معركة الموصل.. ستمر بمراحل وعمليات استنزاف تسبق ساعة الصفر

الحدث الأحد ٠٩/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
معركة الموصل.. ستمر بمراحل وعمليات استنزاف تسبق ساعة الصفر

واشنطن – ش – وكالات

مع اقتراب يوم الحسم لتحرير الموصل من قبضة "داعش" ، تتصاعد وتيرة الأحداث التي تستبق المواجهات التي من المتوقع لها أن تكون الأشرس بين مسلحي داعش والقوات العراقية.
ويقول المراقبون إن قوى دولية وإقليمية عديدة تضع معركة تحرير الموصل المرتقبة في بؤرة المتابعة والتحليل، نظرا للتداعيات التي ستترتب عليها سواء فشلت العمليات العسكرية في تحرير الموصل من قبضة داعش أو نجحت في ذلك.
وتشير التقارير إلى قيام القوات الأمريكية وحلفائها الدوليين في الحرب على داعش بأنشطة استهداف قتالية لقدرات داعش خلال الأيام الفائتة فيما يشبه حرب استنزاف تسبق المعارك الرئيسية، فعلى مدار سبتمبر الفائت نجحت المقاتلات الأمريكية والحليفة في تدمير القوة البحرية لداعش والمؤلفة من مائة زورق تعمل عبر نهري دجلة والفرات لنقل العتاد والرجال وأفادت التقارير أن عدد الزوارق النهرية التي تمتلكها داعش يصل إلى 100 زورق مسلح بالرشاشات ومضادات الدروع تم تدمير 65 منها على الأقل بما يحد من قدرة التنظيم على المناورة وتهريب عناصره إلى خارج الموصل لتوسيع دائرة القتال.
وبحسب التقارير الأمريكية ، فقد وافقت الحكومة العراقية على مطلب تعزيز القوات الأمريكية ومهمة عملها ليصل بذلك عدد القوات الأمريكية المقاتلة العاملة في العراق إلى 5262 جنديا من صفوة الجيش الأمريكي، وقالت جيفيرسون دافيد الناطق باسم شعبة العمليات في "البنتاجون" أن مناطق تمركز القوات الأمريكية الإضافية لن يتم الكشف عنه لأسباب تتعلق بأمنها.
ورغم اقتراب انطلاق معركة استعادة الموصل بحسب تواتر التصريحات الرسمية والتأكيدات العراقية والأجنبية الا أن هذه المعركة ستكون عبر مراحل بحسب مراكز بحثية أميركية.
وبحسب دراسة منشورة من قبل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني ستكون عملية استعادة الموصل متعددة المراحل، حيث يجب اكتمال تجهيز قاعدة القيارة جنوب الموصل لتمكين هبوط طائرات الشحن، الأمر الذي سمح بنقل الذخيرة والوقود والمؤن جواً مباشرة إلى الخطوط الأمامية بدلاً من نقلها بالشاحنات من المستودعات العسكرية العراقية بالقرب من بغداد والتي نحو 300 كم جنوباً.
وقد تم نقل حوالي 560 مستشاراً عسكرياً أمريكياً إلى القيارة لتقديم المشورة والمساعدة في الهجوم. كما تم وضع أنظمة مدفعية أمريكية وفرنسية بعيدة المدى، إلى جانب مدافع "هاوتزر" متنقلة قادرة على بلوغ نصف المسافة باتجاه الموصل مع قاذفات صواريخ قادرة على ضرب المدينة نفسها، وذلك بأقل من 20 ثانية وبدقة كبيرة.
تشكل القيارة أيضاً نقطة تجمّع للقوات العراقية التي ستحرر الموصل. وتتألّف هذه القوات بشكل أساسي من قوات الجيش العراقي. فهناك حوالي 11 لواءً للجيش والقوات الخاصة العراقية المستعدة للهجوم ويبلغ عدد كل منها نحو 2000 جندي.
إلى جانب ذلك، هناك خمس وحدات إضافية من قوات الشرطة القبلية أو شبه العسكرية المستعدة للهجوم أيضاً، وتضم حوالي 6000 جندي معظمهم من العرب من منطقة الموصل الأوسع نطاقاً. كما أن قوات "البيشمركة" وعدداً قليلاً من وحدات الشرطة شبه العسكرية المدعومة من الكرد والتي تحرسها المكونات الصغيرة التي تطوّق الموصل من شمال شرق المدينة وستطبق الحصار عليها من ذلك الجانب.
هذا ويبدو أنه تم إعداد صيغة للسماح لمتطوعي الأمن من جنوب العراق بتقديم دعم غير مباشر للمعركة من دون إثارة قلق سكان الموصل. وسيتم استخدام هؤلاء المتطوعين المنضوين تحت لواء الحشد الشعبي لتأمين المناطق والطرق الريفية الخاوية جنوب القيارة وغرب الموصل، ولكنها لن تلعب دوراً في المعركة في قلب المدينة.