فريد هيات
في ظهوره الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام قليلة، لم يكن لدى الرئيس باراك أوباما الكثير ليقوله عن الحرب الأهلية بين الحكومة السورية وخصومها.
قال أوباما في خطابه: "ليس هناك انتصار عسكري نهائي سيحرزه أحد الطرفين،" ولذلك فإن الولايات المتحدة "ستواصل العمل الدبلوماسي الجاد الذي يهدف إلى وقف العنف وتقديم المساعدة للمحتاجين ودعم من يسعون للتوصل إلى تسوية سياسية". ثم انتقل بعد ذلك إلى أمور أخرى.
وبالنظر إلى أن سوريا هي أكبر فشل إنساني واستراتيجي لباراك أوباما، والتي حتى وقت خطابه كانت مبادرته الدبلوماسية الأخيرة على وشك الانهيار، فإن الإيجاز لم يكن مستغربا.
ولكن يمكنك أن تكون على يقين أن أوباما قد أعطى لهذه القضية الكثير من التفكير أكثر مما قد تشير إليه كلماته القليلة. وإن افترضنا أنه كان يفكر بصوت مرتفع، فإليك ما كان يمكنك أن تسمعه منه:
"بالطبع سينهار اتفاق السلام الأخير الذي توصل إليه كيري. إن فلاديمير بوتين يفوز الآن، فلماذا يتمسك بالاتفاق؟ وحتى لو كان بوتين يريد اتخاذ سلوك حسن وعدم إثارة مشكلات، فلماذا يتابعه الأسد؟ إنه يفوز أيضا – وإن كان يريد تدمير آخر إنسان في حلب فمن الذي سيمنعه؟
"لذا فهل من غير المنصف مواصلة إرسال جون كيري لتلك المهام المحكوم عليها بالفشل؟ عاما بعد عام، يعد بأنه سيتوصل إلى اتفاق ويقسم بأننا سننتقل إلى خطة بديلة في حالة تراجع السوريين أو الروس. ومرة بعد مرة يخذلوه، ثم يعود إليهم للمزيد. ليس هناك خطة بديلة، لأنني لن أوافق على خطة بديلة.
"ولكن جون يحظى بالثناء على مثابرته. ونحن جميعا نبدو وكأننا نحاول. إنني إذا استطعت التوصل إلى اتفاق مرة أخرى، فإن الفوضى كلها ستؤول إلى هيلاري، أو، لا سمح الله، إلى المرشح الآخر.
"والحقيقة أنه لا ينبغي لأحد أن يريد ذهاب الأسد، لا أستطيع أن أقول هذا بصوت عال بالطبع منذ أن تورطت في ذكر اسمه منذ عدة سنوات. نعم هو قاتل جماعي وجلاد. بل إنه يحرجني باستخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى بعد أن قمنا أنا وفلاديمير على ما يفترض بحل هذه المشكلة.
"ولكن ما هو البديل؟ المعارضة "المعتدلة"؟ لا تجعلني أضحك. ربما ما كان ينبغي عليّ أن أسخر منهم واصفا إياهم بأنهم "مزارعون أو معلمون أو صيادلة" بل بأمانة – ستتسلل القاعدة أو داعش إلى دمشق في حالة سقوط الأسد.
"أوه، أنا أعلم ماذا يمكن أن تقول هيلاري. لو أني كنت قد استمعت إليها في عامي 2011 و 2012 – وإلى بيترايوس وبانيتا وباقيهم – لكانت "القوات المعتدلة" في وضع أقوى الآن. كان ينبغي علينا تدريبهم واقتطاع مساحات آمنة لهم وإعطائهم فرصة ضد الأسد. لقد حاول جون إقناعي بنفس هذا الأمر عندما بدأ. لقد كان يعتقد أن بإمكانه القيام بدور جديد وإقناعي بما فشلت هيلاري في إقناعي به.
"حسنا، أنا أعلم ماذا يقول حشد ’لقد قلت لك هذا’. لم أكن لأفعل، لأنني كنت قلقا من أننا لو أرسلنا قوات سينتشر الإرهاب وستتمزق سوريا، وستجد ملايين اللاجئين أمامك وربما تتورط روسيا أيضا. لذلك لم نتورط، ونعم: انتشر الإرهاب وتمزقت البلاد ورأينا ملايين اللاجئين، وتورطت روسيا. ونعم، أصبحت أوروبا كلها غير مستقرة بسبب سوريا.
"ولكن هل تعلمون أن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ؟ كان يمكن أن تجدوا كل هذه الأشياء السيئة تحدث – قتل مئات الآلاف، وتشريد نصف سكان البلاد من ديارهم – والقوات الأمريكية في وسط كل ذلك. هذه طريقة بوش. لقد حميت بلدنا من ذلك.
"إذن الآن هي مشكلة بوتين. فهل هذا سيء؟ ربما لا تكون سوريا قد تحولت لمستنقع بالنسبة له بعد، كما قلت إنه سيحدث، ولكن انتظروا. إن قضية سوريا لم تنته معه بعد.
"وماذا سيفعل الرئيس المقبل؟ هناك سبب يدعوكم لعدم سماع الأفكار من أي منهما. مناطق حظر طيران؟ لقد تأخر الوقت قليلا على هذا الأمر، في ظل قيام أنظمة الدفاع الروسية بتغطية البلاد. مناطق آمنة؟ من الذي سيحافظ على سلامتهم؟ إنه شيء سيء بما يكفي أن أضطر أن أكون ليندون جونسون في العراق، فأعيد القوات إلى الوطن في دفعات تتكون من 500 جنديا في كل مرة.
"هذا يبدو سيئا، أفهم ذلك. أنا أكره الفوضى كلها. الأحرى بي أن أتحدث عن التغير المناخي أو بورما أو حتى أوكرانيا. ونعم بعد نحو جيل من الآن قد يسافر رئيس ما إلى ما قد يتبقى من حلب ويعرب عن ندمه، كما فعلت أنا في لاوس وهيروشيما وكل مكان آخر.
"هذا جيد. فقط آمل أن يفهموا هذا القدر: الأمر يبدو دائما أسهل عند فهمه والحكم عليه بعد وقوعه. لم يكن هناك إجابة صحية واضحة. أحيانا يتعين على الحروب الأهلية أن تحرق نفسها بنفسها.
"الآن، أين جون؟ أنا أحتاج منه أن يؤجل لي الموضوع أربعة أشهر أخرى. أربعة أشهر أخرى فقط، وبعدها ستكون المشكلة هي مشكلة شخص آخر من الجحيم".
محرر صفحة الرأي في صحيفة واشنطن بوست