سول - وكالات
حضت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه الكوريين الشماليين على ترك بلادهم والانشقاق، غداة عبور جندي كوري شمالي الخميس مشيا المنطقة المنزوعة السلاح التي تعد من المواقع الأكثر تحصينا في العالم وتشكل الحدود مع الجنوب.
ودعت رئيسة كوريا الجنوبية في رسالة نادرة ومباشرة، الجنود والمدنيين الكوريين الشماليين للانتقال إلى «حضن الحرية» في الجنوب. وأضافت في كلمة لمناسبة يوم القوات المسلحة «أننا ندرك جيدا الحقائق المرعبة التي تواجهونها»، مشددة على أن «القيم العالمية كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والرفاه هي حقوق ثمينة ينبغي أن تتمتعوا بها أيضا».
وأردفت «سنبقي الطريق مفتوحا من أجلكم لتجدوا الأمل وتعيشوا حياة جديدة. أرجوكم تعالوا إلى حضن الحرية في الجنوب متى شئتم».
تأتي هذه الدعوة بعد شهر على انشقاق نائب سفير كوريا الشمالية في بريطانيا، في واقعة نادرة الحدوث تشكل ضربة موجعة لنظام كوريا الشمالية.
وقالت بارك كون هيه إن أعداد الكوريين الشماليين الذين يفرون جراء الجوع والقهر تزداد «بشكل كبير».
وأوضحت «لقد تواصلت الانشقاقات، حتى من قبل النخب الكورية الشمالية التي كانت تؤيد النظام».
واجتاز جندي كوري شمالي الخميس مشيا المنطقة المنزوعة السلاح التي تشكل الحدود مع كوريا الجنوبية، منشقا بذلك عن جيش بلده، وفق ما أعلنت رئاسة أركان الجيوش الكورية الجنوبية.
من النادر جدا أن يجازف جنود في اجتياز المنطقة المنزوعة السلاح التي تعتبر آخر الحدود من الحرب الباردة، ويتولى حراستها آلاف الجنود على الجانبين.
ويهرب مئات من الكوريين الشماليين سنويا من بلادهم. ويقوم القسم الأكبر منهم بذلك من خلال اجتياز الحدود التي تكثر فيها المنافذ مع الصين، قبل الوصول إلى كوريا الجنوبية عبر جنوب شرق آسيا.
وحصلت في يونيو 2015، آخر عملية انشقاق معروفة من هذا النوع، عندما توجه جندي شاب كوري شمالي إلى مراكز القوات الكورية الجنوبية في هواشيون، شمال شرق سول.
وفي نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، رسمت الحدود التي يبلغ طولها 248 كلم وتفصل شبه الجزيرة الكورية إلى جزأين.
وقد عززت هذه الحدود بالأسلاك الشائكة والأسوار الكهربائية، وأقيمت فيها منطقة عازلة يبلغ عرضها أربعة كيلومترات بين البلدين اللذين لم يوقعا بعد معاهدة سلام.
ويهرب مئات من الكوريين الشماليين سنويا من بلادهم. ويقوم القسم الأكبر منهم بذلك من خلال اجتياز الحدود التي تكثر فيها المنافذ مع الصين، قبل الوصول إلى كوريا الجنوبية عبر جنوب شرق آسيا.
وفي سبتمبر 2013، قتل الجيش الكوري الجنوبي مواطنا كوريا جنوبيا في السابعة والأربعين من عمره لأنه كان يحاول بطريقة سرية العبور إلى الشمال من خلال اجتياز نهر ايمجين الذي يعتبر في بعض الأماكن الحدود الغربية بين الشمال والجنوب.
وكان مسؤول أمريكي كبير قد أكد في وقت سابق أن الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية تعمل على قطع مصادر الدخل لكوريا الشمالية من الفحم وتحويلات العمال في الخارج وتدرس مزيدا من الإجراءات المشتركة بعد أحدث اختبار نووي لبيونجيانج.
يذكر أن وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونج سيه أكد أمس أن بلاده والولايات المتحدة «تنظران في اتخاذ تدابير فعالة للدفاع عن شبه الجزيرة الكورية».
ووضح يون أن سول وواشنطن تناقشان بعمق تدابير الردع المتنوعة بما فيها المظلة النووية لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتنامية من قبل كوريا الشمالية.
وأشار إلى أنه سيزور واشنطن بعد ثلاثة أسابيع للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية والدفاع بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأن هذه المسألة ستكون على رأس أجندة الاجتماع مؤكدًا أن التعهد الأمريكي بالدفاع عن كوريا الجنوبية «هو أكثر حزمًا من أي وقت مضى وستكون الوسائل المتنوعة جاهزة لذلك».