الدكتور.عمرو خالد ل "الشبيبة": عمان تصنع حلما وتنشرعبق الحضارة

مزاج السبت ٠١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٣٥ م
الدكتور.عمرو خالد ل "الشبيبة":
عمان تصنع حلما وتنشرعبق الحضارة

حوار- خالد عرابي

"التوك شو" لم يعد هناك فائدة منه لأنه يفكر "كيف يبيع وليس كيف يفيد" .. ونحن حوّلنا وسائل التواصل الاجتماعي إلى تلفزيون

تعلمت من الفنان فؤاد المهندس .. ونماذج النجاح كثيرة منها الشافعي شارل شابلن،الشعراوي وكلاي

توجهت مؤخرا إلى "السوشيال ميديا" لأن النزول إلى الشارع أصبح صعبا

حوار- خالد عرابي

رأى الداعية والمفكر الدكتور عمرو خالد أن الشباب العماني مبشر بالخير وأنه محب للتعلم، وأن الشعب العماني محب للآخرين، وأن أهم شيء لفت نظره في السلطنة أن هناك من يصنع الحلم في هذا البلد، فصناعة الحلم أمر مهم جدا، فالتجربة التي تقوم بها "تنفيذ" هي مهمة جدا مستقبلا، ومؤكدا على أن الأهم من صناعة الحلم هو الاستمرار عليه والقدرة على تحقيقه وإشراك الآخرين فيه، فالناس بدون حلم تتحول إلى ماكينات.
كما أشاد عمرو خالد بمستوى ما رآه في السلطنة من منجزات ونهضة وحضارة وتطور قائلا: حينما وصلت إلى مسقط شممت رائحة الحضارة فعمان تنشر عبق الحضارة..
جاء ذلك خلال الحوار الحصري الذي أجرته معه " الشبيبة" خلال زيارته للسلطنة –التي انتهت أول أمس وقدم خلالها دورة تدريبية لعدد من موظفي 15 مؤسسة حكومية وخاصة في الدولة والتي نظمتها مؤسسة إنجاز للتنمية بالتعاون مع وزارة الخدمة المدنية-.
وأكد خالد خلال حوارنا معه على أن الانتماء عند الشباب العربي والمسلم موجود ولكنه يقل ويزيد وفقا لما يحدث في الأوطان، فمؤشر الانتماء يرتفع في المناسبات الوطنية، بينما يقل عند حدوث أزمة أو كارثة، كما أكد على أن الإعلام المرئي في تراجع كبير الآن وأن تأثيره تقلص كثيرا، وأن برامج "التوك شو" أصبحت سباب وشتائم، وأن النزول إلى الشارع أصبح أمر صعبا ولذا فقد توجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه رأى أنها المستقبل، وفي الوقت نفسه أصبحت هي الأكثر تأثيرا والدليل على ذلك أن لديه متابعين أكثر من تسع وثلاثين مليون متابع عليها..
وقال خالد بأنه سعيد جدا بهذه الزيارة التي فاق ما شاهده فيها توقعاته حيث أنها الزيارة -التي وصفها بأنها الأولى للسلطنة ولن تكون الأخيرة إن شاء الله-، وأنه خرج منها بالعديد من الملاحظات والانطباعات المهمة والجميلة ومنها مدى ما حققته السلطنة من نهضة وحضارة وتطور خلال فترات ليست بالبعيدة، قائلا منذ وصولي إلى عمان شممت رائحة الحضارة والتطور.
وعند الحديث معه عن الشباب المسلم والعربي وكيف يراه الآن وما هي رؤيته لمفهموم الولاء والانتماء عنده (أي عند الشباب) قال خالد: الانتماء موجود ولا نستطيع أن ننكر وجوده وإنما يقوى ويضعف، وهو يتأثر في ذلك سلبا وإيجابا بما يحدث في المجتمع، كما يتأثر بالمواسم والمناسبات، فمثلا في المناسبات الوطنية تجده يرتفع وبقوة، وضرب مثالا بمصر فقال: ونحن الآن على أعتاب الاحتفال بذكرى انتصارات 6 أكتوبر نجد أن مؤشر الحديث عن الانتماء للوطن يرتفع وبقوة، ونحن نلاحظ ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تأتي فترات أخرى مثل حدوث أزمة أو كارثة كغرق عبّارة عليها العشرات بل المئات من الشباب مثلا -وهي التي حدثت في مصر قبل أسبوعين- فتجدها أصابة الكثيرين وخاصة الشباب بنوع من اليأس والاحباط ومن ثم ينخفض مؤشر الانتماء.
غير أن عمرو خالد لفت النظر إلى قضية أخرى وهي دخول البعض على الخط في ذلك وهم من حاولون جر كل ما يحدث على أرض الوطن إلى الدين ففرقوا بين الأوطان والأديان وقالوا بأن الأمة أي (جماعة معينة) تقدّم على فكرة الوطن، فحقيقة الأمر هذا خلط مغلوط لأنه لم تعش الأديان إلا في حمى الأوطان، وأن الأمة ما هي إلا مجموعة أوطان
أما عند سؤاله إذا ما كان ما قاله عن الانتماء الآن يختلف من بلد إلى آخر في وطننا العربي فقال: بالطبع لا فرق وأوجز ذلك في قوله " كلنا في الهوى سوى".

وسائل التواصل

وللإجابة على تساؤل حول وجود برامجه المرتبطة بالناس والشارع والمجتمع مثل: " صناع الحياة" وغيرها ولماذا اختفت وإذا كان هناك جديد على نمطها؟ فقال الدكتور عمرو خالد: النزول إلى الشارع الآن أصبح صعبا فالنفوس والشباب تغير، وكثير من الشباب العربي الآن محبط ومحاط بالعديد من المشاكل والصعاب، كما أن بعض الناس حولوا المسجد الآن إلى ساحة احتراب وبعض آخر يتكلم باسم الدين، وفي ذات الوقت هناك من يلاحق على تغذية الشباب بأفكار هدامة، فوصلنا لدرجة أن هناك من يحاول أن يجر الآخرين لقضيته فقط، ولذا توجهت مؤخرا إلى "السوشيال ميديا" وسائل التواصل الاجتماعي وركزنا عليها لأنها هي الطريق للوصول إلى الشباب ومحاولة تصحيح أفكارهم ومفاهيمهم ومحاربة مثل هذه الأفكار الهدامة التي تبث طوال الوقت.

فقلت: وهل استطعت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن تصل للهدف من ذلك؟ فقال: نعم. لأنني تمكنت أن أحولها (أي وسائل التواصل) إلى تلفزيون وذلك من خلال العديد من البرامج القصيرة جدا والتي حينما تشاهدها تجد فيها كل ما يستخدم في التلفزيون من ديكور وإخراج وثلاثي الأبعاد ولذا تكون مؤثرة، فمن يتابع موقعي الآن يجد أننا نقدم من خلاله العديد من البرامج اليومية منها مثلا برنامج اسمه " 90 ثانية " وهو يقدم قصص نجاح لأشخاص من حول العالم قدمنا منهم مثلا: الإمام الشافعي، نيلسون مانديلا، الشيخ الشعراوي، محمد علي كلاي، وشارل شابلن وغيرهم الكثيرين ممن تحدثنا ونتحدث عنهم .. أو برنامج أخر أسمه "10 معلومات" وهو يقدم أيضا في 90 ثانية، والهدف من مثل هذه البرامج التخلص من الاحباط الذي ملأ صدور الشباب وتوسعة العقول الضيقة التي التي سكنها التمرد وضيق الأفق أو حتى التطرف فيعرف وا كيف نجحت هذه الشخصيات وماذا قدمت للبشرية ولنفسها ومن ثم يرون كيف أصبحت قدوة لغيرها، كما أن هناك برنامج آخر أسمه "سبع خطوات" وهدفه أن يعالج ما نقوم به في عالمنا العربي من تنظير، فمعظمنا دائما يسأل ماذا ولماذا، ولكن قلما نجد من يجتهد ويسأل: كيف، فهذا البرنامج في سبع خطوات سريعة يعالج مثل هذه الظواهر، وفي نفس الوقت تهدف مثل هذه البرامج وبشكل إيجابي إلى مواجهة من يخطط لإفساد شبابنا المسلم.
وعندما سألته إذا ما كان كل الشباب الذي يزور الموقع يتفاعل بإيجابية مع ما يطرح فيه من قضايا قال: نحن في الموقع نزيد يوميا حوالي 10000 متابع ونحجب تقريبا حوالي 100 آخرين ويحدث ذلك الحجب بسبب دخول من يسعون للإساءة أو القيام بالشتائم أو التخريب، فمن يدخل للاعتراض أو الاختلاف في الرأي باحترام وحوار بناء دون الإساءة إلى أحد نرحب به دائماوهذا يبين مدى الخيرية الموجودة في شبابنا.

بسمة أمل

وعن برنامج بسمة أمل قال: يقدم على عدد من الإذاعات في الدول العربية، وهو يحكي قصص إنسانية من الحياة ويتكلم عن القيم والاحترام، كما يناقش أهم قضايا المجتمع من أخلاق ومعاملات وعلاقات أسرية، كما يتحدث عن الناس الناجحة في الحياة ويهدف إلى رسم البسمة على وجوه الآخرين لأنه طالما أن هناك أمل فهناك حياة، ولا يوجد حياة بدون أمل، فلطالما هناك شمس تشرق هناك أمل وطالما هناك نفس هناك أمل وطالما ربنا موجود فهناك كل الأمل.
وأكد عمرو خالد قائلا: "هذا البرنامج أقدمه هدية مني لكل القنوات التي يذاع عليها كما أنني أهديته خلال وجودي بالسلطنة وعند لقائي بالإعلامي موسى الفرعي لقناة "وصال" وسوف يذاع عليها يوميا قريبا .

الإعلام المرئي

أما عند سؤاله حول رأيه في الإعلام المرئي وخاصة برامج "التوك شو" ولماذا هو بعيد عنها الآن فقال: الإعلام المرئي تراجع كثيرا الآن، كما أن التلفزيون بدأ دوره يتقلص والتوك شو أصبح غير مفيد كثيرا والسبب في ذلك نوعية البرامج التي تقدم والموضوعات التي تطرح والتي تحولت إلى سباب وشتائم واتهامات وتخوين أكثر من إهدافها إلى أصلاح أو تقديم شيء مهم ومفيد للناس أو إحداث تأثير إيجابي في المجتمعات العربية والسبب وراء كل ذلك هو لأن برامج التوك شو أصبح سعيها وهمها الأساسي هو الأموال والربحية حتى ولو كان عن طريق الإثارة، أي أنها "تفكر كيف تبيع وليس كيف تفيد."
مشيرا إلى أنه بعد عنها لأجل هذه الأسباب، ولأنه متيقن أنه إذا ما قبل الظهورفي برنامج ما، فإنه قبل وبعد ظهوره في البرنامج سيكون هناك وصلات من السباب وغيرها، وأردف قائلا: ولذا بعدت عنها واستعضت عن كل ذلك بوسائل التواصل الاجتماعي التي أرى أنها الأكثر وصولا للشباب والأكثر تأثيرا الآن ومستقبلا.

الجدير بالذكر أن الدكتور عمرو خالد داعية ومفكر ومؤلف ومصلح اجتماعي مصري، حاصل على درجة الدكتوراة في الشريعة الإسلامية، ويزخر مشواره بالعديد من البرامج التلفزيونية المؤثرة والناجحة حيث قدم 23 برنامجا، وقد اختارته مجلة «تايم » الأمريكية كواحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، ويعتبر من أنشط الرموز العربية انتشارا على وسائل التواصل الاجتماعي حيث بلغ عدد متابعيه عليها أكثر من تسع وثلاثين مليون متابع منهم أكثر من 7 ملايين على التويتر، ومن متابعي الأخير (أي تويتر) 140 ألف من السلطنة.