اليوم الأسود..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٥/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٠:٠١ ص

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

لطالما لوح لنا العالمون بـ»اليوم الأسود»، داعيننا لحفظ القرش الأبيض له كي لا يبقى الواحد منا ملوما محسورا. وقد فاضت أدبيات دول الخليج على مدى العقدين الفائتين بتحذيرات من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل. والحق أن دول الخليج قاطبةً قد وضعت برامج وخططا لتنويع مصادر الدخل، نجح منها ما نجح ومات منها ما مات..

بيد أن كل هذا ليس بجديد ، ففي الثمانينيات هزت الحرب العراقية الإيرانية أسعار النفط ووضعت دول الخليج التي تتخطى في طريق النهضة في أزمة. أعقبتها في التسعينيات حرب تحرير الكويت التي هوت بأسعار النفط وذاقت الاقتصاديات الخليجية نكهة الحيرة مع بداية الألفية أيضا عندما كان العالم يعد العدة لإسقاط حكم صدام حسين في العراق في العام 2003 .

وها هو اليوم الأسود يحلّ مجددا.. ليشل مشاريع التنمية والاستثمارات ويقوض امتيازات المواطنين. ولا يبدو أن الشعوب الخليجية متفاجئة - رغم تذمرها- من رفع الدعم عن المحروقات وتخفيض الرواتب وتجريد الموظفين من بعض العلاوات. فالشعوب تدرك أنها تشتري من العالم كل شيء وتبيعه النفط لا أكثر.. وتدرك الشعوب أيضا أن الصدع الذي خلفته الأزمة يجب أن يرأب ولو على حساب رفاهية شعوب تعودت على الحياة في دولة ريعية.

لا يريد المواطن الخليجي ببلده إلا الخير، ويؤثر مصالح بلاده على نفسه. لكن المواطن يتوقع أن تكون امتيازاته هي «الكي» الذي يأتي بعد استنفاد طرق العلاج كافة. ولا يريد أن يلمس بذخا في الإنفاق على رياضات واحتفالات ومهرجانات فيما يطالب هو «بشد الحزام» حتى يختنق !

الخليجيون ليسوا رعاة غنم كما يصورهم بعض العرب والأعاجم. إنهم طبقات من المتعلمين الذين يقيمون للأمور وزنها. لكنهم ليسوا «حائط مبكى» أيضا يُذكرون في الأزمات ويُنسون في الأفراح والانفراجات ..