باريس- (أ ف ب) -
بعد تحسن طفيف، عاد تراجع اسعار النفط ليضغط على الاسواق العالمية بينما فتحت بورصات اوروبا على انخفاض متأثرة بالاسواق الآسيوية والاميركية. وقال الاقتصاديون في مجموعة "كريدي موتويل سي اي سي" ان "التفاؤل الذي ساد اسواق المال في نهاية الاسبوع الماضي لن يطول". ولم يصمد الانتعاش الذي غذته الآمال في تدخل المصارف المركزية وارتفاع اسعار الذهب الاسود طويلا. فبعد تصريحات رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي الذي تحدث عن اجراءات جديدة على غرار المصرف المركزي الياباني، عاد المستثمرون بسرعة الى الواقع. لذلك فتحت بورصات اوروبا على انخفاض واضح متأثرة باسواق المال في آسيا وبورصة نيويورك وول ستريت. وحوالى الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش، خسرت بورصة باريس 1,69 بالمئة وبورصة فرانكفورت 1,33 بالمئة وبورصة لندن 1,54 بالمئة. فالمعادلة نفسها ما زالت قائمة: رفض دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) الحد من انتاجها يواصل تعزيز عرض مفرط في مواجهة اقتصاد عالمي اضعفه تباطؤ في الصين يقلل من الطلب. والنتيجة الحتمية هي انخفاض الاسعار. وقال المحللون في مجموعة "اوري بي جي سي" "طالما لا تلوح في الافق احتمالات متعلقة بالعرض بينما يواصل الطلب تراجعه، فان سعر برميل النفط سيواصل انخفاضه". وقد اصلت اسعار النفط في آسيا تراجعها في المبادلات الالكترونية في آسيا الثلاثاء لتصل الى اقل من ثلاثين دولارا. وخسر سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم آذار/مارس 58 سنتا ليصل الى 29,76 دولارا. اما سعر برميل برنت النفط المرجعي الاوروبي تسليم آذار/مارس ايضا فقد ارتفع 50 سنتا ليصل الى ثلاثين دولارا. وكان سعر النفط الخفيف انخفض الاربعاء الى 26,19 دولارا قبل ان يغلق على 26,55 دولارا اي ادنى مستوى له منذ ايار/مايو 2003.
وقال دانيال آنغ المحلل في مجموعة فيليب فيتشرز في سنغافورة ان "هذا التراجع ليس مفاجئا نظرا للضعف المستمر في اساسيات السوق". ويؤثر ارتفاع سعر الدولار بانتظار اجتماع للاحتياطي الفدرالي الاميركي على الطلب على الذهب الاسود اذ انه يجعل هذه المادة اقل اغراء للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات اخرى. وقال انغ ان "الاسواق تريد ان تعرف متى سيتقرر ارتفاع جديد لمعدلات الفائدة". واكد محللو "اوريل بي جي سي" ان "انخفاض اسواق الصين اليوم من جهة ثانية يدل على ان المستثمرين المحليين ما زالوا متوترين جدا". وشهدت بورصة شنغهاي الصينية التي خسرت اكثر من 17 بالمئة منذ بداية العام عمليات بيع كثيفة على الرغم من ضخ مبالغ كبيرة من قبل المصرف المركزي. وقد انخفضت 6 بالمئة بينما تراجعت بورصة شينزين اكثر من 7 بالمئة. وقال جانغ يانبينغ المحلل في دائر جيشانغ للوساطة لوكالة فرانس برس ان "بعض المستثمرين لم يعد لديهم رغبة في العمل عكس التيار مع اقتراب عطل رأس السنة القمرية (مطلع شباط/فبراير) لذلك السوق ضعيفة جدا". واضاف "ما ان تأكد تراجع الاسعار حتى قام المستثمرون بعمليات بيع كثيفة". - بانتظار اجتماع الاحتياطي الفدرالي الاميركي - واغلقت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 2,35 بالمئة وهونغ كونغ 2,48 بالمئة. كما فتحت بورصة موسكو على انخفاض تجاوزت نسبته 3 بالمئة وتراجع سعر عملتها بشكل كبير. والنتيجة المنطقية لذلك هي ان سوق الدين اصبحت ملاذا كالعادة عندما تحدث تقلبات وتتراجع معدلات فوائد الاقراض في دول منطقة اليورو وعلى رأسها المانيا بشكل واضح. اما اليورو فقد حافظ على استقراره في مواجهة الدولار الثلاثاء في سوق تنتظر بدء اجتماع يستمر يومين للجنة النقدية للاحتياطي الفدرالي الاميركي. وقال مايكل هيوسن المحلل في مجموعة "سي ام سي ماركيتس" ان المستثمرين يترقبون بيان الاحتياطي الفدرالي الاميركي بعد اجتماع البنك المركزي الاوروبي ومساعي رئيسه ماريو دراغي "اقناع المستثمرين بانه سيكون قادرا على التحرك عند الحاجة"