أزمة أنقرة – بغداد تصل استدعاء السفراء

الحدث الخميس ٠٦/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
أزمة أنقرة – بغداد تصل استدعاء السفراء

بغداد – أنقرة – ش – وكالات

شهدت العلاقات التركية العراقية نكسةً جديدة، تخطى فيها الجانبان حاجز التصريحات والاتهامات المتبادلة على خلفية عرض أنقرة التدخل لـ "تحرير الموصل"، لتصل إلى مستوى استدعاء السفراء، فيما حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا من "حرب إقليمية"، بحسب ما جاء في التلفزيون الرسمي العراقي يوم أمس الأربعاء.
وفي خطوةٍ من أنقرة للرد على قرار مجلس النواب العراقي الذي رفض تصريحات أردوجان حيال الموصل واعتبرها "استفزازية"، استدعت وزارة الخارجية التركية يوم أمس السفير العراقي في أنقرة، معتبرة قرار النواب العراقي قائم على اتهامات "باطلة" لتركيا.
وأعربت الخارجية التركية في بيانٍ لها عن احتجاجها بشدّة على ما ورد فيه من افتراءات مشينة بحق الرئيس رجب طيب أردوجان.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، انها قررت استدعاء السفير التركي في بغداد، على خلفية تصريحات تركيا "استفزازية"، وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال إن "الوزارة قررت استدعاء السفير التركي لدى بغداد فاروق قيماقجي"، مشيرًا إلى أن "ذلك جاء على خلفية التصريحات التركية الاستفزازية بشأن معركة تحرير الموصل".
وأكد مجلس الوزراء، رفضه لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوجان الأخيرة وعدها "محاولة لإثارة الفتنة"، فيما شدد على ضرورة وحدة الصف والموقف السياسي وبالأخص فيما يتعلق بالسيادة العراقية.
وفي الأثناء؛ حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا من أن إبقاء قواتها في شمال العراق قد يؤدي إلى "حرب إقليمية" وذلك في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي أمس الأربعاء.
وتحدث العبادي في مؤتمر صحفي تناول فيه قرار البرلمان التركي الأسبوع الفائت تمديد تفويض يسمح بتنفيذ عمليات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا عاما آخر.
وقال العبادي إنه طلب أكثر من مرة من الجانب التركي عدم التدخل في الشأن العراقي. وعبر عن تخوفه من أن تتحول "المغامرة التركية" إلى حرب إقليمية.
وأضاف أن تصرف القيادة التركية غير مقبول لكنه قال إنه لا يريد الدخول في مواجهة عسكرية مع تركيا. وصوت البرلمان العراقي أمس الأول على نص يدين قرار البرلمان التركي.
وتقول تركيا إنها نشرت قوات في قاعدة بشمال العراق العام الفائت في إطار مهمة دولية لتدريب القوات العراقية وتزويدها بالعتاد حتى تقاتل تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات شاسعة جنوبي المنطقة الحدودية حول مدينة الموصل وفي سوريا المجاورة أيضا. وتقول الحكومة العراقية إنها لم توجه الدعوة قط لمثل هذه القوة وتصف القوات التركية بأنها قوات احتلال.
وعلى الصعيد الميداني؛ قال الجيش التركي أمس الأربعاء إنه اشتبك مع مقاتلي تنظيم داعش عبر الحدود في سوريا مما أسفر عن مقتل جندي و23 متشددا فيما تصعد أنقرة حملتها لطرد مقاتلي التنظيم من المنطقة.
وأضاف الجيش أن ثلاثة جنود أصيبوا في الاشتباك الذي وقع قرب بلدة الزيارة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في إطار عملية "درع الفرات" التي تشنها أنقرة.
وأثار تدخل تركيا في سوريا مخاوف من مزيد من التصعيد في الصراع الذي يتخذ بعدا إقليميا على نحو متزايد. لكن أنقرة تقول إن جهودها لتطهير حدودها من متشددي داعش مشروعة بموجب القانون الدولي باعتبارها دفاعا عن النفس بعد هجمات صاروخية وقصف تعرضت له مدن تركية حدودية على مدار شهور.
وذكر الجيش في بيان أن اثنين من المقاتلين السوريين الذين تدعمهم تركيا قتلا في اشتباكات أخرى مع داعش في منطقة الحدود. وأضاف أن مقاتلين مدعومين من أنقرة سيطروا على نحو 980 كيلومترا مربعا من المنطقة منذ بدأت عملية درع الفرات في 24 أغسطس.
وقال الجيش في إفادة صحفية يومية عن العملية في سوريا إن طائرات حربية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة شنت على نحو منفصل تسع ضربات جوية على أهداف للتنظيم المتشدد في شمال سوريا مما أدى إلى مقتل خمسة متشددين.

*--*

تركيا: لسنا قوة احتلال في العراق
قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، إن بلاده يصعب عليها فهم قرار العراق برفض تمديد عمل القوات التركية خارج حدود البلاد لمدة عام، معتبراً أن تركيا "تقوم بمسؤولياتها حيال تحقيق وحدة الأراضي السورية والعراقية". وأضاف كورتولموش، في كلمة ألقاها أمام جمعية الهلال الأخضر أمس الأربعاء، أن القوات التركية الموجودة في بعشيقة، التابعة لقضاء الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق، لا تهدف لأن تكون قوة احتلال، وأن تركيا مستعدة للتعاون مع الحكومة العراقية المركزية ضد الإرهاب.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد أعلن، أمس الأول رفض بلاده وجود أية قوات أجنبية على أراضيها، وطالب تركيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق. كما صوت مجلس النواب بالأغلبية على رفض قرار البرلمان التركي تمديد بقاء قوات تركية في العراق لمدة عام.
وأوضح كورتولمش أن الموصل ستبقى لسكانها الأصليين، منوها إلى ضرورة تكثيف الجهود حول كيفية التخلص من داعش. وأضاف كورتولمش في السياق نفسه: "لا يحق لأحد الاعتراض على تواجد القوات التركية في بعشيقة والعراق مقسّم من الأساس، منذ البدء بارزاني طلب من تركيا المساعدة، وهذا أمر يعرفه الجميع، إن تركيا لن تسمح بأن تحوّل بعشيقة إلى موضوع جدل".