرئاسة الولايات المتحدة".
وقال لقنوات تلفزيونية "بالنسبة لي هذه ليست الديموقراطية الاميركية معركة بين اصحاب مليارات. لكن في حال حصل ذلك اني واثق من اننا سنفوز".
من جهته رأى الجمهوري راند بول ان ترشيحه قد يجذب اصوات الديموقراطيين "ما قد يعود بالفائدة على الجمهوريين".
وكان اخر مرشح مستقل خاض الانتخابات الرئاسية الاميركية الملياردير روس بيرو في 1992 ونال 18,9% من الاصوات وساهم في هزم المرشح الجمهوري جورج بوش امام بيل كلينتون. وكان خاض الانتخابات مرة اخرى في 1996 كمرشح عن حزب الاصلاح وحصل على 8% من الاصوات.

كلينتون وإسرائيل
من جانبها تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون بالوقوف بجانب إسرائيل بما فى ذلك ضمان أن تلتزم إيران بوعودها بعدم الحصول على أسلحة نووية.
وقالت كلينتون،المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر أهمية الآن من أى وقت مضى فى ظل الإرهاب والاضطرابات. وأضافت كلينتون فى كلمة لها أمام مجموعة يهودية أمس، الاثنين، إنه يجب أن يفهم أن من المصلحة القومية لأمريكا أن تظل إسرائيل حصن الاستقرار وحليف أساسى فى منطقة تعج بالفوضى، مشددة على ضرورة أن تكون إسرائيل قوية بما يكفى لردع أعدائها وأيضا للقيام بخطوات لاستئناف السلام.
وقالت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية أن كلينتون شددت خلال كلمتها على خبرتها كوزير خارجية وكسيناتور بمجلس الشيوخ، ولم تأت على ذكر منافسها الأساسى على نيل ترشح الحزب الديمقراطى بيرنى ساندرز، لكنها لمحت إلى أنها المرشحة الأكثر خبرة بقولها إننا فى حاجة إلى رئيس يفهم ويستطيع القيام بكافة أعباء العمل.