الصناعات الحرفية إثبات لوجود المنتج العماني على خارطة العالم

مزاج الأحد ٠٢/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٤٨ م

مسقط - سعيد الهاشمي

أكدت الهيئة العامة للصناعات الحرفية أن الدعم الحرفي يعد من أهم المشاريع التي تواصل الهيئة تنفيذها بهدف رفع مؤشرات الإقبال على تفضيل الحرف الوطنية، حيث تسهم برامج الدعم والرعاية الحرفية في تحفيز الحرفيين، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج الحرفي وتشجيع الحرفيين على الاستمرارية في الحفاظ على المهن المتوارثة، كما يعمل الدعم الحرفي على زيادة نمو المعدلات الاقتصادية والاجتماعية للقطاع الحرفي في السلطنة، إلى جانب أن رعاية الحرفيين تعزز من تحقيق مستويات من الكفاءة والإنتاجية الحرفية، مؤكدة كذلك أن المنتج الحرفي العماني ينافس وبقوة المنتجات المستوردة في الأسواق المحلية والخارجية، نظرا لما يتمتع به من جودة في الإنتاج، ولدينا مشاركات متميزة من خلال المعارض المحلية والدولية حيث اثبت الإنتاج الحرفي قدرته على منافسة المنتجات الأخرى لجودته.
وقالت الهيئة العامة للصناعات الحرفية ردا على أسئلة صحفية لـ "الشبيبة" إن الدعم المقدم للحرفيين من قبل الهيئة الهامة للصناعات الحرفية يشمل دعما نقديا وتشغيليا، إضافة إلى توزيع حقائب تدريبية وإنتاجية للحرفيين تحتوي معدات وأدوات حديثة لمساندة عمليات الإنتاج، كما تشتمل آليات الدعم على تدشين منافذ تسويقية داخلية وخارجية لتسويق منتجات أصحاب المشاريع الحرفية الاستثمارية وتشجيعهم على تطوير منتجاتهم لتنافس مختلف الأسواق، وقد شهد القطاع الحرفي العُماني تطورا ملموسا في التأهيل والتدريب بالإضافة إلى الإنتاج والتطوير.
وتطرقت الهيئة كذلك إلى نوع آخر من الدعم يتمثل في شراء منتجات حرفية متنوعة من الحرفيين أصحاب المشاريع الحرفية المنتجة.
وأوضحت الهيئة أن المنتجات الحرفية العمانية حازت على إعجاب دولي كبير وإشادة واسعة بمستوى كفاءتها وجودتها وهذا ما اتضح من خلال مشاركاتنا في المعارض الدولية والإقليمية في أنحاء العالم، لذلك نستطيع القول إن المنتجات العمانية وصلت إلى العديد من أقطار العالم ليس كحضور فقط ولكن كمنتج عالمي استطاع أن ينافس في المحافل الدولية وعلى أرقى الجوائز المعنية بالصناعات التقليدية والحرفية المقدمة من مجلس الحرف العالمي ومن العديد من المنظمات الأخرى، وحصلت على مراكز متقدمة فيها، مشيرة إلى البدء في تسجيل المنتجات الحرفية العمانية في المنظمات العالمية لضمان حماية الابتكارات والملكية الفكرية لأصحابها وهذا بحد ذاته إثبات لوجود المنتج العماني على خارطة العالم.

تقييم التجربة
وحول تقييمها لتجربة الإنتاج الحرفي قالت الهيئة: إن دور الهيئة العامة للصناعات الحرفية وحرصها الدائم نحو تطوير الحرف الوطنية عزز من الإنتاج المحلي للسلطنة من الصناعات الحرفية المطورة والذي شهد ارتفاعا ملحوظا خلال الآونة الأخيرة ويتم العمل على تعزيز البنية الأساسية للقطاع الحرفي من خلال افتتاح مراكز حرفية جديدة في عدد من محافظات السلطنة إلى جانب زيادة فعالية البرامج المخصصة للترويج الاستثماري لإنتاج الحرف المطورة بالإضافة إلى تأسيس المشاريع الحرفية للحرفيين إلى جانب افتتاح منافذ تسويقية جديدة للحرف في عدد من الولايات، كما تحرص الهيئة سنوياً على تدشين معارض حرفية متكاملة في الولايات تضم مختلف الحرف العمانية من اجل إبراز الجهود المتحققة للقطاع الحرفي العماني.

مواكبة التطورات الحرفية
وأكدت الهيئة العامة للصناعات الحرفية سعيها لمواكبة التطورات الحرفية والتي تطرأ على عمليات الإنتاج والتسويق الحرفي بما يتواكب مع الحداثة القائمة على الالتزام بأصالة الهوية الحضارية للموروثات الحرفية، حيث يعد قرار اعتماد الهيئة بتشكيل فريق متخصص لدراسة الواقع الحرفي العماني خطوة نحو الأخذ بمسببات العمل والأداء المبني على مؤشرات موضوعية تؤسس لإنتاجية حرفية مدروسة ومخطط لها وفق المبادرات والبرامج الحرفية المنفذة خلال الفترة المقبلة.

توفر المنتجات
أما عن مدى توافر الإنتاج الحرفي العماني في القطاع السياحي مثل الفنادق والأسواق القديمة فأوضحت الهيئة العامة للصناعات الحرفية حرصها وبشكل دائم على تواجد منتجاتها في القطاع السياحي لاسيما الفنادق وبعض المواقع السياحية الترويجية كما أنها تسعى دائما للمشاركة في الأنشطة والمحافل الدولية لإبراز المنتج الحرفي العماني وتسويقه بما يتلاءم مع جودته.
كما أن الهيئة تشارك في العديد من الاجتماعات والندوات والمهرجانات الدولية والإقليمية بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والاجتماعية وذلك في إطار حرصها على تحقيق التكامل في العمل الحرفي المشترك على المستوى الإقليمي والدولي ولتسليط الضوء على المنتج الحرفي العماني الذي يستحق التواجد الدائم في مختلف المحافل والمهرجانات والفعاليات الدولية نظرا لمستوى الابتكار والجودة فيه ولقيمته النفعية والجمالية.

برامج وحرف جديدة
أما عن الصناعات الحرفية التي بدأت الهيئة بالتركيز عليها أو التي انتهت من تأهيلها فأشارت إلى أن العام الجاري يشهد تنفيذ العديد من البرامج التدريبية والتأهيلية لعدد من المستفيدين والمستفيدات في عدد من مراكز الهيئة في محافظات السلطنة ومن المتوقع أن يتخرج من هذه البرامج 850 مستفيدا ومستفيدة في مختلف الحرف كبرامج السعفيات وحرفة التنجيم الآلي للكمة العمانية، والنحاسيات والنسيج، والغزول، وتقطير النباتات العطرية بالجبل الأخضر، وفي الفخار والخزف وإنتاج الغزول وسباكة المعادن، وحرفة النسيج والتطريز الآلي، كما يشتمل التدريب في حرفة النحت فن النحت على العظام، والتطريز اليدوي، وحرفة الخشبيات، وصناعة السفن العمانية، وتغليف الورق، وخياطة الكمة العمانية وعلى صناعة الألمنيوم.
ويأتي ذلك في إطار اهتمام الهيئة العامة للصناعات الحرفية بقطاع التدريب والتأهيل الحرفي، حيث تنفذ العديد من البرامج في مراكز التدريب والإنتاج التابعة للهيئة على مدار العام.
وأكدت الهيئة أنها تسعى إلى إعداد مجموعة متكاملة من البرامج التدريبية والتأهيلية على المستوى الزمني المتوسط إلى جانب تنفيذ برامج أخرى تختص بالتأهيل القصير المدى وتختلف فتراتها الزمنية بحسب أساسيات الحرفة.
وتكمن أهمية المشاريع التدريبية والتأهيلية الجاري تنفيذها حاليا في ارتباطها بخطط إنتاجية مباشرة للحرفيين بهدف الاستفادة من مخرجات الإنتاج وتوظيفها ضمن إستراتيجية الاستثمار والترويج الحرفي مع الاعتماد على خطة مستقبلية متعلقة بتطوير الحرف على منهجية الابتكار.

إقبال متميز
وحول مدى إقبال المواطنين على اقتناء وشراء المنتجات الحرفية وصفت الهيئة هذا الإقبال بأنه "متميز" في شراء واقتناء المنتجات الحرفية فالصناعات الحرفية في مختلف الأسواق التقليدية تستهوي الزوار والسياح.
وتطرقت الهيئة إلى المنصات الحرفية المتنقلة ميدانيا في مواقع الجذب السياحي التي تم ابتكارها مؤخرا وتعد تلك المنصات فرصة للحرفيين بهدف الترويج لمنتجاتهم وبيعها.
كما أن الأسواق التقليدية كسوق مطرح ونزوى وسناو وإبراء وصلالة تكتظ بالسياح لاقتناء المنتجات الحرفية الوطنية بالإضافة إلى المشاركة المستمرة للحرفيين العُمانيين في المهرجانات والمعارض والتي تدل دلالة واضحة على أن المنتجات الحرفية عليها إقبال من الجميع.