طهران تزدان بمحصولات عمان

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٥/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٠:٣٢ ص
طهران تزدان بمحصولات عمان

علي بن راشد المطاعني

حل معرض المنتجات العمانية في محطته بايران، حيث إزدانت العاصمة الايرانية باللفتات كتب عليها (محصولات عمان)، وهو معرض يطوف عواصم للتعريف بما تصنعه وتزرعه السلطنة من منتجات، ويثمل المعرض فرصة كبيرة لفتح آفاق واسعة امام رجال الاعمال العمانيين للاطلاع على الاسواق الخارجية وما تمثله من اسواقا افتراضية تعزز صادرات المنتج العماني، كما تشكل فرصة مواتية لاقامة شراكات بين رجال الاعمال العمانيين ونظراءهم في دول العالم، بالاضافة الى عرض المحصولات العمانية، وما يعزز تلك الخطوات النجاحات المتتالية التي حققها المعرض في محطاته الاربع الماضية، حيث تعد المعارض فرصة لمزيد من الانفتاح على الاخرين، عبر العديد من الاساليب التجارية، ولعل معرض المنتجات العمانية في ايران واحد من انجح المحطات التي تفتح شهية المصدرين العمانيين لدخول السوق الايراني الكبير والقريب والواعد، حيث يتثنى للجانب العماني الاستفادة مما يتوفر من ارضية صلبه لاقامة مثل هذه المناشط الاقتصادية ذات العديد من الاهداف لعل من اهمها صنع علامة تجارية للمنتجات العمانية في الخارج يخرج بالصناعات الوطنية الى خارج الحدود، وهي بادرة طيبة من اللجنة الوطنية للترويج للمنتجات الوطنية '' اوبكس'' التي تبذل جهودا كبيرة في اقامة هذه المعارض، خصوصا في اقناع والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الشأن، فتنظيم معرض خارجي بهذا المستوى الراقي والفعال شهد مشاكرة كبيرة وعريضة، وما يتطلبه من اتصالات ومراسلات وأعمال ميدانية متواصلة، بالاضافة الى الجهود الكبيرة في اقناع الشركات والمصانع بالمشاركة في هذه المعارض كتعزيز لهذه المشاركات او لترويج للمنتجات والتعريف بها، رغم العزوف من الكثير من المصانع للاسف عن المشاركة نتيجة من احباطات كبيرة لمثل هذه الفعاليات تقضم من الجهود المبذولة في المضي في هذا الاتجاه .

ومن حسن الطالع هذا النجاح الكبير الذي لقاه المعرض، حيث اظهر هذا النجاح التعطش من قبل الجمهور الايراني للاطلاع على المنتجات العمانية، حيث المعرض اقبال كبير، أظهر حب التعرف على المنتجات العمانية، بالاضافة الى ما صاحب المعرض من التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون في العديد من المجالات بين رجال الاعمال من الجانبين العماني والايراني، حيث عكس ذلك رغبة المستثمرين الايرانين الدخول للسوق العماني.

بل علامات الترحيب لم تغادر محيا الايرانيين في اي مكان نتواجد به، وعند استقبالهم لاي عماني في الطريق او الاسواق والفنادق، بل يحاولوا مساعدتك بكل الطرق الممكنة، وتسهيل التعاملات، حتى في المطار لا يخضع المواطنيين العمانيين لنقاط التفتيش المعقدة التي يمر بها الجميع، فهذه المعاملة وتلك التسهيلات، وبشاشة الاستقبال، لم تأتي من فراغ، فالشعب الايراني العريق يعرف جيدا مواقف الدول والشعوب من العديد من القضايا وخصوصا التي ساندته وسط أزمته مما انعكس الاحترام المتبادل وحسن الجوار.

ان العلاقات الثنائية بين السلطنة والجمهورية الاسلامية الايرانية، التي ارسئ دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- باقامة علاقات متينة مع دول العالم.
فهذا الارث الحضاري من العلاقات الثنانىية، يجب استثماره من الصناعيين والتجار العمانيين، في اقامة شراكات اقتصادية مع نظرائهم من دول العالم، مما يسهم في جذب الاستثمار للسلطنة، ويعمل على تطوير مجالات التبادل التجاري مما يكون له انعاكس ايجابي على التجارة البينية بين السلطنة ودول العالم.
ان اقامة معرض للمنتجات العمانية في طهران لسبر اغوار السوق الايراني، وما بذل من جهد من اللجنة الوطنية للترويج للمنتجات العمانية (اوبكس)، لابد من استثماره ليس لعرض المنتجات العمانية فحسب، وإنما يجب السعي لاقامة شراكة طويلة وعلاقات اقتصادية تسهم في الاستفادة المتبادلة من الجانبين، فايران دولة فرض الحصار الاقتصادي عليها مساحة كبيرة من حتمية الاعتماد على الذات مما اكسبها تقنيات صناعية، وجعلها تقطع شوطا كبير في المجالات الصناعية ولديها خبرة كبيرة، ومع وجود تقارب عماني ايراني في العديد من الجوانب، ميجعل امكانية الاستفادة من التقدم في بعض المجالات ذات اهمية في تطوير العديد من اوجه العمل في السلطنة، فضلا عن قلة التكاليف والاستغلال من القرب الجغرافي في اقامة المزيد من العلاقات التجارية.

طبعا ثمار هذه المعارض، لن يتاتي بين ليلة وضحاها، ولا نستعجل النتائج دائما، فاقامة شراكات اقتصادية تتطلب وقتا وجهدا كبيرين، وتواصل بين التجار، فالاستفادة من هذه الفرص يجب ان يعزز الاتصالات وتكملة المباحثات، والا ينتهي التواصل بنهاية المعرض او عقد صفقة ما، بل ان يكون التواصل ذات صفة استمرارية مع رجال الاعمال من الدول الشقيقة والصديقة، فهذه المعارض تفتح افاق واسعة امام الصناعيين لكنها ينتهي دورها بانتهاء هذه الفعاليات، ليبداء التجار دورهم في اقامة علاقات تجارية، بدون ذلك تبقي المشاركات شرفية ليس اكثر.

نأمل استثمار هذه المعارض بتعزيز تواجد الصناعات العمانية في المحافل الخارحية، وان ترفع معدلات التصدير الخارجية، واقامة شراكات مع دول العالم، تجعل الصناعة العمانية تسبر الاسواق الخارجية، وليس ذلك بصعب اذا توفرت الارادة والعزيمة لدي كل الصناعيين، بالارتقاء بصناعاتهم وتطريرها بشكل افضلر، واستثمار هذه المشاركات بشكل اكبر مما هو عليه.