مسقط – حارث الوهيبي-تصوير – طالب الوهيبي
تعتبر علاقة الناقة برجل البادية علاقة حميمة ووطيدة وقوية وصاحب الناقة يوفضلها على نفسه ، فاذا كانت الناقة مريضة تجد صاحبه ساهر طول الليل وعندما تموت الناقة يمرض صاحب الناقة ويتعب وعندما يشتري الطعام للناقة ولو بمبلغ بسيط فهو يحاول ان يجد اكل للناقة.
ويقول المسؤول عن القرية البدية بمهرجان مسقط في حديقة العامرات الشيخ حميد بن محمد بن رميدان الحجري: الناقة تفهم صاحبها وترد له الولاء والعرفان ولكنها بهيمة لا تنطق ولكن ترى كل شيء في عيونها وحركاتها فاذا غاب عنها 3 ايام اصدرت هديرا باللكنة البدوية تسمى ترزم او تحن وهي تتولهُ لرؤية صاحبها الذي يرعاها، والبدوان يقولون بان الناقة تكون متوله لشوفة صاحبها فتكرفه ومعنى كلمة تكرفه هي انها تقوم بشم رائحته من راسه ومن وجه ومن كل مكان وتحاول ان تحضنه وهكذا هي علاقة الناقة مع الانسان.
ويضيف الحجري: الناقة يركبها صاحبها ويأكل لحمها وياخذ من حليبها ويستثمرها ايضا، لان الناقة استثمارها قوي جدا فلا شيء افضل من استثمارها لانك تشتريها بـ3 ألاف ريالا عمانيا وتبيعها بـ30 الف ريالا عمانيا وبسعر مضاعف، فناقة الحليب فيها مكسب والتي وصل سعرها الى 100 الف ريالا عمانيا وناقة السباق وصل قيمتها الى 300 ألف ريال عماني اما ناقة المزاينة فوصل ثمنها من 150 الف ريالا عمانيا الى 200 الف ريالا عمانيا، والناقة اصبحت مصدر رزق ودخل قوي وثابت للانسان، فاذا بعت ناقة بـ300 الف تشتري لنفسك مبنى تدر عليك بالاموال.
واكد الحجري: انا شخصيا اكلي وشربي من الناقة حيث انني ابيع واشتري ناقة اللبن وناقة المزاينة وكذلك ناقة الانتاج ولله الحمد الامور مستوره فمثلي ربما المئات الذين يعتمدون في دخلهم على الناقة، فالناقة كنز لا تقدر بثمن فيها اكتفاء ذاتي للانسان فهو يستفيد من وبرها يعمل منه اللباس وسابقا كان يستخدم خراج الابل للنار ويطبخ عليه الاكل ولحمها يؤكل، وحليب الناقة فيه شفاء ودواء وبولها دواء وبمعنى ان الناقة كاملة ومتكاملة مفيدة للانسان، والعلاقة بين الناقة ومربيها مثل علاقة الانسان مع اولاده فاذا ابتعد عنها صاحبها لفترة فهي تحسسه بانها افتقدته.