لميس ضيف
منذ فتحنا أعيننا على الدنيا .. كانت "فلسطين" قضيتنا الأولى..
كنا نتبرع لها من مصروفنا الهزيل .. كنا نغني لها في الحفلات المدرسية ونبكي على أخبارها التي تُعرض في نشرة الثامنة .. وعندما قُتل محمد الدرة وهو يتحامى بأبيه بكى 422 مليون عربي على عجزهم وقلة حيلتهم وهوانهم على العالم.. وكنا في صفوف الباكين والمفجوعين..
لماذا تخلينا عن القضية ؟ ولم نعد نكتب ونبكي عليها ! ولم تعد في أولوياتنا ولا أبجدياتنا؟
الإجابة الصادقة هي أننا تخلينا عن القضية الفلسطينية عندما تخلى "أهلها" عنها..
عندما أنشغل الفلسطينيون بالصراع بين حماس وفتح اللذين فاق عدائهما " لبعضهما" عدائهما لإسرائيل نفسها!
عندما بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال 5071 فلسطينيا "وفقا للإيكونيميست" فيما فاق عدد معتقلي حماس في سجون السلطة الفلسطينية هذا العدد "وفقا لصحيفة لوفيجارو!
من تدعم في فلسطين بالضبط ؟ ومن تساند عندما ينهش الأخوة لحوم بعضهم ويتركون عدوهم ليعيث في أرضهم الفساد! من تساند وأنت تسمع قصص الفلسطينيين الذين يموتون "تحت التعذيب" في سجون فلسطينية. وترى صوراً مرعبة لهيثم عمرو (33 عاما) الذي ينتمي لحركة حماس "في ما ينتمي أباه لحركة فتح" والذي عُذب على مدار أربعة أيام ثم رمي من الطابق الثاني لتدعي إدارة السجن بأنه مات وهو يحاول الفرار! ماذا تقول تحديدا عندما تسمع تصريحا لطبيب دنماركي يؤكد بأن فادي حمادنه (27 سنة) والتي قالت السلطة الفلسطينية أنه وجد مشنوقا في زنزانته قد توفي قبلها تحت التعذيب ووجدت قطع من الزجاج في معدته!
بالله عليكم ..
لمن تتبرع ؟ ولمن تُصلي؟ ومن تساند؟ وأنت تجد مواد غذائية في المحلات الأردنية تحمل ملصقات كُتب عليها " تبرعات للشعب الفلسطيني".. وأنت ترى محمود عباس يلتقي بالمسؤولين الإسرائيليين، وينتحب في عزائهم ، بينما يرفض وحكومته لقاء قادة حركة حماس، وكان قد امتنع لسنوات عن لقاء إسماعيل هنيه رغم أنه رئيس حكومته!
.
سامحونا يا أطفال فلسطين.. نحن لا نعترف بشرعية الاحتلال ولا بدولته.. ولكننا لا نستطيع أن نكون أكثر حرصا منكم على قضيتكم..