"المولات" ثقافة التسوق الجديدة عند العمانيين

بلادنا الاثنين ٠٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٣:٢٦ م
"المولات"  ثقافة التسوق الجديدة عند العمانيين

مسقط- يوسف البلوشي - زينب الهاشمية

أعتاد العمانييون والمقيمون لعقود طويلة على الأسواق التقليدية التي تنتشر في الولايات العمانية لشراء أحتياجاتهم وتسوقهم التقليدي إضافة الى المراكز التجارية المتوسطة المنتشرة في مراكز الولايات فيما كانت الأسواق التقليدية هي وجهة مفضلة لديهم ومن أشهرها سوق مطرح وسوق نزوى وسوق الحافة وغيرها من الاسواق التقليدية .
وفي السنوات الأخيرة ازداد عدد المراكز التجارية "المولات" وبات الناس يقبلون عليها بشكل ملفت للنظر أكثر من إقبالهم للأسواق التقليدية ويعود السبب الى قدرة هذه المراكز على توفير كل المتطلبات الأستهلاكية للمتسوق في مكان واحد وبأسلوب جذب جديد وراحة تامة .
ومن الأسباب الأخرى التي ساعدت على زيادة إقبال الناس للمراكز التجارية التقدم العلمي والتكنولوجي وتوسع دائرة احتياجات الأفراد، كما أن ارتفاع التسوق من المولات مؤشراً على الوفرة المادية. إضافة الى أن تزايد المنتجات المتنوعة أحدث رغبة لدى الناس في اقتناء الأشياء الجديدة
القوة الشرائية
وفي تعليق مقتضب له على ذلك قال رئيس مجلس إدارة شركة تماني العالمية محمود الجرواني وهي الشركة المالكة لمشروع مجمع بالم مول التجاري – قيد التأسيس- لـ"الشبيبة" أن الأسواق عادة ما تكون متذبذبة وتعتمد على الحالة الاقتصادية في السلطنة خلال هذه الفترة ،وأضاف الجرواني بالتأكيد أن أسعار النفط وما صاحبها من إجراءات احترازية تقشفية كان لها تأثير على القوة الشرائية في المجتمع العماني.
من جانبه أكد الرئيس التنفيذي لشركة المدينة العقارية المالكة للمجع التجاري مسقط جراند مول عبدالرحمن بن عوض برهام : أن هناك انخفاض طفيف في القوة الشرائية بالسلطنة ،وأضاف برهام إن هذا الانخفاض يعود إلى مغادرة عدد من الوافدين للسلطنة نتيجة انتهاء عقود أعمالهم في المشاريع المختلفة بالسلطنة بعد انخفاض أسعار النفط واستمراها في الأسعار الحالية.
وأشاربرهام إن القوة الشرائية في السلطنة يحركها المواطنين وهي ما زالت عند مستويات جيدة ويمكن للمجمعات التجارية التعامل مع الانخفاض البسيط الذي نجم عن مغادرة القوى العاملة الوافدة
وأوضح برهام أنه طالما استمرت أجور المواطنين عند مستوياتها الحالية ولم يتم خفضها أو تقليص عدد الموظفين العمانيين في القطاعين العام والخاص فإن القوة الشرائية ستستمر في المستويات الجيدة الحالية ولن يتأثر سوق البيع بالتجزئة والجملة كثيرا.

مول عمان
وفي مسقط سوف تقوم مجموعة الفطيم بإنشاء مول عمان الذي يتكلف 715 مليون دولار وتلقت شركة الفطيم عروض البناء من عدد من الشركات المحلية والإقليمية.ويقوم المشروع على مساحة 137 ألف متر مربع في بوشر وتبلغ منافذ التجزئة 350 منفذاً
وفور الإنتهاء منه سيوفر مول عمان حوالي 5 آلاف فرصة عمل وفقا لتصريحات صحفية سابقة لمسؤول كبير في شركة ماجد الفطيم العقارية.
وقد دخل المشروع الذي يعد أكبر وأشمل وجهة تسوق في السلطنة في مرحلة التصميم الآن. ووفقا لحسام ثيمات، مدير مركز سيتي سنتر مسقط في حديثه الى الشقيقة تايمز اوف عمان ، فإن مول عمان سيكون أكبر مركز تسوق في السلطنة.

يذكر أن 1700 شخص يعملون في الوقت الحالي في سيتي سنتر مسقط ، ومن ثم يمكن القول بسهولة أن مول عمان سيوفر ثلاثة أضعاف هذا الحجم من العمال مقارنة بسيتي سنتر مسقط. ويضم أكثر من 350 متجرا.ويبلغ حجم استثمارات بناء مول عمان حوالي 180 مليون ريال عماني من قبل شركة ماجد الفطيم العقارية أحد أبرز المطورين العقاريين ومشغلي مراكز التسوق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن بين المستأجرين في المركز التجاري كارفور عمان وسينما فوكس وماجيك بلانيت.

وقال مدير مركز سيتي سنتر مسقط :هناك خطط أيضا لبناء جسر جديد في السيب ، لتسهيل الوصول إلى مركز التسوق ، وخلال المرحلة الثانية من التوسعة على مساحة 10 آلاف متر مربع سيستوعب المركز التجاري 60 منفذا إضافيا جديدا للتسوق بما في ذلك 12 من تجار التجزئة الدوليين الجدد لأول مرة فى السوق العماني. كما سيكون هناك عدد كبير من العلامات التجارية التي ستقدم للمرة الأولى. وسيضم المركز التجاري أكثر من 160 علامة تجارية دولية منها فيرجن ميجاستور وبيرشكا وأمريكان ايجل وكوتون، بالإضافة إلى اف آند اف وجيس اكسيسوريز ولوفيسا وأيضا العلامة التجارية لوش لمستحضرات التجميل المصنوعة يدويا والتي تقدم للمرة الأولى في السلطنة كما سيكون هناك أيضا منطقة لتناول الطعام تضم خمسة مطاعم جديدة تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات العالمية ، بما في ذلك المطعم التركي كوسيباسي.
وقال المسؤول أنه ستكون هناك غرف أكبر للصلاة مجهزة تجهيزا جيدا ، مع زيادة عدد دورات المياه وتجديد دورات المياه القديمة. وأشار الى أن خطط إعادة التطوير من قبل مجموعة ماجد الفطيم تتماشى مع الطلب المتزايد والاحتياجات المتغيرة للعملاء. والى جانب ذلك هناك الآن أماكن لوقوف السيارات تتسع لأكثر من 2400 سيارة. وقد سجل مركز التسوق زيادة كبيرة في عدد الزائرين والمبيعات خلال عام 2014 حيث زاره أكثر من 10 مليون شخص

رأي الجمهور

اما عن رأي الجمهور فتقول اميرة السعيدية: أفضل الأسواق الشعبية لأن الأسعار في هذه الأسواق معقولة وفي متناول الجميع وبإمكانهم مجادلة البائع في حالة كون سعر السلعة مرتفع نوعا ما أما المحلات التجارية الكبيرة فتكون الأسعار مبالغ فيها جدا بحجة من حيث نوعية الجودة والماركة وغيرها.
أما بالنسبة لـ قيس الناعبي فإن الوجهة المفضلة لديه عند التسوق هي المجمعات التجارية حيث قال : بدت هذه المجمعات تغزو الأسواق الشعبية وذلك لسهولة وأريحية التسوق فيها.. فالبضاعة مرتبة ومنظمة بشكل أفضل كما إنها أماكن مغلقة ومكيفة وجميع ما قد تحتاجه ستجده في أماكن قريبة من بعضها .ويضيف قائلا: صحيح أن أسعارها ثابتة وليس بإمكان المجادلة في الشراء
لان بعض التجار في الأسواق الشعبية أصبحوا يغالوا في الأسعار بشكل كبير.
ومن جهة نظر ندى التويجرية فهي ترى أن أنماط التسوق قد تغيرت لدى معظم العمانيون فقد أصبحوا يميلون في تسوقهم نحو المراكز التجارية وذلك لاحتوائها على خيارات عديدة ومختلفة التي تتناسب مع ذائقة المتسوق الحديث وأيضا تشمل المراكز التجارية على كافة الخدمات والمرافق التي تمنح المستهلك تسوق أفضل.
وأشارت سارة المعمرية : رغم انتماء البعض للمراكز التجارية فإنهم لا يستغنوا عن شراءهم بعض المستلزمات البسيطة من الأسواق الشعبية. وهناك أيضا من يفضل الأسواق الشعبية خاصة في العيد لما يميزها من وجود السلع التقليدية بشكل أوفر وبخاصة في البلدات والقرى العمانية .

أسباب
وفي تحليل للأسباب التي تؤدي إلى تزايد الإقبال على التسوق من المولات نلاحظ كيف أن الأفراد يبحثون عن المظاهر الخارجية واثبات الذات وتحقيقها من خلال التسوق من ماركات عالمية، وتحول الأمر عند البعض إلى حالة من الإدمان و «هوس التسوق»، ويعود ذلك كذلك الى وجود أبعاد نفسية واجتماعية ترتبط بالتسوق عند الكثير من الناس بـ " الاستهلاك الظاهري" ،اما عن الابعاد النفسية للتسوق من المراكز التجارية تقول أخصائية إرشاد وتوجيه بجامعة السلطان قابوس د. مها عبد المجيد العاني ل"الشبيبة" : في هذه الفترة زاد عدد المراكز التجارية "المولات" المتواجدة في السلطنة وتحديدا في مسقط وبات الناس يقبلون عليها بشكل ملفت من إقبالهم للأسواق الشعبية وربما يعود السبب في ذلك إلى أبعاد نفسية واجتماعية منها أن التسوق عند بعض الناس ارتبط بالاستهلاك الظاهري أي مرتبط الاستهلاك بالسلوك الظاهر ويقصد به كل الأفعال والأنشطة التي يقوم بها الفرد فيما له علاقة بالطريقة التي يرغب العيش بها، أو في الظهور بها أمام الآخرين. وتتمثل بطريقة الملبس والمأكل والأثاث، وغير ذلك، وتعكس تلك السلوكيات مظهراً من مظاهر شخصيته.
وتضيف العاني: تحول الاستهلاك من الإشباع الضروري للحاجات إلى المبالغة بشكل متزايد، أو الشراء واقتناء الأشياء، حتى يظهر الشخص بالشكل الذي يرغب أن يراه الناس عليه، إذاً هو يعبر عن دافع نفسي أكثر مما يعبر عن الحاجات الضرورية المعتدلة للإنسان، ومن تلك الدوافع النفسية الرغبة الشخصية، أو القلق، أو ما يعبر عن عقدة النقص التي قد تنتاب بعض الناس، مما يجعل المشتريات الاستهلاكية مكملة في كثير من الأحيان، أو بسبب دوافع اجتماعية، مثل المواكبة الاجتماعية، التي تعني مواكبة المجتمع في مظاهره الاستهلاكية، بغض النظر عن الفروق المادية، كون الآخرين اشتروا حاجة ما من المول الفلاني وعليه لابد من شرائه ومن نفس المول وهكذا .
ويشير علماء النفس أن من بين أهم العوامل الرئيسة للإدمان في التسوق من المولات هو ارتياح المتسوق في التعامل مع الباعة في المتاجر، حيث يشعرونه بقيمته وأهميته، وعلى الرغم من إدراكه إنهم يفعلون ذلك رغبة في زيادة المبيعات، إلا أن عقله الباطن يجد راحته وسعادته من تلك المعاملة وإن لم تكن حقيقية.