الخليل - نظير طه - علاء المشهراوي
أغلقت قوّات الاحتلال الاسرائيلي صباح أمس الاثنين، المسجد الإبراهيمي كاملا أمام المواطنين الفلسطينيين وافتتحته أمام المستوطنين للاحتفال بما يسمّى بعيد "رأس السنة العبرية".
وأفاد مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة في تصريح صحفي له، أنّ سلطات الاحتلال أبلغته بإغلاق المسجد يومين متتاليين بمناسبة العيد اليهودي، في الوقت الذي تنوي إغلاقه لستّ مرات خلال الشهر الجاري بذريعة حلول عدد من الأعياد اليهودية.
وأوضح أبو سنينة بأنّ هذا الحدث خطير على مقدسات المسلمين، واصفا استباحة المسجد الإبراهيمي كاملا بالعار الذي يطال كلّ المسلمين، مناشدا الأمتين العربية والإسلامية بالعمل على أخذ دورها في العمل على حماية هذا المسجد الإسلامي والعمل على وقف ما يتعرض له من استباحة بهذه الطريقة.
وكرر مئات المستوطنين خلال الساعات الماضية اقتحام المسجد المفتوح بشقيه أمامهم، وأداء الشعائر التلمودية، فيما أغلق الاحتلال كامل البوابات والحواجز المحيطة بالمسجد، وحال دون دخول أيّ من المواطنين الفلسطينيين، وطالت عمليات المنع موظفي المسجد والمواطنين الفلسطينيين القاطنين في محيط باحاته.
وفي هذه الأثناء، نشرت قوّات الاحتلال حواجزها العسكرية على كافة مداخل محافظة الخليل المطلة على الشوارع الالتفافية، والقريبة من المستوطنات.
و كثفت قوّات الاحتلال من نشر الحواجز العسكرية والإجراءات المشددة في كامل المناطق، وسط إعاقات على حرية حركة المواطنين الفلسطينيين، وفي المقابل تسهيل حرية حركة المستوطنين المحتفلين بالعيد اليهودي.
إلى ذلك دان الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الاقصى المبارك، قرار الاحتلال الاسرائيلي إغلاق المسجد الابراهيمي لمدة ستة أيام خلال هذا الشهر تشرين أول أمام المصلين المسلمين.
وبيّن الشيخ حسين أن هذا الإجراء يحرم المصلين المسلمين من أداء الشعائر الدينية في هذا المسجد العظيم ليترك مستباحاً أمام المستوطنين لأداء طقوسهم الدينية واستنكر الإجراءات التي تقوم بها هذه السلطات ضد الفلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك.
وقال الشيخ حسين: إن الأديان السماوية تحرم في أصلها المس بالأماكن المقدسة المخصصة للعبادة وتؤكد على حرمتها، وشدد على ضرورة التوقف عن هذه الاعتداءات التي تحرم المسلمين من الوصول لأماكن عباداتهم.
ورفض المبررات التي تسوقها سلطات الاحتلال لاتخاذ مثل هكذا قرارات تعسفية تخالف الشرائع والقوانين الدولية وتناقض المواثيق التي تحمي حرية الوصول إلى أماكن العبادة.
وحسب مصادر محلية، فإنّ قوّات الاحتلال كثفت من نشر الحواجز العسكرية والإجراءات المشددة في كامل المناطق، وسط إعاقات على حرية حركة المواطنين الفلسطينيين، وفي المقابل تسهيل حرية حركة المستوطنين المحتفلين بالعيد اليهودي.
من جهة ثانية ألغت السلطات الإسرائيلية زيارة أهالي أسرى قطاع غزة لذويهم في السجون الإسرائيلية، المقررة أمس الإثنين؛ بسبب "الأعياد اليهودية".
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، سهير زقوت، إن خطوة إلغاء زيارات ذوي الأسرى تأتي بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية معابر قطاع غزة والضفة الغربية هذا الأسبوع بسبب عيد "رأس السنة العبرية".
ويزور أهالي أسرى قطاع غزة أبنائهم في سجون الاحتلال الإثنين من كل أسبوع، إلا في حالات التصعيد بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال، أو حلول الأعياد اليهودية؛ حيث تغلق السلطات الإسرائيلية جميع معابر قطاع غزة.
يذكر أن سلطات الاحتلال، أعادت استئناف برنامج زيارات ذوي أسرى قطاع غزة، عقب خوض الأسرى إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في نيسان/أبريل 2012، انتهى بعد 28 يومًا، بتوقيع اتفاق "الكرامة" بين قادة الحركة الأسيرة، وإدارة سجون الاحتلال، برعاية مصرية، ينص على إعادة زيارات أهالي القطاع، وكذلك إخراج المعزولين، وإنهاء الاعتقال الإداري، وإعادة المنجزات التي سحبت منهم خلال الإضراب.
وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، بينهم 380 أسيرًا من قطاع غزة جلّهم من قدامى الأسرى وذوي الأحكام العالية.