إبعاد المزيد من المقدسيين عن الأقصى

الحدث الاثنين ٠٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢١:٤٣ م
إبعاد المزيد من المقدسيين عن الأقصى

القدس المحتلة - زكي خليل

تزامنا مع الأعياد اليهودية أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من قرارات الابعاد لمواطنين مقدسيين عن المسجد الاقصى المبارك لفترات متفاوتة .فقد أبعدت، الشاب أمين ذياب عن الأقصى خمسة أشهر، في حين أفرجت عن المقدسي مصباح أبو صبيح الذي اعتقلته في وقت سابق وسلمته قرارا بالإبعاد عن البلدة القديمة بما فيها المسجد الأقصى لمدة شهر.

إبعاد عن الأقصى
وكانت سلطات الاحتلال قد أبعدت امس الأول رئيس لجنة المرابطين في الاقصى يوسف مخيمر عن الاقصى لمدة 3 شهور، في حين سلمت الممرضة في عيادة المسجد الأقصى زهرة قوس أمر إبعاد عن المسجد لمدة شهرين، بعد أن اعتقلتها من منزلها الكائن في حي الجالية الافريقية الملاصق للمسجد الاقصى من جهة باب الناظر.
في السياق، أخلت شرطة الاحتلال سراح المقدسي أبو صلاح الشّرفا وسلمته قرارا بالإبعاد عن المسجد الاقصى لمدة أسبوعين، علماً أنه اعتقل الليلة قبل الماضية من منزله في القدس المحتلة.
يذكر أن الاحتلال أبعد نحو 14 مواطنا بينهم امرأة عشية بدء الأعياد اليهودية التي بدأت مساء أمس الأول وتستمر طيلة الشهر الحالي. ودعا نشطاء وقيادات في الداخل الفلسطيني(فلسطينيو 48) إلى حماية المسجد الأقصى المبارك، وتكثيف شد الرحال اليه، في ظل المخاطر المتزايدة التي تتهدده، ومنها دعوات في أذرع الاحتلال الإسرائيلي لاستباحة المسجد الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية، ابتداء من امس الاثنين، وحتى نهاية الشهر الجاري، وأكدت هذه القيادات أن الأقصى منتصر برغم كل صلف وعدوانية الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الشيخ حسام أبو ليل – رئيس حزب الوفاء والإصلاح- “إننا نوجه نداءاً عاجلاً لأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني وأهلنا في القدس، لحماية المسجد الأقصى، إذ ما زال المسجد الأقصى في خطر، وما زال الأقصى مستهدفا، بل في كل يوم نجد ممارسات للاحتلال تزداد سوءا وشدة يوما بعد يوم، على المصلين والمعتكفين وعلى أهل الرباط، أهل القدس، وما بات يتردد ويتكرر من أحكام جائرة وظالمة من قبل المحاكم الإسرائيلية، بحق المسنين الذين يمارسون حقهم في الصلاة والتواجد في المسجد الأقصى، ما هو الا دليل وشاهد على ان الاحتلال الإسرائيلي يريد تفريغ المسجد الأقصى من أهله”.

خطر داهم
أما الشيخ محمد العارف – رئيس الهيئة العليا لنصرة القدس والأقصى- فقال: “لا شك أن هذه المرحلة هي مرحلة حرجة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في الداخل الفلسطيني وفي القدس الشريف، وخصوصا المسجد الأقصى، حيث نجد ونرى كل يوم اقتحامات بعشرات من سوائب المستوطنين، تحت ظلال حراب الاحتلال الإسرائيلي، كل يوم نستشعر الخطر الداهم، من خلال حملات الاعتقال والابعادات للمصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى”.
وأضاف: “وهناك قوات الاحتلال التي تحاصر الأقصى وتمنع الكثيرين من دخوله، وهذا شاهد ودليل على أن الاحتلال يبيّت المكائد على المسجد الأقصى، فلا بد أن نحيي ونثبّت صمود المسجد الأقصى، من خلال تواجدنا المتواصل فيه، ولذلك نهيب باسم الهيئة العليا لنصرة القدس والأقصى، بأهل الداخل الفلسطيني والقدس الذين يمثلون الرئة التي يتنفس منها المسجد الأقصى، أن يكثفوا تواجدهم في المسجد الأقصى، مصلين، معتكفين، مرابطين، منافحين، مدافعين عن القبلة الأولى".
من جهته قال المحامي خالد زبارقة – حقوقي وناشط مختص في شؤون القدس والأقصى– : “حقيقة يوجد مقدمات لما تم الإعلان عنه من قبل الاحتلال لحملة جديدة من الاقتحامات الواسعة في الأعياد اليهودية، وبدأنا نلمس هذه المقدمات والممارسات والإجراءات العنصرية التي قام بها الاحتلال منذ عام 2015، عندما بدأ يهيئ الظروف لاقتحامات كبيرة لليهود إلى داخل المسجد الأقصى، في فترة الأعياد، في ذلك الحين الذي أعاق كل عمل الاحتلال الإسرائيلي، انطلاق الانتفاضة والعملية التي قام بها مهند الحلبي، بعد هذه العملية وتبعاتها، بدأ الاحتلال بقمع غير مسبوق للمقدسيين، لأهلنا في الضفة الغربية، والداخل الفلسطيني، وبدأت عمليات القتل الممنهج والمباشر، وعمليات تصفية جسدية تهدف إلى نشر الخوف والذعر بين أوساط المقدسيين وعموم الفلسطينيين، بطبيعة الحال الذي حدث منذ ذلك الحين وحتى هذه الأيام، لمسنا قتل للأطفال الذين لم يتجاوز أعمارهم 12 عاما، قتل للفتيات الصغار، قتل للشباب والمسنين، كان هناك مرحلة قمع تصعيدية واضحة جدا".

مخطط التقسيم المكاني والزماني
وتابع: “عمليات منع أهلنا من الداخل الفلسطيني والشخصيات المؤثرة والناشطة والتي توصف بأنها اعتبارية في مدينة القدس، منع هذه الشخصيات من دخول القدس بشكل تعسفي، هذه إحدى الإجراءات التي يهيئ الاحتلال الإسرائيلي في هذه اللحظة، عمليات منع المقدسيين والشباب المقدسيين من دخول المسجد الأقصى ومن دخول البلدة القديمة، أو طردهم من مدينة القدس، هذه أيضا من العمليات التي قام بها الاحتلال وما زال لتهيئة لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، وعمليات الاعتقال التعسفي غير المسبوقة، لوائح اتهام تعسفية، مخالفات مصطنعة لم يحاكم عليها القانون الإسرائيلي في السابق، هذا يمكن ان يلقي بظلاله على شهر تشرين الثاني”.
بدوره قال الشيخ أحمد أبو عجوة- إمام مسجد حسن بك في مدينة يافا -: “نحن قلنا ولطالما قلنا وسنظل نردد بأن المسجد الأقصى بالنسبة لنا هو عقيدة، والعقيدة لا يمكن الاّ الدفاع عنها، بل والاستماتة من أجل الدفاع عنها، وبذل كل ما يمكن بذله حتى يتم الحفاظ على العقيدة، والمسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين وحدهم، لا يشاركنا فيه أحد من الناس، ولو في ذرة تراب واحدة، أو في نسمة من نسمات هوائه، من هنا نقول ان كل محاولات الاقتحام والتدنيس والاستباحة للمسجد الأقصى، من قبل المتطرفين ومن يدعمهم ومن يعطيهم المظلة القانونية والسياسية، والدعم المالي، وغير ذلك، لا يمكن بحال من الأحوال ان يقود إلى المخطط الأبعد، اذ انهم يحاولون تكرار طرح مخطط التقسيم الزماني والمكاني، من خلال محاولات تفريغ الأقصى من المصلين والمرابطين، وقرارات الأبعاد”.

*-*
أردان: تعاون "فيسبوك" ليس كافيًا لـ "مواجهة التحريض"

القدس المحتلة - ش

قال وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي جلعاد أردان، إن تعاون إدارة شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" غير كاف لمواجهة مزاعم تتعلق بـ "التحريض من قبل الفلسطينيين".
واضاف بأن هناك ارتفاعا في حدة "التحريض" عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصةً فيسبوك، ما يزيد من احتمالية ومخاوف تجدد الهجمات مع بدء الأعياد اليهودية.
ويرى أردان في مقابلة مع موقع "واللا" العبري، أن الأمور وصلت إلى مرحلة "تجاوز عتبة التحريض". وأشار إلى أنه من المتوقع أن يزور القدس وخاصةً البلدة القديمة نحو مليون يهودي خلال أعياد رأس السنة اليهودية، معتبرا أن ذلك سيكون حافزا لتنفيذ الهجمات التي ستواجه أمنيا بمزيد من التدابير الجديدة وأخرى اتخذت سابقا.
وأضاف "نحن الآن نمارس أنشطة واسعة النطاق لمراقبة الشبكات الاجتماعية، الشرطة والشاباك ووزارة القضاء يبذلون جهودًا للتعامل مع قضايا التحريض قانونيا مع من يتم اعتقالهم بتهمة التحريض".
وزعم بأن هناك تعاونا إيجابيا مع إدارة فيسبوك التي تلبي احتياجات إسرائيل. مشيرا إلى أنه بدأ بإدارة حملة عالمية لحث الحكومات على سن مزيد من القوانين ليتم تطبيقها خلال العام الجديد بشأن الشبكات الاجتماعية.
وذكر أنه التقى قبل أسبوعين مع الوزير المسؤول عن أمن الإنترنت في بريطانيا واجتمع مع وزراء دول أخرى من استراليا وبولندا وبلغاريا، وزعم بأنهم يوافقون إسرائيل بأنه لا يمكن أن تحل المشكلة وحدها، وأن على الفيسبوك تحمل المسؤولية بالعمل ضد الإرهاب"، حسب زعمه.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال انتفاضة القدس العشرات الفلسطينيين واصدرت بحقهم احكاما متفاوتة بسبب التعبير عن ارائهم ضد الاحتلال عبر الفيسبوك وهو ما اعتبرته تحريضا ضدها.