عمّان – – وكالات
قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن زكي بني ارشيد، في حوار مع شبكة سي أن أن الأمريكية، إن المرحلة المقبلة ستشهد جهودا استثنائية لإعادة الاعتبار إلى البرلمان، يأتي ذلك بعد أن عاد الإخوان للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي قاطعوها عدة دورات.
وشدّد بني ارشيد على أن «التحاور» مع التيار العلماني الذي برز مؤخرا كمنافس لتيار الإخوان المسلمين، لا بديل عنه، ومحذرا في الوقت من «داعشية» كلا الطرفين، فيما أعتقد بني ارشيد أن كتلة الجماعة البرلمانية والمعروفة بـ «التحالف الوطني للإصلاح»، قادرة على إنتاج نموذج سياسي جديد أفضل من كلا تجربتي «تونس ومصر» وعلى قاعدة الدولة المدنية، على حد قوله.
وأشار بني ارشيد إلى أن «أهم الأولويات لدى التحالف هو رد الاعتبار لمؤسسة التشريع والقيام بالدور الذي حدده الدستور في الرقابة والتشريع، وتوسيع عضوية هذه الكتلة بتحالفات مع الكتل البرلمانية الأخرى والتفاهم على رفع منسوب أداء المجلس، وفي مقدمته إعادة رسم قواعد السياسة الأردنية وتحديدا على المستوى الداخلي، في التعامل مع الحكومة وكيفية تشكيلها والموقف من الموازنة المالية والثقة والتدقيق في مشاريع القوانين التشريعية. المطلوب إعادة رسم العلاقة انطلاقا من فصل التوازن بين السلطات أولا، وليس بين الكتلة والحكومة، الحديث هنا عن مؤسسة مجلس النواب وليس التحالف. الهدف تعزيز المركز القانوني والدستوري للمجلس».
وعن تجربة الإخوان المسلمين في مصر وتونس، رأى أن «كلاهما اجتهاد بشري، اجتهدوا فأصابوا في كثير من المواقع، واجتهدوا فأخطأوا في قليل من المواقع»، مشيرا إلى أن تجربة الإخوان في مصر «لم تُترك كي تستوفي وقتها الزمني».
أما التجربة التونسية «فهي نموذج مختلف، استفادت ربما من ثغرات التجربة الإخوانية في مصر، برأيي لها وعليها، وفيها إشـكاليات ربما كانت تناسب البيئة والمناخ التونسي، وهي ما تزال في طور المراوحة. لا يمكن الحكم على مستقبلها، لكن أبرز ما يميز التجربة التونسية هو أن حزب النهضــة التونسي حزب سريع التعاطي مع المتغيــرات وفق قراءة المشهد التونسي ومســتقبله، وقدم تنازلات تنظيمية وحزبية لصالح المجموع التونسي، هي تجربة تحترم وتدرس، لكن لا يمكن القول إنها تجربــة ناجحة بكل المقاييــس على الأقل في هذه المرحلة، أمامنا أيام وأحداث لنحكم لصالح تلك التجربة أو تلك، وباعتقادي أننا كحركة إسلامية في الأردن قادرون على أن ننجز ما هو أفضل من التجربتين في مصر وتونس».