عودة "الكوليرا" إلى اليمن

الحدث الأحد ٠٩/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
عودة "الكوليرا" إلى اليمن

نيويورك – صنعاء – ش – وكالات

لا تقف الحرب في اليمن عند حدود تدمير البنية التحتية، وإيقاع الخسائر في صفوف اليمنيين، وإنما فتحت الباب لعودة الأمراض المنقرضة، كما حدث مع وباء الكوليرا، الذي أكدت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة انتشاره في العاصمة صنعاء، بينما يشتبه في وجود حالات أخرى في مدينة تعز الجنوبية.
وتدهورت أوضاع الصحة العامة في اليمن بعد 18 شهرا من الحرب الأهلية، كما أن ندرة المياه الصالحة للشرب جعلت الأمر يتفاقم، حسب منظمة الصحة العالمية. وقال ممثل يونيسف في اليمن جوليان هارنس -في بيان صحفي- إن وباء الكوليرا في اليمن يضاعف بؤس الملايين من الأطفال، ويزيد المخاطر الصحية في البلاد.
وأشار هارنس إلى أن يونيسف تدعم المرافق الصحية لعلاج حالات مرض الكوليرا، لافتا أن المنظمة الدولية ستواصل العمل لرفع مستوى الاستجابة لوقف تفشي المرض. وأعلن أمس الأول ظهور 8 حالات مؤكدة لمرض الكوليرا في إحدى مناطق العاصمة صنعاء.
وقال هارنس إن منظمته ستعمل على وضع قياس دقيق لمستوى تفشي الكوليرا، محذرا من أن عدم علاج المرض يمكن أن يتسبب في وفاة الحالات شديدة الإصابة به.
وأضاف أن الأطفال عرضة لمخاطر عالية ما لم يتم الحد من تفشي وباء الكوليرا وعلى وجه السرعة، خاصة مع تدهور النظام الصحي في اليمن.
وتسبب النقص الحاد لمياه الشرب النظيفة في تفاقم الوضع الصحي في اليمن؛ مما أدى إلى ازدياد عدد حالات الإسهال الحاد، خاصة وسط النازحين الذين تخطى عددهم ثلاثة ملايين شخص.
ويأتي تحذير هارنس بعدما حذر منسق الأمم المتحدة للحالات الطارئة ستيفن أوبراين من ارتفاع مهول في معدلات سوء التغذية بين الأطفال الصغار في اليمن.
وتعمل اليونيسف وشركاؤها على وضع قياس دقيق لمستوى تفشي المرض. فما لم يتم علاجه، يمكن أن يتسبب هذا المرض بوفاة الحالات شديدة الإصابة، ويمكن أن يقتل ما نسبته 15 بالمئة من المصابين به في غضون بضع ساعات.
وتقوم اليونيسف بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لإحتواء هذا الوباء من خلال توفير وتأمين إمدادات المياه وتنقية المياه لتكون صالحة للشرب.
ولدى اليونيسيف 57 حقيبة صحية خاصة لمعالجة مجموعة أمراض الإسهالات، وتشمل أدوية تُعطى عن طريق الفم علاوة على محلول الإرواء (ORS)، ويكفي هذا المخزون لعلاج 100 حالة شديدة أو 400 من الحالات الخفيفة من الكوليرا. بالإضافة إلى ذلك، وفرت اليونيسف 20,000 حقيبة مستلزمات النظافة الصحية جاهزة للتوزيع وتحتوي على الصابون والمناشف والشامبو ومسحوق الغسيل.
كما تقدم اليونيسف الإرشادات التوعوية للجمهور حول كيفية الوقاية من الكوليرا من خلال استخدام المياه من مصادر آمنة ومعالجة المياه المخزنة في المنازل، والحفاظ على مستوى عال من النظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة بالسكان، والحصول على المساعدة الطبية في أقرب وقت في حال إصابة أي فرد من أفراد الأسرة بالإسهال أو أي من الأعراض الأخرى.
وعلى الصعيد السياسي؛ قال المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني، إن اليمن تتطلع أن خبرات الأمين العام للأمم المتحدة الجديد أنطونيو غوتيرس، في توجيه عمل مبعوثه الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، من أجل نجاح مساعي السلام وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية، والحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها قرار 2216.
وأضاف في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن خبرة الأمين العام الجديد، ستسهم في مجالات العمل الإنساني والإغاثي والتعاطي مع مشاكل اللاجئين، في تذليل الصعاب والتحديات التي تواجه العالم، وبشكل غير مسبوق، من جراء الأزمات والحروب. وذكر اليماني أن المنطقة العربية تتطلع إلى عميق اطلاع" غوتيرس" بطبيعة الصراعات التي تشهدها المنطقة، والتي تتصل جذورها بالصراع العربي الإسرائيلي.
وعبر سفير اليمن لدى الأمم المتحدة عن أمنياته أن يترك الأمين العام الجديد بصمة استثنائية في حياة المنظمة الدولية، وإصلاحها وعقلنة أدائها، وإلغاء التضاربات والتداخلات والبيروقراطية التي حولت المنظمة الدولية إلى كيان متضخم، يفقد قدرته على القيادة، وتقديم المثل بشكل متزايد على القيادة وتقديم المثل بشكل متزايد على الصعيد الدولي عبر مجاراته لأجندات الدول الكبرى ومصالحها، ولن يكون ذلك ممكنا دون إعادة المنظمة إلى صيغتها الأولى كهيئة تمتلكها الدول الأعضاء، تعكس تطلعاتهم وتتحسس همومهم وتعبر عن العقل الجمعي للبشرية، حد تعبيره.