ترامب يسعى للخروج من مأزق التراجع

الحدث الاثنين ٠٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢١:٥٠ م
ترامب يسعى للخروج من مأزق التراجع

واشنطن - - وكالات

يبدأ المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أسبوعا جديدا حاسما عبر شن هجمات في كل الأصعدة للخروج من المأزق الذي وصل إليه منذ عدة أيام وخصوصا أن وثائق عن بيانات ضرائبه تسببت بإضعاف موقفه أيضا.

وكان الملياردير الأمريكي استأنف في منتصف أغسطس حملته وحقق بعض النجاح حيث بدا أكثر انضباطا وركز مداخلاته على هيلاري كلينتون ورسالته الاقتصادية التي لاقت أصداء في المناطق التي خسرت مصانع. وهذه الاستراتيجية التي ترافقت مع هفوات للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أتاحت له تضييق الفارق معها في استطلاعات الرأي. لكن فقط إلى حين موعد تنظيم أول مناظرة متلفزة الاثنين الفائت التي كان أداء الملياردير خلالها مرتكبا ومتوترا في مواجهة منافسته التي كانت شديدة الجاهزية.
وأظهرت وثائق نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» في نهاية الأسبوع أن ترامب صرح بخسارة تقارب بليون دولار في الكشف الضريبي عن دخله عام 1995 ما مكنه من تجنب دفع الضرائب بطريقة قانونية لنحو عشرين عاما. وجاءت هذه المعلومات في وقت يرفض ترامب الكشف عن بياناته الضريبية، ليكون أول مرشح لا يمتثل لهذا التقليد الساري منذ عهد ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الفائت.

هجوم عنيف

ومساء السبت في بنسلفانيا، شن ترامب هجوما عنيفا أعاد إلى الأدهان أجواء التجمعات الصاخبة في فترة الانتخابات التمهيدية.
وفيما كان يستخدم في الأسابيع الفائتة الملقن، فضل ترامب أن يرتجل على مدى دقائق طويلة هجمات ضد هيلاري كلينتون ووصفها بأنها «لا تتمتع بالكفاءة» أو حتى «مجنونة» قائلا إن صحتها ليست جيدة.
وقال «هذه المرأة التي يفترض أن تقف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تتمكن حتى من السير خمسة أمتار لتصل إلى سيارتها».
وكان يشير إلى إصابة هيلاري كلينتون بوعكة صحية في 11 سبتمبر حين ظهرت على شاشات التلفاز وهي مرهقة بسبب إصابتها بالتهاب رئوي، غير قادرة على الصعود إلى سيارتها بدون مساعدة حراسها الشخصيين. وأخذت آنذاك قسطا من الراحة لمدة أربعة أيام.
ثم هاجمها لاحقا بسبب فضيحة رسائل البريد الإلكتروني الخاص، وهي حجة اعتبر مستشاروه أنها فعالة لنسف صورتها كامرأة دولة. لكن المرشح عاد أيضا إلى موضوع شائك وهو خيانات بيل كلينتون السابقة.

«عبقري» ضرائب

قال ترامب «هيلاري كلينتون ليست وفية إلا للمساهمين في حملتها ولنفسها. لا اعتقد أنها وفية لبيل كلينتون بالواقع».
ويضاف إلى ذلك التهديد بالتحدث عن عشيقات سابقات لبيل كلينتون خلال المناظرة المقبلة الأحد. ولقد اتهمها على الدوام بأنها «متآمرة» عبر تحقير النساء اللواتي يتهمن زوجها.
واستعدادا للمناظرة الثانية، تقوم هيلاري كلينتون بالتحضير طوال أيام لكن ترامب يستعد لأسبوع من الحملات فيما كان مستشاروه يأملون في أن يكرس وقتا لتحضير نفسه. وعبرت أوساط رجال الأعمال عن أسفها لأسبوع ضائع.
فقد دخل ترامب في جدل حول ملكة جمال الكون السابقة للعام 1996 اليسيا ماتشادو حين دعا مؤيدوه إلى مشاهدة «شريط جنسي» لها ما دفع بهيلاري كلينتون إلى وصفه بـ «غير المتوازن». وكان ترامب انتقد ملكة جمال السابقة علنا لأنها سمنت. وذكرت كلينتون بذلك خلال المناظرة، في استفزاز رد عليه ترامب بأن الكيلوجرامات الزائدة تطرح بالواقع مشاكل.
وقال نيوت غينغريتش الزعيم الجمهوري السابق الداعم لترامب الجمعة «آمل فعليا أن يشكل ذلك إنذارا» مضيفا «لا ترسل تغريدات ليلا واستعد جديا للمناظرة لأن هذه المناظرة ستكون مهمة جدا».
أما بالنسبة للضرائب فإن مستشاريه كشفوا بأن الاستفادة من ملاذات ضريبية ليس أمرا غير مشروع وعلى العكس يشكل دليلا على «عبقرية» ترامب.
ويبقى معرفة ما إذا كان الناخبون من دافعي الضرائب سيوافقون على ذلك. في فبراير 2012 عبر رجل الأعمال الأمريكي على تويتر عن أسفه لأن «نصف الأمريكيين لا يدفعون ضريبة على الدخل رغم الدين العام الهائل».

اتهامات

قال نائب ديمقراطي في الكونجرس الأمريكي إن روسيا «دون شك» وراء اختراق أنظمة التصويت في الانتخابات الأمريكية في الآونة الأخيرة وحث إدارة الرئيس باراك أوباما على إلقاء اللوم علنا على موسكو في محاولة تقويض الثقة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من نوفمبر.
وتأتي تصريحات آدم شيف عضو مجلس النواب وهو أكبر مسؤول ديمقراطي في لجنة المخابرات بالمجلس وسط قلق متزايد بين مسؤولين أمريكيين عن أمن ماكينات التصويت وقواعد البيانات ومزاعم ليس لها أساس لمرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بأن الانتخابات الأمريكية قد «يجري التلاعب فيها».
وقال شيف خلال ظهوره في برنامج (هذا الأسبوع) على شبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية «لا أشك (إنها روسيا). ولا أعتقد أن الإدارة (الأمريكية) لديها شك».
وتأتي دعوة شيف إلى الإعلان عن أن روسيا بالتحديد وراء الهجوم وإلقاء اللوم عليها بعد أسبوع في تشكيك ترامب في نتائج غير معلنة توصلت إليها المخابرات الأمريكيـــة بــأن روسيا مسؤولة عن محاولات اختراق.
وقال ترامب أثناء المناظرة مع مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون «قد تكون روسيا ولكن قد تكون أيضا الصين».
وكان جيه جونسون وزير الأمن الداخلي الأمريكي قال يوم السبت إن متسللين اخترقوا أنظمة التصويت في كثير من الولايات الأمريكية لكن لا توجد أدلة على تلاعبهم بأي بيانات انتخابية.
وشكك شيف في أن المتسللين يمكنهم التلاعب في التصويت بطريقة تؤثر على نتيجة الانتخابات. وقال مسؤولون وخبراء إن اللامركزية والتكنولوجيا القديمة المستخدمة في الانتخابات الأمريكية تجعل مثل هذا التلاعب غير مرجح.
لكن شيف قال إن القرصنة الإلكترونية لأنظمة تسجيل الناخبين قد «تحدث تضاربا» في يوم الانتخابات مضيفا أنه سيكون من الصعب إثبات بطلان رسائل متلاعب بها عبر البريد الإلكتروني وقد يؤثر ذلك على الانتخابات.
وكان مسؤول أمريكي يشارك في التحقيقات قال أمس الأحد إن وكالة الأمن القومي الأمريكية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلــي توصلت قبل أسابيع إلى أن وكالات المخابرات الروسية تجري أو تدير أو تنسق هجمات كبيرة عبر الإنترنت على منظمات سياسية أمريكية بينها اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي وأفراد.
إلا أنه أضاف أن مسؤولين بالبيت الأبيض رفضوا ذكر روسيا علنا لأن التصريح بذلك سيصعد من هجمات الإنترنت ولأنه يستحيل تقديم دليل علني على هذه المزاعم.

واشنطن - - وكالات:يقر الأول بأنه يثير الملل فيما يعرف الثاني بتكتمه. إنهما المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأمريكي الديمقرطي تيم كين والجمهوري مايك بنس. فهل يتمكنان من اجتذاب اهتمام الأمريكيين في المناظرة بينهما غدا الثلاثاء؟ لن تكون المهمة سهلة لأن ظل المرشحين إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون ودونالد ترامب هو الطاغي في هذه الحملة غير المسبوقة. لكنهما قد ينجحان فيها إذا خففا من مبالغاتهما ونجحا في إقناع المترددين الذين لا يزالون كثيرين.

المواجهة بين كين وبنس ستكون مساء اليوم الثلاثاء في فارمفيل بولاية فرجينيا في إطار مناظرة وحيدة تلحظها الحملة لمرشحي نيابة الرئاسة، في حين يتواجه المرشحان للرئاسة في ثلاث مناظرات. يقر كل منهما بأن «السقف عال» غداة أول مناظرة بين كلينتون وترامب غلب عليها التوتر واستقطبت عددا قياسيا من المشاهدين ناهز 84 مليونا.

أما العتبة التي ينبغي أن يبلغاها فهي 69,9 مليون مشاهد تابعوا في 2008 المناظرة بين الديمقرطي جو بايدن الذي كان باراك أوباما اختاره لمنصب نائب الرئيس ومنافسته الجمهورية ساره بيلن التي اختارها المرشح يومها جون ماكين.
يرى جيفري سكيلي من جامعة فرجينيا أن مهمة الرجلين لن تكون سهلة انطلاقا من «الاهتمام الكبير» الذي تستقطبه شخصيتا كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة ذات الشخصية العنيدة، وترامب، الملياردير المثير للجدل الدائم.
رغم ذلك، يكتسب دور نائب الرئيس أهمية من كونه يحل محل الرئيس إذا توفي أو استقال، علما بأن المرشحين للبيت الأبيض هما بين الأكبر سنا في التاريخ: فكلينتون ستتم قريبا عامها التاسع والستين وترامب في عامه السبعين.
وليس المطلوب فقط من تيم كين ومايك بنس الخروج من الظل ليعرفهما الناخبون من قرب، بل أيضا تعويض مكامن الضعف والمبالغة لدى المتنافسين على الرئاسة.
ويقول جو غولدشتاين من كلية الحقوق في جامعة سانت لويس أن مايك بنس (57 عاما) «سيحاول إظهار وجه (جمهوري) جدير أكثر بالاحترام» بعد تصريحات دونالد ترامب المثيرة للجدل عن زيادة وزن ملكة جمال سابقة.
عليه أيضا أن يدافع عن ترامب بعد ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الأحد عن احتمال أن يكون قد تهرب من تسديد ضرائبه لأعوام طويلة. من جهته، سيركز تيم كين (58 عاما) على برنامج الحملة لكن عليه أيضا أن يبدد بعض التساؤلات التي تكتنف حملة كلينتون، وخصوصا قضية بريدها الشخصي. ويضيف غولدشتاين أن النقاش سيتناول «المرشحين للرئاسة وسياساتهما وليس المرشحين لنيابة الرئاسة».
وقد يساعد المرشحان لنيابة الرئاسة في اجتذاب المترددين بالنظر إلى عددهم الكبير في هذه الانتخابات.
فالسناتور تيم كين سيقدم لهيلاري كلينتون ولايته فرجينيا حيث يتمتع بشعبية كبيرة يمكنها الاتكاء عليها لخوض معركة غير سهلة.
كذلك، يتقن كين الإسبانية بعدما أمضى شبابه في هوندوراس، وهي ورقة رابحة لجذب القاعدة من أصول إسبانية علما بأنها تثير حذر الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي وأنصار المرشح السابق برني ساندرز.
في المقابل، يقدم المحافظ المتشدد مايك بنس حاكم ولاية انديانا خبرته السياسية لترامب الآتي من عالم الأعمال. ويعتبر غولدشتاين أن هذه الخبرة تشكل «بديلا مهما».
كذلك، قد يتمكن بنس من استقطاب اليمين الإنجيلي التقليدي إذا تعذر عليه إقناع الجمهوريين المعتدلين.
يبقى أن ابتسامة كين الدائمة قد تعوض البرودة التي تتهم بها كلينتون، فيما يضفي وجود بنس الذي يتقن المجاملات بعض «التوازن» على حملة ترامب صاحب الشخصية الفظة.

مناظرة «رجلي الظل» غداً.. مهمة أمريكية صعبة تحت الأضواء