السوريون المحاصرون يأكلون مرة واحدة يوميا

الحدث الاثنين ٠٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢١:٤٣ م

نيويورك – موسكو – – وكالات

حذر مسؤول الشؤون الإنسانية فى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين من أن السوريين المحاصرين فى مناطق سيطرة المعارضة السورية بالكاد يعيشون مع ارتفاع أسعار الطعام بشكل كبير. وقال أوبراين ـ في تصريح خاص لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم أمس الاثنين إن الكثير من المواطنين لا يستطيعون تناول الطعام سوى مرة واحدة في اليوم، إذ توشك الإمدادات على أن تنفد، مؤكدا استعداده لتوصيل المساعدات إلى المدينة، لكن لا يمكن أن يحدث ذلك إلا عندما تصمت المدافع.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد اقترح خطة جديدة للمساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة بشأن الجزء المحاصر من مدينة حلب السورية، مشيرا إلى أن الخطة تتطلب تعاون كل أطراف الصراع. وتهدف الخطة لتوصيل المساعدات الطبية والمياه والغذاء من غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة السورية لما يصل إلى 130 ألف شخص في شرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى إجلاء الحالات الطبية التي تحتاج لعلاج عاجل من شرق المدينة.
وعلى صعيد آخر؛ ذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن موسكو وواشنطن في مرحلة خلاف حاد من حيث المفهوم حول سوريا. وأكد ريباكوف في تصريحات لوكالة «نوفوستي» الرسمية الروسية يوم أمس الاثنين أن واشنطن لم تبلغ موسكو حتى الآن بتعليق التعاون معها بشأن سوريا، لكنه أوضح قائلا: «إننا حاليا في مرحلة خلاف حاد من حيث المفهوم مع أولئك أمثال مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة الذين يحاضرون في العفة دون أن يكون لهم أدنى حق في ذلك».

وأردف قائلا: «لم يلغ أحد اتفاقات يوم 9 سبتمبر. وإذا أعلنت الولايات المتحدة عن خروجها رسميا من الاتفاق، سيكون ذلكن برأيي، خطأ استراتيجيا كبيرا من جانبهم. ومن الممكن استئناف تنفيذ الاتفاقات». وأوضح الدبلوماسي أن ذلك سيتطلب من الخبراء العسكريين الروس والأمريكيين الانخراط في التعاون الفعلي، ومواصلة العمل بين أولئك الذين يتفهون الأمر الواقع ويقدرون على ضمان وصول المساعدات الإنسانية وتكثيف محاربة التنظيمات الإرهابية واستئناف العملية السياسية.

وتابع أن موسكو تدعو واشنطن لوضع العواطف جانبا والتركيز على مثل هذا العمل، لكنها ترى بدلا من ذلك نوبة هستيرية بعد نوبة من جانب السياسيين في واشنطن. واعتبر ريابكوف أن الصور النمطية الناجمة عن اعتبارات لا علاقة لها بالوضع في سوريا أو حولها، باتت مسيطرة في واشنطن وتحولت إلى عقبة حقيقية أمام عمل الخبراء المحترفين بشأن سوريا.

وتابع أن موسكو ما زالت تأمل في تجنيب سوريا تصعيدا عسكريا جديدا، وأعرب عن ثقته بأنه هناك مجالا لتطوير الاتفاقات الروسية الأمريكية، لكنه أكد أن المسألة تتعلق من حيث المبدأ بمدى استعداد الإدارة الأمريكية للسير في طريق الحل السلمي أو ما إذا كانت إدارة أوباما قد تخلت عن الحل السياسي نهائيا. وأكد أن واشنطن لم تبلغ موسكو بعد بتعليق التعاون، لكنه لم يستبعد أن يحصل ذلك في أي لحظة.
واستدرك قائلا: «على خلفية انهيارهم العصبي الحالي يمكنهم أن يتخذوا أي قرار». وأوضح أن واشنطن لم تعد خجولة من بعض مقارباتها غير المعلنة مسبقا، ومنها اعتبارها أنه إذا فشلت محاولاتها لفرض الوصفات على الآخرين، فالبديل لذلك هو الحل العسكري من أجل تحقيق الهدف القديم أي إسقاط الرئيس الشرعي وحكومته وإعادة هيكلة التضاريس السياسية ليس في سوريا فحسب بل وخارجها، بشكل كامل.
وأوضح أن روسيا عارضت هذه المقاربة دائما وحاولت استخدام عمليتها السياسية الثنائية مع واشنطن من أجل إبقاء السياسيين الأمريكيين في إطار مقاربات سياسية عقلانية نسبيا.