قندهار – عواصم – ش – وكالات
قام مقاتل من حركة طالبان اندس في صفوف شرطة ولاية اروزغان الواقعة في جنوب افغانستان، امس الثلاثاء بتخدير عشرة من زملائه وقتلهم في ثاني هجوم "من الداخل" خلال ثمانية ايام.
وبعد ذلك، استولى المهاجم على اسلحة الشرطيين وفر من مركز الشرطة في منطقة شينارتو في ولاية اروزغان حيث تقوم الشرطة بالبحث عنه.
ويندرج الهجوم الذي وقع بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في اطار الحملة غير المسبوقة التي تشنها حركة طالبان في الشتاء على الرغم من تزايد الضغوط لاستئناف عملية السلام بين الحكومة الافغانية والمتمردين.
وقال الناطق باسم حاكم الولاية دوست محمد نياب لوكالة فرانس برس ان "تحقيقاتنا كشفت ان الرجل تعاون مع طالبان وقام بتخدير زملائه وقتلهم بينما كانوا غائبين عن الوعي ثم سرق اسلحتهم وهرب".
واكد نائب قائد شرطة الولاية رحيم الله خان حصيلة الهجوم وقال ان "عملية مطادرة للقبض عليه بدأت".
واعلنت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد مسؤوليتها عن الهجوم الذي سمح للمتمردين كما قال، بالاستيلاء على الموقع المتقدم الذي قتل فيه العسكريون.
وغالبا ما تلجأ طالبان الى هذه "الهجمات من الداخل" التي يطلق فيها شرطي او جندي النار على زملائه. وشكلت هذه الهجمات مشكلة كبيرة خلال وجود قوات حلف شمال الاطلسي التي قاتلت طالبان لسنوات الى جانب القوات الافغانية.
وانهت قوات الحلف عملياتها القتالية في كانون الاول/ديسمبر 2014.
ووقع هجوم مماثل في الولاية الاسبوع الماضي اسفر عن مقتل تسعة شرطيين. وقال متحدث باسم الحاكم ان اربعة شرطيين كانوا "يتعاونون" مع طالبان قتلوا رفاقهم اثناء نومهم.
ويحاول عناصر طالبان الانتشار في اروزغان وتثبيت وجودهم في هذه الولاية النائية الواقعة في جنوب افغانستان.
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد تعهد في وقت سابق بـ"دفن" فروع تنظيم داعش المتواجدة في بلاده، فيما أصبح الجيش الأميركي يتمتع بسلطات واسعة حاليا في محاربة الجهاديين في البلاد.
ويضم تنظيم داعش عناصر منشقين عن حركة طالبان الذين أصيبوا بخيبة أمل من القيادة، بالإضافة إلى قدامى حركة طالبان الباكستانية (تحريك طالبان)، تحت اسم "ولاية خراسان" التي تشمل افغانستان وباكستان وبعض المناطق في دول مجاورة، بحسب الجهاديين.
وجاء هذا الهجوم بينما تسعى السلطات الافغانية لاستئناف محادثات السلام مع الحركة المتمردة. وتشارك كابول في اجتماعات رباعية مع الولايات المتحدة وباكستان والصين تهدف الى احياء محادثات السلام مع المتمردين.
وعقد اجتماع اول قبل اسبوعين في باكستان ثم جرت جولة ثانية في كابول الاثنين الماضي بدون ان تحقق اي تقدم. واتفق الافغان والاميركيون والباكستانيون والصينيون على الاجتماع مجددا في السادس من فبراير في اسلام اباد لكنهم لم يذكروا موعد انضمام ممثلين لطالبان الى المفاوضات.
وجرت محادثات مباشرة اولى بين الحكومة الافغانية وطالبان الصيف الماضي، لكن اجتماعا ثانيا ارجئ الى اجل غير مسمى بعد اعلان وفاة زعيم الحركة الملا محمد عمر.
وقد جددت حركة طالبان الاحد مطالبتها بانهاء "الاحتلال" الاجنبي لافغانستان وشطب عدد من كوادرها من "اللوائح السوداء" كشرط مسبق لاستئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الافغانية بهدف انهاء التمرد المستمر منذ 14 عاما.
ووردت هذه الشروط في تصريحات للمتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في الدوحة حيث بدأ ممثلون لطالبان يومين من المناقشات مع وفد افغاني في اطار اجتماع جرى في قطر ونظمته حركة باغواش الدولية الداعية الى حل الازمة الافغانية.