الطاقة المتجددة مستقبل إنتاج الكهرباء

مؤشر الاثنين ٠٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٤ م

مسقط - ش
تعد الكهرباء من العناصر المهمة والاساسية التي لا يمكن لنا الاستغناء عنها في حياة الشعوب، خصوصا وان العالم اليوم يشهد تطور علمي وتكنولوجي كبير الامر الذي اسهم بزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية، التي تعتمد بشكل رئيسي على الوقود الأحفوري والطاقة النووية، وهو ما سهم ايضا بحدوث مشكلات وازمات خطيرة بسبب مخلفات انتاج الطاقة، الذي اثر سلبا على البيئة بشكل عام، يضاف الى ذلك التكاليف والخسائر الاقتصادية الكبيرة، الامر الذي دفع بعض الجهات والحكومات الى اعتماد بديل جديد لإنتاج الطاقة لاعتبارات اقتصادية وبيئية، يتفق معظم العلماء كما تنقل بعض المصادر، على أن الانبعاثات الملوثة للبيئة والغازات التي تسبب الاحتباس الحراري الناتجة من توليد الكهرباء القائم على اساس حرق الوقود الأحفوري تمثل رصيد كبير من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري على مستوي العالم.

وبحسب بعض التقارير فقد وصل إنتاج الكهرباء العالمي إلى 20.053 تيراواط ساعة في العام 2009. وكانت مصادر الكهرباء تتوزع بين الوقود الأحفوري 67%، والطاقة المتجددة 16% (الطاقة الكهرومائية أساساً، والرياح، والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية)، والطاقة النووية 13%، و 3% لغيرها من المصادر. وكانت غالبية عمليات توليد الطاقة من الوقود الأحفوري تستخدم الفحم والغاز لتوليد الكهرباء. وكان استخدام النفط يشكل 5.5٪ فقط من إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي، حيث أنه من أغلى السلع المعتادة التي تستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية. ووصل إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية اثنان وتسعون في المئة (92%) من أجمالي إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة تليها الرياح بنسبة 6% والطاقة الحرارية الأرضية عند 1.8%. وشكل إنتاج الكهرباء من الطاقة الضوئية الشمسية نسبة 0.06%، ومن الطاقة الشمسية الحرارية نسبة 0.004%.

الفحم والشمس والرياح

وفي هذا الشأن أظهرت دراسة نشرت أن حجم خطط توليد الكهرباء باستخدام الفحم عالميا انكمش بنسبة 14 بالمئة هذا العام وذلك بقيادة الصين التي تعاني من تخمة معروض وتحاول تشجيع استخدام الطاقة النظيفة. وأعلنت الهند عن سياسات في النصف الأول من 2016 للحد من خطط إقامة محطات تعمل بالفحم مما يرجع جزئيا إلى عدم الاستفادة الكاملة من المحطات القائمة وفقا لرصد لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم عالميا تديره مجموعة كول سوارم غير الحكومية والمناهضة للفحم.

وقالت الدراسة إن حجم خطط توليد الكهرباء بالفحم التي مازالت في مرحلة ما قبل التشييد انخفضت 14 بالمئة لتصل إلى ما يقدر بنحو 932 جيجاوات في يوليو من 1090 جيجاوات في بداية العام. وأضافت أن الانخفاض الإجمالي البالغ 158 جيجاوات مساو تقريبا لطاقة توليد الفحم في الاتحاد الأوروبي البالغة 162 جيجاوات.

وقال تيد ناس مدير كول سوارم عن أسباب الانخفاض "هو مزيج من مخاوف بيئية بما في ذلك المناخ والصحة إلى جانب تدهور اقتصاديات الفحم." وقدرت الدراسة أن الصين سجلت أكبر انخفاض في مخططات ما قبل البناء إلى الآن وذلك بواقع 114 جيجاوات إلى إجمالي 406 جيجاوات تليها الهند بانخفاض 40 جيجاوات. الفلبين وإندونيسيا أيضا كبحتا خيار الفحم بينما توسعت دول مثل مصر ومنغوليا في خطط استخدامه.

من جانب اخر قالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" إن متوسط تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قد ينخفض بما يصل إلى 59 بالمئة بحلول 2025 إذا تم تنفيذ السياسات الصحيحة. ومنذ 2009 هبطت أسعار الوحدة الكهروضوئية بنسبة 80 بالمئة في حين انخفضت أسعار توربينات الرياح بما يتراوح بين 30 و40 بالمئة مع تنامي طاقة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى مستويات قياسية وتحسن التقنيات. بحسب رويترز.

وقال تقرير للوكالة إن أسعار تكنولوجيا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قد تواصل الهبوط حتى العام 2025 وما بعد ذلك إذا وضعت الحكومات سياسات لتقليل التكاليف وتبسيط الإجراءات الإدارية وعمليات الحصول على الموافقات اللازمة. وتشير تقديرات وكالة الطاقة المتجددة إلى أن متوسط تكلفة توليد الكهرباء من الوحدة الكهروضوئية التي تعمل بالطاقة الشمسية قد ينخفض بنسبة 59 بالمئة بحلول 2025 مقارنة مع 2015 في حين من المتوقع أن ينخفض متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح البحرية بنسبة 35 بالمئة والبرية بنسبة 26 بالمئة. وقد تنخفض تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية المركزة أيضا بنسبة 43 بالمئة بحلول 2025.

الطاقة البديلة في أوروربا
من جانب اخر يتوقع ان تستمر مصادر الطاقة البديلة بالتقدم في اوروبا في السنوات المقبلة حتى تغطي 70 % من انتاج الطاقة الكهربائية في اوروبا في العام 2040، لتتفوق بذلك على الولايات المتحدة، بحسب ما جاء في تقرير لمجموعة من الخبراء. وجاء في التقرير الذي اصدرته مجموعة "بلومبرغ نيو انرجي فايننس" بعنوان "نيو انرجي اوتلوك 2016" ان "اسعار الغاز والفحم ستبقى متدنية، لكن ذلك لن يحول دون تحول نظام توليد التيار الكهربائي في العالم في العقود المقبلة الى مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية".
في العام 2015 كانت مصادر الطاقة المتجددة تمثل 32 % من انتاج التيار الكهربائي في اوروبا. وفي الولايات المتحدة، يتوقع ان ترتفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة من 14 % في العام 2015 الى 40 % في العام 2040، رغم ازدهار استخدام الغاز الصخري الذي يتوقع ان يتراجع من 33 % الى 31 %. وقدر الخبراء ان يساهم انخفاض تكاليف تقنيات توليد الطاقة من الرياح (بنسبة 41 % بحلول العام 2040) والطاقة الشمسية (60 % بحلول العام 2040) في زيادة الاعتماد على هذه المصادر وابدالها مكان النفط والغاز والفحم.

تكاليف مصادر الطاقة المتجددة
وستكون مصادر الطاقة المتجددة ارخص ثمنا في الكثير من دول العالم بحلول العام 2020، وفي كل العالم اعتبارا من العام 2030. في المقابل، يتوقع ان يزداد الطلب على الكهرباء مع نمو استخدامات جديدة مثل السيارات الكهربائية، ونمو سوق البطاريات. ويشير الخبراء الى ان السيارات الكهربائية ستمثل 35 % من مبيعات السيارات الجديدة في العالم في العام 2040، اي ما يقدر بواحد واربعين مليون سيارة. بحسب فرانس برس.
وستبلغ قيمة الاستثمارات في الطاقات المتجددة سبعة الاف و800 بليون دولار بين العامين 2016 و2040، اما الاستثمارات في مصادر الطاقة الاحفورية فستبلغ الفين ومئة مليار دولار، معظمها في الدول النامية. لكن هذا لن يكون كافيا لتحقيق الاهداف العالمية بالحد من ارتفاع حرارة الارض عند مستوى درجتين فقط مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. فلتحقيق هذا الهدف ينبغي الاستثمار بقيمة خمسة الف و300 مليار دولار اضافية في مجال توليد الكهرباء من دون استخدام الفحم.
من جانب اخر قال مدير وكالة الطاقة الدولي فاتح بيرول ة إن طاقة توليد الكهرباء النووية زادت بواقع 10.2 جيجاوات عالميا في 2015 وهي أعلى وتيرة نمو في 25 عاما بفضل بناء محطات طاقة نووية جديدة في الصين بشكل أساسي. وقال بيرول في مؤتمر للطاقة النووية في باريس "لم نشهد أبدا مثل هذه الزيادة في الكهرباء المولدة من الطاقة النووية وجاءت بشكل أساسي من الصين وكوريا الجنوبية وروسيا." وأضاف "هذا يبين إمكانية زيادة توليد الكهرباء من الطاقة النووية في ظل السياسات الصحيحة."

أجهزة الكمبيوتر وشاشات العرض
من جهة اخرى اقتربت الهيئات التنظيمية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية خطوة من أول معايير إجبارية لتوفير الطاقة في الولايات المتحدة لأجهزة الكمبيوتر وشاشات العرض وهي أجهزة تمثل ثلاثة في المئة من فواتير الكهرباء للمنازل وسبعة في المئة من التكاليف التجارية للكهرباء في الولاية. وقالت لجنة الطاقة بكاليفورنيا إن أحدث مسودة معايير نشرتها لجنة الطاقة بكاليفورنيا ستوفر للمستهلكين 373 مليون دولار سنويا عندما تُنفذ بشكل كامل.
وأضافت أن الطاقة المتوقع توفيرها بموجب الخطة تعادل الكهرباء التي تستخدمها سنويا كل المنازل في سان فرانسيسكو. وقال مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية وهو جماعة بيئية تعمل مع اللجنة بشأن هذه المعايير إن الخطة ستخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمي من حرق الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء 700 ألف طن سنويا. ولكن المجلس حث اللجنة على تفادي الثغرات مثل السماح باستثناءات خاصة. بحسب رويترز.
وتسحب أجهزة الكمبيوتر وشاشات العرض في كاليفورنيا ما يقدر بنحو 5610 ميجاوات -ساعة من الكهرباء فيما يمثل نحو ثلاثة في المئة من استخدام الكهرباء المنزلي وسبعة في المئة من الاستخدام التجاري وكثير من ذلك في الوقت الذي تكون فيه الأجهزة مغلقة. وقال مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية إنه سيتم تقليص إجمالي كمية الطاقة التي تستهلكها أجهزة الكمبيوتر والشاشات بنحو الثلث فور الاستبدال الكامل للمخزونات الحالية من الأجهزة.