القدس على برميل بارود ونتنياهو قد يفجر الأوضاع فيها

الحدث الثلاثاء ٠٤/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٤١ م
القدس على برميل بارود ونتنياهو قد يفجر الأوضاع فيها

القدس المحتلة - زكي خليل

إعتادت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة استغلال الأعياد والمناسبات اليهودية، كذرائع لفرض المزيد من العقوبات والتضييق على المواطنين الفلسطينيين على امتداد الأراضي الفلسطينية، وبشكل خاص في مدينتي القدس والخليل، فقد كثفت قوات الاحتلال في الأسابيع الأخيرة من تواجدها الاستفزازي في البلدة القديمة بالقدس وحولتها إلى ثكنة عسكرية، ونصبت الحواجز وأغلقت البوابات والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، ومنعت المصلين من الوصول اليه، في ظل تزايد مستمر في أعداد الفلسطينيين المعتقلين، والذين يتم إبعادهم بالقوة عن المسجد الاقصى المبارك، في وقت وفرت به الحماية للجماعات الاستيطانية المتطرفة، التي صعدت من اقتحاماتها لساحات الحرم القدسي الشريف، وأقامت طقوساً تلمودية استفزازية عند البوابات الخارجية للمسجد، هذا بالاضافة إلى الدعوة الاخيرة التي أطلقتها ما تسمى "منظمة طلاب من أجل الهيكل" للمشاركة في مسيرة استفزازية يوم الخميس القادم، تنطلق من جبل الزيتون باتجاه أبواب الحرم القدسي الشريف، ليس هذا فحسب، بل أيضاً شروع سلطات الاحتلال بوضع اللمسات الأخيرة لمشروع بناء كنيس (جوهرة إسرائيل) في قلب البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وفي هذا السياق اقتحم عدد من المستوطنين المسجد الأقصى صباح أمس الثلاثاء، في اليوم الثاني لرأس السنة العبرية، بحماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال. وأفادت مصادر محلية في المسجد الأقصى بأن معظم المقتحمين من اليهود الحريديم من الذكور والإناث والأطفال يرتدون اللباس الأسود، ومجموعة أخرى كانت ترتدي لباسا أبيضا ما يعرف باللباس الـ "كهونوتي" يلبس عادة في الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية.
وتجولت مجموعات المستوطنين خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى من باب المغاربة في ساحات المسجد، وحاول البعض منهم أداء الطقوس التلمودية، لكن حراس الأقصى تصدوا لهم، فيما قدم الحاخامات مرشدي مجموعات المستوطنين شروحات عن الهيكل المزعوم خصوصا في شرقي المسجد قرب باب الرحمة وغربيه بمحاذاة سبيل قايتباي.
وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال ضيقت على المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى من أهل القدس والداخل الفلسطيني، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية، وانتشرت القوات في ساحات المسجد وبين المصلين الرجال والنساء، في حلقات العلم الذين علت أصواتهم بالتكبير ردا على الاقتحامات.
من جهة أخرى، اقتحمت مجموعة من المخابرات الإسرائيلية المسجد الأقصى وأجرت جولة مطولة في ساحات المسجد، في حين اقتحمت عناصر الشرطة المصليات المسقوفة وأجرت فيها تفتيشا دقيقا.
وادانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي المتواصل والعقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين في مدينتي القدس والخليل، محملة حكومة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن هذه الممارسات الاستفزازية وتداعياتها الخطيرة، خاصة في ظل تورط هذه الحكومة في تمويل وتشجيع وحماية الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، وتورط المحكمة العليا الإسرائيلية في تشريع هذه الاعتداءات، من خلال سماحها للمستوطنين باداء طقوس تلمودية في أي مكان بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.
واكدت الوزارة أن بيانات الادانة الدولية التي لا تترجم لخطوات فعلية، لا يمكن أن تردع الاحتلال عن الاستمرار في سياسته العدوانية ضد شعبنا ومقدساته، الأمر الذي يستدعي من المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة المختصة، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرارات واجراءات قادرة على الزام إسرائيل كقوة احتلال بالانصياع للقانون الدولي، والقانون الانساني الدولي، واتفاقيات جنيف، والاتفاقيات الموقعة.
تأتي هذه التطورات في وقت أعربت فيه وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، عن استنكارها ورفضها القاطع لقرار بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المتعلق بعدم السماح باستخدام كتاب التنشئة الوطنية والاجتماعية للصف الثالث الابتدائي، بحجة عدم توافق مضامينه وأهدافه مع غايات ما يسمى بوزارة المعارف الإسرائيلية.
كما عبَّرت الوزارة عن استنكارها ورفضها المطلق للتعميم الذي أصدرته بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس والذي ينص على ضرورة الالتزام بعطلة الربيع للعام 2016-2017، والتي ستؤثر على سير امتحانات الثانوية العامة في مدارس المدينة المقدسة.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن هذه الممارسات تأتي في إطار الحرب التي تشنها إسرائيل ضد التعليم في القدس وتندرج في سياق عملية الاستهداف التي تطال المناهج التعليمية الوطنية ومحاربة الهوية الفلسطينية وغيرها من الممارسات التي تعد خرقاً صريحاً لكافة المواثيق والقوانين التي تنص على الحق في التعليم.
وأهابت الوزارة بجميع الأهالي والشركاء والمناصرين إلى فضح هذه السياسات والممارسات، والدفاع عن حق أطفالنا المقدسيين في تلقي تعليمهم دون حرمانهم من مناهجهم الوطنية.