واشنطن – ش
قال موقع "دايلى بيست" الأمريكى إن وزارة الدفاع الأمريكية أنفقت ملايين الدولارات لإنتاج مقاطع فيديو غير حقيقية عن الإرهابيين من أجل متابعة من يشاهدونها.
وأوضح الموقع أن وزارة الدفاع الأمريكية تعاقدت مع شركة علاقات عامة بريطانية مثيرة للجدل مقابل نصف مليار دولار من أجل إدارة مشروع دعائى سرى للغاية فى العراق، وفقا لما كشفه مكتب الصحافة الاستقصائية.
وشمل عمل شركة بيل بوتنجير إنتاج مقاطع تلفزيونية صغيرة مصنوعة على غرار شبكات التلفزيون العربية ومقاطع فيديو مزيفة يمكن أن تستخدم فى تعقب الأشخاص الذين سيشاهدونها، وفقا لما ذكر موظف سابق بالشركة.
وعمل مسئولو الوكالة البريطانية مع كبار الضباط العسكريين الأمريكيين فى مقر معسكر النصر ببغداد بينما كانت هناك مقاومة تدور بالخارج.
وقد أكد الأمر رئيس الشركة السابق اللورد تيم بيل لصحيفة "صنداى تايمز" البريطانية التى عملت مع مكتب الصحافة الاستقصائية على هذه القصة. وأكد أن شركته عملت على عملية عسكرية سرية، تم تغطيبتا فى العديد من الوثائق السرية.
وقد أبلغت شركة بيل بوتنجير "البنتاجون" و"السى أى أيه" ووكالة الأمن القومى الأمريكى بعملها فى العراق، بحسب ما ذكر اللورد بيل.
ويعد بيل واحدا من أنجح رؤساء شركات العلاقات العامة فى بريطانيا، وينسب إليه الفضل فى تعزيز صور رئيسة الحكومة البريطانية السابقة مارجريت تاتشر ومساعدة الحزب المحافظ فى الفوز بالانتخابات، كما أن الوكالة التى شارك فى تأسيسها لديها مجموعة من العملاء من بينهم أسماء الأسد، زوجة الرئيس السورى.
وقال مارتن ويلز، محرر الفيديو بالشركة، إن الوقت الذى أمضاه فى معسكر النصر كان صادما ومغيرا لحياته وفتح أعينيه على أمور كثيرة.
وتمت الموافقة على عمل الشرطة من قبل الجنرال السابق ديفيد بيتريوس، الذى كان يشغل منصب قائد قوات التحالف فى العراق، ومن قبل البيت الأبيض فى بعض الأحيان، بحسب ما أفاد "دايلى بيست".
زراعة عملاء
في اواخر ابريل من العام 2014 كشفت شكوى تقدم بها مواطن يمني يقيم في الولايات المتحدة الأميركية النقاب عن وكالة المباحث الفيدرالية “FPI” تمارس ضغوطات على مواطنين عرب ومسلمين غير متورطين بأي خروقات قانونية لأجبارهم على العمل كمخبرين لديها.
وقالت شكوى رفعها في محكمة اتحادية في مانهاتن المواطن اليمني جميل الغيية أن مكتب التحقيقات الفدرالي منعه من العودة لأميركا لرفضه التعاون والعمل كمخبر على الجالية ألأسلامية في نييورك.
وقد حرم جميل من العودة للولايات المتحدة رغم امتلاكه اقامة دائمة فيها عبر وضع اسمه على لائحة الممنوعين من ركوب الطائرات القادمة للولايات المتحدة وهي قائمة سرية اعترفت الأدارة الأميركية بوجودها.
وفي حيثيات الدعوى قال جميل انه في أواخر عام 2009 ، جاء وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى مخزن حيث يعمل وشسألوه عن أصدقائه، و معارفه ، والطلاب الآخرين الذين حضروا. وفي لقاءات لاحقة طلبوا منه الصلاة في مسجد في منطقة “كوينز″ للتجسس على المصلين وعندما رفض القيام بذلك طُلب منه المشاركة في بعض المنتديات الاسلامية على الانترنت و التصرف كمتطرف. ومقابل ذلك عرض عليه جلب عائلته من اليمن إلى الولايات المتحدة بسرعة جدا إذا أصبح مخبرا وعندما رفض ابلغ انهم سيطردونه من الولايات المتحدة وعندما ذهب لزيارة عائلته منع من العودة.
وقبل اشهر تعرض مكتب التحقيقات الفدرالية الامريكي’اف بي اي’ لفضيحة بعد الكشف عن زرعه مجرما بسوابق بين المصلين في مسجد في ساوث كاليفورنيا لجمع معلومات عن المسلمين وللايقاع بالمصلين، وتخفى المجرم بزي مسلم فرنسي من اصل سوري، وظل يتحدث للشبان المسلمين عن ضرورة الجهاد واستخدام العنف ضد الانظمة الكافرة.
وادى حديثه هذا الى اثارة الشكوك لدى المصلين داخل المسجد.
وتبين فيما بعد ان ‘اف بي اي’ جلب مجرما اسمه كريغ مونتيليه وزرعه على انه فاروق العزيز (فرنسي من اصل سوري) حيث قضى هذا العميل 15 شهرا بين المسلمين يصلي الصلوات الخمس في المركز الاسلامي في ارفاين اورانغ كاونتي ويلبس الثوب الابيض لاظهار تقواه ولكنه كان مزودا بكاميرا صغيرة جدا مثبتة في واحد من ازرار الثوب، ومفاتيح سيارة زرعت فيها ميكرفونات تسجل كل ما يدور من حديث في داخل المسجد.
ولكن محاولة الشرطة الفدرالية زرع العميل ادت لردود افعال سلبية على الشرطة نفسها عندما لم يتسامح المسلمون مع هذا الشاب فقد تطوعوا للذهاب للشرطة المحلية واخبروا عن هذا الشاب المتطرف الذي دخل مركزهم.
وقالوا ان العزيز بات يؤثر سلبيا على الشبان المسلمين بحديثه الدائم عن الجهاد.
وليست هذه هي المرة التي يزرع فيها مكتب التحقيقات الفدرالي مخبرين في داخل صفوف المجتمع المسلم الامريكي من اجل البحث عن ‘ارهابيين’ محتملين، فقد تعرض المسلمون ومساجدهم للتجسس والتنصت ومنذ هجمات سبتمبر 2001، لكن هذه العملية الاخيرة ادت الى زيادة التوتر والحنق على الشرطة الامريكية من المسلمين الذين قطعت منظماتهم تعاونها واتصالاتها مع الاف بي اي.
وكان المخبر يركن سيارته في مرآب سيارات المركز بعد ان يضع قبعته وثوبه الابيض. ومهمة المجرم السابق هذا كانت المعاونة في جمع معلومات عن قضية يلاحقها عملاء اف بي اي والتي انهارت في اوريغان، بعد ان حاولت الشرطة اعتقال شخص من المنطقة زعموا انه حاول زرع عبوة ناسفة في شجرة عيد ميلاد في مكان عام، حيث قدم عملاء الاستخبارات العبوة الناسفة، كما حاول جمع معلومات عن مسلم ترى الشرطة انه متطرف ويؤم المسجد لكن المعلومات التي جمعها لم تساعد في بناء قضية قانونية، لكن وزارة العدل قررت في خطوة غير عادية الغاء كل التهم الموجهة للرجل مع ان المدعي العام حاول تقديم الرجل على انه يمثل تهديدا خطيرا وكبيرا.
وما احرج السلطات الفدرالية ان المجرم خرج عن صمته وكشف المهمة التي كلفته بها الشرطة. وكشف مونتيليه عن كل الوسائل التي زودته بها الشرطة، حيث اتهم مسؤولته التي جندته بانها دربته من اجل الايقاع بالمسلمين من خلال اختراق مساجدهم ومحلات عملهم وزيارة بيوتهم وحتى اقامة علاقة مع امرأة مسلمة ان كان يفتح له باب لجمع المعلومات.
ومع ان الشرطة الفدرالية رفضت التعليق على الحادث الا ان اقوال مونتيليه توافق الحقائق التي توفرت للصحافة الامريكية حيث حصل العميل على 177 الف دولار بعد خصم الضريبة خلال الخمسة اشهر التي عمل فيها مخبرا. ويرى قادة مسلمون في ساوث كاليفورنيا ان الكشف عن العميل ادى لتخريب تعاونهم مع الشرطة حيث يعملون معا من اجل منع بروز التطرف داخل المجتمع المسلم.
عملية سرية
قامت السي آي ايه وبالاشتراك مع قوات العمليات الخاصة بعمليات تعقب لقادة داعش في سوريا باستخدام طائرات بدون طيار بهدف تصفيتهم.
ويفيد تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية إن هذه العمليات منفصلة عن الجهود التي تقوم بها امريكا بالتعاون مع قوات حلفائها الإقليميين والدوليين، وتنتهج سرية تامة بعيدة عن الأضواء.
وتعتبر تلك العمليات تصعيد لوتيرة تدخل السي اي ايه بالحرب على داعش، والتي ظهرت نتائجها بتصفية المقاتل من أصل بريطاني جنيد حسين والذي تعتبره داعش العقل الإلكتروني في 26 أغسطس/آب الماضي.
وقال مسؤولون امريكيون في قسم مكافحة الإرهاب إن العمليات التي أسندت لقوات العمليات الخاصة المشتركة تستهدف رموز التنظيم وتسميها أهداف عالية القيمة، ،و إن اتخاذ السي اي ايه هذه الخطوة هو دليل على أنهم يعتبرون داعش أكثر خطرا على امريكا من القاعدة.
ويذكر أن الجيش الامريكي قد أكد مقتل خبير الكمبيوتر في تنظيم داعش جنيد حسين في غارة امريكية، والذي يعتبره التنظيم من أهم الخبراء في مجال الكمبيوتر بالإضافة لنشاطه على وسائل التواصل الإجتماعي في استقطاب مناصرين للتنظيم وتشجيعهم للقيام بعمليات تسميها داعش “عمليات الذئب الوحيد”.
ويضيف المسؤولون إن العمليات جاءت بعد فشل قوات التحالف في الحد من توسع التنظيم جغرافيا في سوريا والعراق.
ويذكر أن لهذه القوات خبرات سابقة وعمليات ناجحة قامت بها ، من بينها عملية تصفية بن لادن وغيرها.