الحسابات الروسية تعقّد الحرب السورية

الحدث الأحد ٠٢/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٣٦ م
الحسابات الروسية تعقّد الحرب السورية

موسكو – واشنطن – – وكالات

استبعد الصراع الشرس حول سباق الرئاسة الأمريكية إلى حد كبير تدمير مدينة حلب السورية ولا سيما الأحياء الشرقية من المدينة والتي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشكل ضعيف من النشرات المسائية في الولايات المتحدة. وقد جازف عدد قليل من المراسلين والمصورين الشجعان بدخول سوريا ولكن عادة ما تبقى الكاميرات على مسافة آمنة ولذلك فإن كثيرا مما نراه هو الومضات والدخان الناجم عن القذائف والقنابل التي تنفجر في مدنها. وفي أوقات أخرى نرى مقاطع الفيديو التي صُورت بالهاتف المحمول لأشخاص منهكين يجرون بحثا عن مأوى أو ينقلون جرحى يصرخون من شدة الألم إلى المستشفيات حيث لا توجد مساعدة تذكر لهم.

وهناك إجماع غربي على أن الروس يساعدون حلفاءهم السوريين وهم القوات الحكومية السورية في قصف المدينة وأنهم مع بعض التحفظات الدبلوماسية ولا سيما من قبل الأمم المتحدة قامت طائراتهم بتدمير قافلة إغاثة الأسبوع الفائت. واستمع مجلس الأمن الدولي في مطلع الأسبوع الفائت إلى هجمات من الدول الغربية ضد روسيا. وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إنه «بدلا من السعي إلى السلام تصنع روسيا و(الرئيس السوري بشار) الأسد الحرب.. وهم يقصفون القوافل الإنسانية والمستشفيات ومقدمي الإسعافات الأولية الذين يحاولون باستماتة إبقاء الناس على قيد الحياة».
وقال ماثيو ريكروفت سفير بريطانيا إن روسيا والأسد «فتحا أبواب جحيم جديد على حلب. روسيا تشارك النظام السوري في تنفيذ جرائم حرب».
وفي الوقت الذي دُعي فيه السفير السوري للتحدث قاد ريكروفت عملية انسحاب شاركت فيها باور والسفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر. ونفى السفير الروسي فيتالي تشوركين بعد ذلك مشاركة روسيا.
ولماذا تضع روسيا نفسها في الجانب الخطأ من التاريخ؟ في حقيقة الأمر يسعى فلاديمير بوتين شيئا فشيء لإعادة بناء المجد والقوة التي يرى أن الاتحاد السوفييتي كان يحظى بهما. وكان الاتحاد السوفييتي طرفا رئيسيا في الشرق الأوسط واليوم فإن الشيء الوحيد الموروث من تلك السنوات هو مرافق مستأجرة لرسو السفن في طرطوس على الساحل الشمالي لسوريا. وبعد إخلاء القواعد السوفييتية في الإسكندرية ومرسى مطروح بمصر في أواخر السبعينيات ما زالت طرطوس موطئ القدم الوحيد لروسيا على البحر المتوسط. ورغم تفاوت الآراء بشأن مدى أهمية طرطوس - فهي أصغر جدا من أن تستضيف سفنا روسية أكبر- فما زال الميناء نقطة إمداد مهمة. والحسابات السياسية والاستراتيجية للكرملين أكثر أهمية. فبوتين يعتقد أن التدخلات الغربية في دول أخرى -والتي تُطرح عادة على أنها عمليات إنسانية- تُخفي أجندة عدوان واستعمار جديد. وفي كلمة حاسمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الفائت انتقد الغرب لرفضه تبنّي موقف الأسد في الحرب الأهلية السورية وتطبيق نفس المنطق على التورط الغربي في أوكرانيا حيث يزعم أن قوى خارجية نسقت انقلابا عسكريا «أثار نتيجة لذلك حربا أهلية».
وينظر الرئيس الروسي إلى الولايات المتحدة على أنها خصم دائم وعنيد تملك قوة عسكرية لا بد من كبحها في أية فرصة. ولكن هناك أساسا منطقيا آخر للحفاظ على التحالف مع الأسد، وهو يكمن في تجربة الرئيس في منطقة الشيشان الروسية في القوقاز.
فسكان الشيشان التي يزيد عددهم عن مليون نسمة كانوا من بين أكثر الشعوب المقهورة وأكثرها ولعاً بالحرب في عهد القياصرة والاتحاد السوفييتي. وأعلن إقليم الشيشان استقلاله أواخر العام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفييتي. وأثارت معارضة روسيا للانتفاضة الوطنية حرب الشيشان الأولى (فيما بين عامي 1994 و1996) والتي أدت إلى جعلها دولة شبه مستقلة. وعندما اندلعت الحرب من جديد أواخر 1999 كان بوتين رئيسا للوزراء وكان يتخذ معظم القرارات بدلا من الرئيس المريض بوريس يلتسين.
وحوَّل الجيش الروسي الذي تم إعداده بشكل أفضل معظم العاصمة جروزني إلى أنقاض. وبحلول العام 2000 أنهت موسكو معظم المقاومة المنظمة وعلى الرغم من استمرار أنشطة المتمردين حتى العام 2007 عندما فرض رمضان قديروف وهو نجل رئيس شيشاني سابق يدعمه بوتين بقوة، نظاما دكتاتوريا فاسدا ووحشيا. وأُخمدت النزعة الانفصالية وأُعيد بناء جروزني وظلت الشيشان موالية لموسكو.

بيروت – – وكالات: حققت قوات الحكومة السورية أمس الأحد تقدما على حساب الفصائل المعارضة في شمال مدينة حلب بدعم من الطائرات الروسية التي شنت عشرات الغارات ليلا على مناطق الاشتباك بين الطرفين، وفقا لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «حققت قوات النظام تقدما في شمال مدينة حلب، بعد تقدمها من منطقة الشقيف إلى تخوم حي الهلك» الذي تسيطر عليه الفصائل والمحاذي لحي بستان القصر، من جهة الشمال.

وأفاد بأن هذا التقدم جاء إثر شن «طائرات روسية ليلا عشرات الغارات الجوية على مناطق الاشتباك» في شمال ووسط مدينة حلب. وتخوض قوات النظام في الأيام الثلاثة الأخيرة معارك عنيفة ضد الفصائل المعارضة إثر شنها هجومين متوازيين في شمال حلب ووسطها.
وبحسب المرصد، تدور اشتباكات عنيفة أمس بين الطرفين على الأطراف الشمالية لحي الهلك، وعلى جبهتي حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط المدينة. وتواصل قوات النظام وفق عبدالرحمن، سياسة «قضم» الأحياء تحت سيطرة الفصائل، موضحاً أن هدفها في المرحلة المقبلة «السيطرة على حيي بستان الباشا والصاخور بهدف تضييق مناطق سيطرة الفصائل».
وقال مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية إن الغارات الجوية تركزت ليلا على مناطق الاشتباك وتحديدا في أحياء سليمان الحلبي وبستان الباشا والصاخور.

القوات الحكومية السورية

تـواصـل تقـدمـها في حلــب