تقرير إخباري هجوم لطالبان على مدينة أفغانية يفضح ضعف الدفاعات

الحدث الاثنين ٠٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢١:٥٠ م

كابول - - وكالات

تجري السلطات الأفغانية تحقيقات لمعرفة سبب تمكن مقاتلي حركة طالبان من اجتياز نقاط تفتيش أمنية في مدينة ترين كوت الوسطى بكل سهولة خلال هجوم شنته في الآونة الأخيرة كشف عن هشاشة الدفاعات في كثير من المناطق النائية. وأثارت الغارة التي وقعت في الثامن من سبتمبر الفائت على عاصمة إقليم ارزكان مخاوف لفترة وجيزة من حدوث انهيار مماثل لما وقع في مدينة قندوز العام الفائت وحققت فيه حركة التمرد نصرا قصيرا وإن كان رمزيا تؤكد به وجودها وقوتها.

وتم صد الهجوم في ترين كوت عندما وصلت تعزيزات دعمتها ضربات جوية أمريكية لكن المسؤولين المحليين كانوا قد فروا إلى المطار من شدة الخوف.
وقال دوست محمد نياب المتحدث باسم حاكم ارزكان «الشرطة هجرت نحو 100 نقطة أمنية دون أن تطلق رصاصة واحدة وعلينا أن نستوضح لماذا حدث ذلك». وما زالت الاشتباكات مستمرة على الطريق الرئيسي الذي يربط ترين كوت بقندهار في الجنوب وهو طريق مكشوف لا يزيد في بعض مناطقه عن ممر ترابي تجد العربات الثقيلة صعوبة في المرور عليه. وتبادل المسؤولون اتهامات مريرة منذ وقع الهجوم. ولا تقتصر هذه المشاحنات على إقليم ارزكان وكثيرا ما تؤثر سلبا على فعالية قوات الأمن رغم تحسن إمكانياتها باطراد في مناطق كثيرة.
ويبرز ضعف سيطرة السلطات خارج العاصمة بفعل التطورات في إقليم ارزكان الذي يضم جماعات قبلية متنافسة ويقع على مسار المهربين ويتاخم إقليم هلمند المنتج للأفيون.
يقول بعض المسؤولين الغربيين وبعض القادة الأفغان إن عددا ضئيلا فقط من مقاتلي طالبان شارك في الهجوم وكان كثيرون منهم يتنقلون بسرعة على دراجات نارية.
وطلب مقاتلو طالبان من الشرطة ترك النقاط الأمنية وأرسلوا رسائل نصية للسكان الأمر الذي دفع أصحاب المتاجر للفرار بما استطاعوا تحميله من بضائعهم على السيارات. وتم التخلي عن كميات كبيرة من الذخائر والعتاد.
وقال مسؤولون أمريكيون إن طائرات المراقبة دون طيار لم تلتقط مؤشرات تذكر على وقوع اشتباكات ذات بال بل لم يكن هناك ما يؤيد تقارير إعلامية وما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي عن اجتياح مئات المقاتلين المدينة.
وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي في كابول إن الجيش «على علم بالاتهامات التي ثارت مؤخرا حول النقاط الأمنية في ترين كوت» لكنه أحال أي أسئلة إلى السلطات الأفغانية.
وقبيل مؤتمر ينعقد في بروكسل ومن المتوقع أن يؤكد فيه المانحون الدوليون دعمهم لأفغانستان لأربع سنوات أخرى ترسم الغارة التي وقعت في إقليم ارزكان صورة قاتمة للقوات المسلحة التي لا تسيطر سوى على ثلثي مساحة البلاد.