احتفاء بالذكرى العطرة.. تـدارس حادثـة الهجرة النبوية الشريفة والعبرالمستفادة منها

بلادنا السبت ٠١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٣:٤٢ م
احتفاء بالذكرى العطرة..
تـدارس حادثـة 

الهجرة النبوية الشريفة
والعبرالمستفادة منها

مسقط - ولايات -

تواصل السلطنة احتفالاتها بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، حيث تقام العديد من الندوات والمحاضرات الدينية بهذه المناسبة العطرة في مختلف محافظات السلطنة، وقال خبير الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي في كلمة ألقاها خلال الحفل الديني الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مؤخرا والذي تضمن إلقاء قصائد وأناشيد وعروض مرئية وفعاليات تعبر عن معنى هذه المناسبة: «حين تتفاعل الأمة المسلمة مع الأحداث الكبرى لعظمائها وتبدي بهجتها مع الأيام الفاصلة من تاريخها فإنها تعبر عن إدراكها لمصادر القوة والعزة والوحدة وتدلل على وعيها برابطتها العقدية المتينة التي لا تنفك عنها لظروف آنية أو مؤامرات كيدية تستهدف كيانها وألفتها الإيمانية فتتحرك مشاعرها وأحاسيسها نحو كلِّ حدث يرتبط بشخصية نبيها العظيم محمد صلى الله عليه وسلم لتعلن للعالمين أن محمدا لا يزال حيا تسري روحه في جسد كل مؤمن صادق وأن هدايته الربانية لا يزال نورها يشع ظلماتِ العقولِ الحائرة وأن رحمته العظمى لن تزال مبعث الاطئنان والأمان للإنسانية بأسرها.

مرحلة جديدة

وأضاف: إن حدث الهجرة النبوية الشريفة يثبت نصر الله لعبده ورسوله عليه الصلاة والسلام في أصعب الظروف وأحلك الأيام وأشد الأحوال تحقيقا لقوله سبحانه: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» لأن الأمة المحمدية انقلبت بعده من الضعف إلى القوة ومن الخوف إلى الأمن ومن الذل إلى العز والتمكين فكانت الهجرة باكورة لمرحلة جديدة تعيشها أمة الإسلام في سبيل البناء والإنجاز وعمارة الأرض يحدوها الأمل الأكبر والهدف الأسمى بأن تكون كلمة الله هي العليا إلا أن ذلك لم يكن ثمرة للراحة والدعة واللهث وراء الدنيا ومادياتها الزاهية وتضييع المبادئ والتنازل عن القيم وإنما كان نتيجة للأخذ بأسباب النصر والتمكين التي شملت الإيمان الصادق بالله واليوم الآخر والبناءَ الروحي والفكري والتقويم التربوي والاجتماعي عملا بأمر الله «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون» فاستحقوا وعد الله لأنهم استمسكوا بأسباب النصر الإلهي والتأييد الرباني.

نجاح الهجرة النبوية

وقال الهنائي في كلمته: يستنكف المشركون أن يجاهروا بعدائهم لرسولنا الكريم عليه الصلاة وازكى التسليم وان يتوعدوه ويدبروا له المكائد يقول تعالى: «وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» ليتخذ عليه السلام أسباب النجاة والسلامة ويخطط لرحلة يفاجئ بها الكائدين الحاقدين تنقلب عليهم نتيجتها حسرة وندامة بعد حين ولنتأمل مسلكه في قول الله سبحانه: «إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم» إنه درس نبوي خالد تتجلى للمسلمين أسراره العميقة في المحن والشدائد ويستلهمون منه المعاني الدقيقة لتقلبات أحوالهم بين السراء والضراء ويتربون على تحمل أنواع عقبات الحياة وظروفها بحسن العلاقة بالخالق سبحانه الذي بيده ملكوت كل شيء.
إن المتأمل في عوامل نجاح الهجرة النبوية ليعلم يقينا إمكانية الاستفادة منها في إنجاح أي مشروع يهدف إلى تعزيز الوفاق بين أفراد الإنسانية ويبحث عن سبيل لقوتهم ومنعتهم ويخطط لآليات تستوعب الجماهير بمختلف قدراتها لكي تسهم وتبني وتعمر وتستمتع بالإنجاز وتتلذذ بالمشاركة الفاعلة في العطاء من أجل الحياة والدين والخلق والعيش الكريم «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».

أمسية دينية بالخابورة

واحتفلت ولاية الخابورة بهذه المناسبة العطرة بأمسية دينية في قرية صنعاء بني غافروبتنظيم من اللجنة الثقافية بفريق صنعاء الرياضي الثقافي وذلك تحت رعاية فضيلة الشيخ القاضي خميس بن سعيد الغافري.
استهلت الأمسية بتلاوة عطرة من آيات الله البينات وتبعها عدد من الأناشيد التي صدحت في حب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وحوارات شعرية، وتناولت الأمسية تدارس لحادثة الهجرة والعبرالمستفادة منها والتي قدمها الأستاذ مصبح الكيومي، وكما جرت العادة في مناشط الفريق تم تضييف الحضور بالحلوى العمانية والقهوة، وذلك إحياء لعادات السبلة العمانية، وفي الختام قدمت الهدايا التذكارية للمشاركين وتقديم هدية تذكارية لراعي الأمسية.
وقال المنظمون إن هذه الأمسية تأتي ضمن سلسلة جهود اللجنة في إستثمار مواهب الشباب وتقديم الدعم وإتاحة الفرص لهم لتطوير مواهبهم ومهاراتهم، كما دعى المنظمين الفرق الشبابية في القرى الأخرى إلى إستثمار طاقات الشباب في تنفيذ المناشط الثقافية في المجتمعات الاخرى حتى تعم الفائدة وتتفعل المعاني الحقيقية لمفهوم «المواطنة الصالحة» ومفهوم «مجتمع الإنجاز».

محاضرة بالمضيبي

كمت احتفلت ولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، وذلك بإقامة احتفالية للمناسبة بجامع المضيبي، واشتملت الاحتفال على تقديم محاضرة بعنوان «الهجرة النبوية عبر ومواقف» قدمها الواعظ بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية عامر بن سعيد المسكري تحدث خلالها عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والهجرة النبوية التي شهدت العديد من المواقف للرسول الكريم في سبيل نشر الإسلام في اصقاع الأرض، وأوضح المحاضرون الدور الذي لعبه الصحابة في الهجرة النبوية والمواقف التي سجلها الرسول صلى الله عليه وسلم برفقة أبوبكر الصديق رضى الله عنه في رحلة الهجرة إلى المدينة المنورة ،وتحدث المسكري عن العبر التي استخلصت من الهجرة النبوية ولعل أهمها بناء أول مسجد في الإسلام بالمدينة المنورة والذي كان جامعا للمسلمين لتعليمهم أصول الدين وعمل حلقات العلم والذكر وقراءة القرآن الكريم والتي أصبحت من الممارسات اليومية للمسلمين والتي ينبغي المحافظة عليه والاقتداء فيها بالرسول الكريم هذا إلى جانب الطرق إلى أبرز الأعمال المحمدية والمتمثلة في الأخطاء بين المهاجرين والأنصار في أمور حياتهم اليومية أنا ذاك.
وتضمنت الاحتفاليات كذلك تقديم نشيد ديني قدمه المنشدين بدر الحبسي وأيوب الحبسي بالإضافة إلى تقديم قصيدة شعرية معبرة بالمناسبة الشريفة قدمها عبدالله بن أحمد الطوقي هذا إلى جانب إقامة المسابقات الدينية المتعلقة بالهجرة النبوية أدارها الطالب عبدالله الحبسي تضمنت أسئلة متنوعة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والهجرة النبوية الشريفة.

احتفال ولية عبري

كما نظمت إدارة الأوقاف والشئون الدينية بمحافظة الظاهرة بجامع العراقي بولاية عبري احتفالاً دينياً بالمناسبة.
اشتمل برنامج الإحتفال على تقديم العديد من الكلمات الدينية المعبرة عن عظم وجلال هذه الذكرى العطرة الخالدة، وألقيت قصائد شعرية دينية وقُدمت أناشيد إسلامية بعنوان «في ذكرى هجرة النبي المصطفى»، والقى المحاضر الديني محمد بن زاهر العبري محاضرة دينية بين فيها أن الهجرة النبوية المباركة من مكة المكرمة إلى مدينة رسول الله المدينة المنورة تعتبر حدثاً فاصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، هما المرحلة  المكية والمرحلة المدنية، حيث غيرت الهجرة مجرى التاريخ الإسلامي وشيدت على أثرها الدولة الإسلامية، وأوضح المحاضر أن في هجرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نرى معاني النجاح المبني على التخطيط والاعداد المدروس والتوكل على الله والاعتصام به.