اللاجئون معاناة إنسانية بين الغربة وتطـــرف اليمين الأوروبي

الحدث السبت ٠٨/أكتوبر/٢٠١٦ ٢١:٤٠ م

عواصم –

قالت قناة «فرانس 24» الفرنسية ، إن حزب «الدنماركيين» اليميني المتطرف قام بداية الشهر الجاري بتوزيع ما يقرب من 100عبوة من مثبتات الشعر قدمها على أنها «سلاح قانوني فعال» ضد المهاجرين في مدينة هاديرسليف الصغيرة بالجنوب الشرقي للبلد.

وجرى توزيع هذه البخاخات للمرة الأولى يوم السبت 24 سبتمبر في شوارع مدينة هادير سليف على يد أعضاء حزب «الدنماركيين»، وبالفعل وصل الـ «أسبراي» إلى 137 شخصا، ونال الحزب موجة من الانتقادات ولكنه على الرغم منها إلا أن مؤسس هذا الحزب اليميني المتطرف لا يرى في ذلك الفعل أي شيء غريب أو خطأ.

ومن ناحيته قال رئيس الحزب الدنماركي إن استخدام هذا السلاح لإبعاد المهاجرين ويصفه بـ»القانوني»، قائلا إنها مادة لتثبيت الشعر وليست بخاخ الفلفل، وإن الهدف منها قوي للغاية فهي تصيب بالعمى المؤقت إذا تم بخها على الوجه وإصابة العين بها.

غبار وأتربة

في السابع والعشرين من سبتمبر الفائت علقت نائبة حزب اليمين المتطرف الفرنسي لمدينة فوكلوز ماريون ماريشال لو بان، على موضوع اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين في فرنسا خلال لقاء لها مع إذاعة «بي أف ام تي في» الفرنسية، حيث قالت إن الجمهورية تحتاج إلى نفض الغبار حتى تزيل الشوائب والأتربة، وهو ما يجب أن يتم فعله مع المهاجرين، حيث إن وجودهم في بلادنا يسيء لنا جميعا، ويتسبب في الكثير من المناوشات وحالات التوتر بالبلاد.

وخلال اللقاء انتقض المحاور جون جاك بوردان حديثها بهذا الشكل عن المهاجرين، فأجابت عليه «ألم نعترف بتعبير إخفاء الأتربة والغبار أسفل السجاد؟ وهو ما يحدث الآن»، منتقدة موقف الحكومة الفرنسية والرئيس الحالي فرنسوا هولاند والذي يعمل على إيجاد مساكن أخرى للمهاجرين. وأوضحت أن تلك السياسة تعمل على شيء آخر وليس حل أزمة المهاجرين كما يدعون، ولكنهم ينشرونهم في مختلف الأراضي الفرنسية حتى لا يتكدسون في مدينة كاليه بالتحديد بعد أن تزايدت أعدادهم، ولكن في الواقع فهم جميعا في فرنسا أيضا، وما زال هناك نفس القلق. وقالت لوبان، قانون الحق في اللجوء الذي تعمل به فرنسا حاليا مضلل وغير قانوني، حيث إن تهريب المهاجرين من الأساس ليس قانوني كما يجب تشديد الخناق على شبكات التهريب، وليس علينا أن نتحمل إسكان الأشخاص الهاربين من الحروب في بلادهم.

اشتباكات
قبلها وفي الخامس عشر من سبتمبر الفائت أيضا أعلنت الشرطة الألمانية ، وقوع اشتباكات بين متظاهرين من اليمين المتطرف وطالبي لجوء بمدينة باوتسن شرقي البلاد.

وقال المتحدث باسم الشرطة توماس ناوب- حسبما ذكرت شبكة (إيه بي سي) الأمريكية- أن الشرطة دفعت بمائة شرطي لفض الاشتباكات بين 80 من الألمانيين و20 طالب لجوء في إحدى مناطق التسوق. وأضاف المتحدث أن المتظاهرين الألمان رددوا هتافات قومية ولاحقوا طالبي اللجوء إلى مقر سكنهم ثم هاجموا سيارة إسعاف بالحجارة لمنعها من الاقتراب من مقر طالبي اللجوء لعلاج أحد المصابين.
وأكدت الشرطة أن قواتها عملت على الفصل بين الفريقين فيما لم تعلن حصيلة تضم عدد المصابين في صفوف الفريقين أو صفوف قوات الشرطة جراء الاشتباكات.

جزر خارج أوروبا

في الثالث عشر من أغسطس الفائت قالت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يمثل اليمين المتطرف إن على برلين إرسال المهاجرين الذين يتم رفض طلبات لجوئهم والمهاجرين غير الشرعيين إلى جزر خارج أوروبا وتحويل مكتب اللاجئين التابع لها إلى مكتب للتهجير.
وتسبب تدفق أكثر من مليون مهاجر العام الفائت في زيادة شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا الذي له الآن مقاعد في عدة مجالس الولايات الست عشرة.
وأدلت زعيمة الحزب فراوكه بيتري بهذه التصريحات في مقابلة مع صحيفة بيلد
وقالت بيتري: «سيتم نقل المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين يتم رفض طلباتهم إلى جزيرتين خارج أوروبا تحت حماية الأمم المتحدة». لكنها لم تحدد الجزيرتين اللتين قصدتهما.
وفسرت وسائل إعلام ألمانية تصريحات بيتري بأنها إشارة إلى ناورو ومانوس وهما جزيرتان في المحيط الهادي تمول فيهما استراليا مخيمات لإيواء طالبي اللجوء الذين تعترض طريقهم أثناء محاولتهم الوصول إلى شواطئها بالقوارب. ويتم إبلاغ هؤلاء بأنهم لن ينقلون أبدا إلى استراليا. وقالت بيتري «أقترح تحويل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إلى مكتب للتهجير (إلى خارج البلاد) بما يضمن مغادرة كل المهاجرين غير الشرعيين لهذه الأرض بأسرع ما يمكن».
ومنذ العام الفائت يعج مكتب الهجرة بمئات الآلاف من طالبات اللجوء

مواجهة حتمية

في الثاني عشر من يوليو أعرب باتريك كالفار مدير جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسية عن خشيته من «مواجهة حتمية» بين أقصى اليمين والعالم الإسلامي، جاء ذلك ضمن تسجيل كشف عن محتواه عما كان كالفار قد قاله في الرابع والعشرين من مايو الفائت أثناء جلسة استماع مغلقة أمام لجنة التحقيق البرلمانية حول اعتداءات وقعت بباريس في العام 2015.
وقال كلفار: «أظن أننا سننتصر على الإرهاب..وفي المقابل فانه يقلقني أكثر تطرف المجتمع والفيضان الذي يجرفه». مضيفا «هذا ما يقلقني كلما تحدثت مع جميع الزملاء الأوروبيين.. وسيكون من الواجب علينا في وقت من الأوقات أن نوفر الإمكانيات اللازمة للاهتمام بمجموعات متطرفة أخرى، فالمواجهة أصبحت حتمية». واستطرد مدير المخابرات الداخلية الفرنسية موضحا «ستقع مواجهة بين اليمين المتطرف والعالم الإسلامي – ليس الإسلاميون بل فعلا العالم الإسلامي».

وكان مدير الاستخبارات قد سبق أن أدلى بتصريحات مماثلة في 10 مايو الفائت أمام لجنة الدفاع الوطني في الجمعية الوطنية الفرنسية.. حيث قال آنذاك «أوروبا في خطر كبير، المتطرفون يزيدون قوة في كل مكان ونحن (أجهزة المخابرات الداخلية) بصدد حشد الموارد لنهتم بأقصى اليمين الذي لا ينتظر غير المواجهة.. ويكفي حدوث اعتداء آخر أو اثنين وستقع (المواجهة). لذلك فمن واجبنا أن نستبق الأحداث ونتصدى لكل هذه المجموعات التي ستقوم، في وقت من الأوقات، بإثارة مواجهات طائفية». يشار الى أن المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا الذي أسسه في 2011 المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، قد أفاد بأن عدد الاعتداءات اللفظية والجسدية التي تستهدف المسلمين أو المساجد قفزت العام 2015 بنسبة 281 %‏ خلال الأشهر الستة الأولى، مقارنة بنفس الفترة من العام 2014.